المحتوى الرئيسى

عادل حافظ يكتب: إيران قبل وبعد الاحتجاجات | أسايطة

01/09 16:46

الرئيسيه » رأي » عادل حافظ يكتب: إيران قبل وبعد الاحتجاجات

كان يقيني وأنا أتابع عن كثب ثورة الاحتجاجات لشرائح عديدة من الشعب الإيراني متظاهرا ضد حكومة الملالي والمرجعيات الدينية، أن قوى الأمن الإيرانية وفى صدارتها ميليشيات “الحرس الثوري” المعروفة بشدة شراستها ودمويتها والتي تتبع مباشرة وتأتمر فقط بأوامر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران أية الله على خامنئي ستقوم باستخدام القوة والعنف المفرط لفض التظاهرات وإخماد الاحتجاجات بأسرع مما كان يظن المراقبون لهذه الاحتجاجات التي اندلعت في كل المدن الإيرانية دون استثناء، وقدروا استمرارها لأسابيع عديدة.

لكن أيا كان حصاد تلك الأحداث – 20 قتيلا على الأقل – فضلا عن المصابين، فإن طبيعة التشكيلة والبنية الدينية للسلطات الحاكمة في طهران وقيادتها من الملالي والمرجعيات لا تسمح بان يفلت منها زمام الأمور أو يخرج عن السيطرة الكاملة لو امتدت الاحتجاجات أسابيع طويلة، مهما كان الثمن ومهما تعاظمت أرقام الضحايا – ما بين 1000الى 1800 معتقل بينهم أكثر من 100 طالب – لكن المؤكد أن هذه الأحداث ستؤثر بقوة على سلوك النظام ورموزه التي ثار ضدهم المحتجون، فقد كسر المتظاهرون أسوار القداسة والهيبة لخامنئي المرشد العام ورئيس الجمهورية حسن روحاني، وأصابوا هيبة الدولة والنظام في مقتل بشعاراتهم وهتافاتهم المناهضة للحكومة المسئولة عن تفاقم البطالة، وارتفاع الأسعار، وتزايد نسبة الفقر لأكثر من 15 في المائة، فضلا عن انتشار الفساد في الإدارات الحكومية، برغم أن إيران تعد من الدول الغنية باقتصادياتها النفطية وعائداتها، إلا  أن الحكومة الدينية من الملالي والمرجعيات بدلا من توجيه اهتماماتها لإصلاح تلك الاختلالات وسد الثغرات وتصويب أخطائها وتوجيه جهودها للشرائح المهمشة بالمجتمع، انتهجت سياسة التدخل في صراعات منطقة الشرق الأوسط كما حدث في سوريا والعراق وتقديم كل أنواع الدعم المالي واللوجستي من منظور طائفي وعقائدي لـ ميليشيات حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، والحوثي في اليمن وحتى تنظيم حماس في فلسطين، وهى سياسات مكلفة، زادت من فقر الإيرانيين.

إذا كان الحرس الثوري الإيراني قد نجح بالقوة في فض الاحتجاجات وانهائها – حسب أخر بيان رسمي صدر عن قيادته – وفرض سيطرته المسلحة على الشارع في إيران، فإن الأمور في رأيي أن تعود كما كانت من قبل فقد تحطمت الحواجز وسقطت أقنعة الحكم الديني وانكشف بفساده وتعرى تماما من غطاء الفضيلة والقداسة وسعيه المحموم لأداء دور إقليمي مشبوه سعيا وراء إحياء أحلام الإمبراطورية الفارسية على حساب فقر الشعب الإيراني نفسه ومستقبل شبابه.

وقطعا لن يكون اليوم وغدا كالأمس، حتى مع وجود قوة غاشمة تحمى نظام المرجعيات تسمى الحرس الثوري، فقد أصبح للشعب الإيراني الآن صوت قوى يصرخ ويطالب بحق العيش وبلاده غنية تستطيع، وقد تفصح الشهور القادمة عن أسرار.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل