المحتوى الرئيسى

«قد ينتهي الوضع بكارثة».. خبراء يضعون سيناريوهات للأزمة السودانية

01/09 15:34

أشعلت التظاهرات القائمة في السودان من وتيرة الأزمة، الأمر الذى دفع وزارة الداخلية السودانية، إلى التلويح بالتصدي لأي محاولات «تخريب»، وشددت على ضرورة الاستئذان من السلطات قبل الانتظام في مظاهرات سلمية.

اندلعت الاحتجاجات منذ الجمعة الماضية، في العديد من المدن السودانية، منها الخرطوم وولايتي الجزيرة وسنار أواسط البلاد تنديدًا بالغلاء وزيادة الأسعار، وامتدت الاحتجاجات، الأحد الماضي، إلى نيالا والجنينة بإقليم دارفور، وتأتي هذه الزيادة في أعقاب قرار حكومي قضى بالتخلي عن استيراد القمح وترك الأمر للقطاع الخاص.

من جانبه، قال الدكتور مختار محمد غباشي، مستشار ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن السيناريوهات المحتملة في السودان بعد اندلاع الاحتجاجات في مدنها، هناك احتمالات يجب أن ننظر إليها أولًا، وهي هل ستستطيع الحكومة احتواء الأزمة؟ هذا يعود إلى مدى علاقة الحكومة بالشعب.

وأوضح غباشي في تصريح خاص لـ«الدستور» أن البشير مطارد مقبل المحكمة الجنائية الدولية، ولديه مشاكل مع الجنوب ودارفور، ولكن ما يفعله الآن هو كسب حلفاء جدد من تركيا وقطر، ومن المحتمل تدخلهم بالمال لاحتواء الأزمة.

يرى الدكتور وائل النحاس، خبير الاقتصاد الدولي، أن برنامج الإصلاح الاقتصادي التى تنوى الحكومة السودانية اتباعه، للحصول على قرض من صندوق النقد الدولى، لا يتماشى مع قدرات الشعب السوداني الذي يعاني من ارتفاع معدلات الفقر، والبطالة، وانخفاض معدل البطالة، وتحرير سعر الصرف، ومع تلك العوامل إذا لم تتصرف الحكومة السودانية بحكمة، قد تنذر الأمور بكارثة محتملة.

وأشار «النحاس» في تصريح خاص لـ«الدستور» إلى أن رفع الدعم جزء من تدابير التقشف، المتخذة من قبل الخرطوم في مواجهة ارتفاع التضخم إلى نحو 25 في المئة والنقص الحاد في العملة الصعبة الذي أثر على حركة الاستيراد.

ارتفاع من 15% إلى 50%

قال الخبير الاقتصادي السوداني محمد الناير، في تصريحات صحفية، اللوم على السياسات النقدية والمالية التي اتخذتها الحكومة في موازنة 2018، والقوانين المصاحبة لها، والتي نتج عنها ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وقال الناير إن رفع سعر الدولار الجمركي من 6 جنيهات إلى 18 جنيهًا، ورفع سعر دولار القمح من 9.6 جنيهات إلى 18 جنيهًا، هي الأسباب التي أدت لهذه التشوهات الاقتصادية، إلى جانب الانفلات الذي حصل في تصاعد سعر الدولار في الأسواق السوداء قبل شهر، والذي أدى إلى ارتفاع المواد الاستهلاكية ما بين 15 إلى 50 بالمائة.

وتحركت مجموعات طلابية للتظاهر، في مدينة سنار وسط السودان ضد ارتفاع أسعار الخبز، استجابة لدعوة أحزاب المعارضة إلى التظاهر سلميًا، السبت الماضي.

وتضاعفت أسعار الخبز، الجمعة الماضية، في السودان، بعد أن رفعت المطاحن سعر دقيق القمح بسبب قرار الحكومة وقف استيراد القمح وترك ذلك للقطاع الخاص.

دفعت النائبة بالبرلمان السودانى سهام حسن حسب الله، اليوم الإثنين، بمسألة مستعجلة لوزارة المالية حول ارتفاع أسعار السلع الاستراتيجية الضرورية المتعلقة بمعيشة الناس، وقرر المجلس الوطنى قبول المسألة فى إطار المسئولية البرلمانية تجاه قضايا المواطنين.

وقالت النائبة إنها قامت بجولة بأسواق ولاية الخرطوم، عقب إجازة ميزانية عام 2018 من قبل البرلمان، بهدف التعرف على أسعار السلع الاستراتيجية، مؤكدة أن الأسعار كانت غير واقعية وغير مبررة.

وعرضت النائبة جدول عدد من الأصناف قارنت فيه الأسعار قبل وبعد الميزانية، موضحة الزيادة الكبيرة فى السلع الأساسية التي تمس حياة المواطن، مؤكدة أن المساءلة تأتي تنفيذًا للدور الرقابي للبرلمان وحرصًا منه على تسهيل معيشة الناس وفق البرنامج الذي قدمته حكومة الوفاق الوطني.

بدوره، طالب وزير الدولة بوزارة المالية السودانية مجدى حسن، خلال الجلسة، بإعطائه مهلة للرد على المسألة المستعجلة، وتم قبول الطلب.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل