المحتوى الرئيسى

بسبب "شائعة".. "جافيز لوان" ينقذ شركة عائلته قبل أكثر من 200 عام

01/09 18:30

بحسن إدارة استطاع إنقاذ أعمال الأسرة الخاصة لستة أجيال تعاقبت بعده، وكلمة "إنقاذ" تتناسب هنا مع العبء المُضاف إلى العمل مع الأقرباء، مثل مشكلة مَن من هؤلاء سيرث إدارة أعمال الشركة.

بعد أن انتشرت شائعة في مدينة بالتيمور على السواحل الشرقية للولايات المتحدة الأمريكية في عام 1895 تقول إن عائلة لوان أغلقت شركتها، لكنها لم تكن إلا مجرد شائعة فقط، حيث وزع جافيز لوان، الذي كان يدير شركة عائلة لوان وقتها، والتي تصنع أشرعة السفن، ومظلات النوافذ، والخيم، والرايات، وأغطية السيارات، رسائل ومنشورات لتصحيح تلك الشائعة، كتب فيها: "لا، لم يخسر العجوز جيه دبليو لوان أعماله، وإن كان بعض الناس يعتقدون ذلك".

وأضاف على ذلك جملة كانت بمثابة ضربة لما يبدو أنه منافس اختلق تلك الشائعة: "حتى وإن كان البعض الآخر يقول ذلك"، وعاد عمل الشركة وقتها إلى القمة ولا يزال بحالة جيدة حتى اليوم، تحت اسم شركة "الأخوة لوان"، إنه إنجاز جيد بالنسبة لشركة بدأت في صنع أشرعة السفن عام 1815 وانتقلت بعد 202 سنة إلى التركيز على صنع الخيم، ومستلزمات الحفلات، ومظلات النوافذ.

في الحقيقة، هناك ثلاثة في المئة فقط من شركات العائلات استمرت حتى الجيل الرابع أو بعد ذلك قليلا، بحسب مجلة "فاميلي بيزنيس ريفيو" الأكاديمية المتخصصة في بحث الأعمال العائلية، وفقا لـ"بي بي سي" البريطانية.

ويقول برايان لوان، وهو المدير الحالي لأعمال العائلة، ويبلغ من العمر 55 عاما: "أعتقد أن الحظ حالفنا في أكثر من مناسبة، فعندما كانت تنحسر تجارة ما لدينا، كنا قادرين دائماً على إضافة تجارة أخرى".

وتحول العمل من بيع أشرعة أحيانا إلى تأجير الخيم، ويدين براين بمهنته هذه التي يمارسها منذ 30 عاماً لجوزيف لوان، وهو صانع أشرعة من بورتسموث في إنجلترا، والذي نشر تجارته في بالتيمور عام 1815. وكان هذا أفضل مكان اختاره جوزيف لتأسيس أعماله في الولايات المتحدة، حيث تتمتع المدينة بميناء عميق وفّر وجود الكثير من السفن التي تحتاج إلى أشرعة جديدة دائماً.

كما أن أغلب موانئ الساحل الشرقي للولايات المتحدة كانت تعتبر نقطة انطلاق لداخل المدينة، وكذلك لتجارة الأغطية القماشية للسيارات.

وبعد أن ورث الابن العمل عن أبيه، وحلّت المحركات البخارية محل الأشرعة، كانت تجارة الأشرعة قد انتهت افتراضياً مع بداية القرن العشرين. لكن جاءت الحاجة لمظلات النوافذ بشكل أساسي لتخفيف حدة موسم الصيف الخانق في بالتيمور.

ومع مجيء المكيفات الكهربائية، تراجعت أعمال تلك المظلات، لتبدأ الشركة في صنع الخيم القماشية في الخمسينيات من القرن العشرين، وأصبحت مصدر الربح الأساسي للعمل. واليوم أصبح لدى الشركة حوالي 85 موظفاً، ودخل سنوي بقيمة خمسة ملايين دولار.

وبالإضافة إلى تأجير الخيم لكل المناسبات، من الأعراس إلى المؤتمرات، تؤجر الشركة كذلك كل المستلزمات المطلوبة للمناسبات الكبرى، مثل الطاولات، والكراسي، والصحون والكؤوس، وحتى الأرضية المخصصة للرقص.

ويقول براين، الذي بدأ حياته العملية وهو طالب في كلية تأهيل المعلمين: "لا زلنا نتعلم دائماً كيف نحسّن من أعمالنا، والطريقة التي نقدم ذلك بها".

وقد أراد براين أن يدرس التعليم كي يكون مُلماً بالمهن المختلفة، لأنه كان واثقاً من أنه سيكون جزءاً من أعمال العائلة في وقت ما. وعندما كان براين يدرس في إسبانيا وهو في سن الـ 24، تلقى مكالمة من والده مورغان الذي أعلن أنه يفكر في بيع شركته.

وخلال أسابيع قليلة، عاد براين وبدأ العمل تحت إشراف والده، وتقاعد مورغان منذ 20 سنة الآن، بعد أن أوكل لابنه جميع مهام العمل.

ويقول براين: "من المحزن أن أقول هذا، لكني استمتعت بالعمل أكثر بعد مغادرته". وكما يشرح، فقد أعطاه ذلك فرصة لكي يضع بصمته الخاصة على أعمال العائلة كما فعل والده من قبل، عندما تولى إدارة الشركة.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل