المحتوى الرئيسى

كيف تحول مبايعو «داعش» فى سيناء لتصفية حساباتهم مع «حماس»؟

01/08 22:20

من النسخة الورقية لجريدة "اليوم الجديد"

محمد الصعيدي حكم بقتل ياسر أبو عجة ووجوب قتال قبيلة الترابين وجواز الدخول على النساء

جلسات مكثفة للشباب صغار السن ترسيخًا لفكر تكفير قبيلة الترابين

توعدت جماعة «جند الإسلام » عناصر «داعش» في سيناء بالقتل خاصة أنها نفذت عملية هجوم على بعض العناصر من خلال نصب كمين

فيديو داعش سيناء الأخير كشف بطريقة واضحة كيف تدب الخلافات بين أتباعه وأنه من الممكن أن يكون وراءه اختراق مخابراتي إسرائيلي

حين أعلن التنظيم الذى أطلق على نفسه (جند الإسلام) أنه قتل 4 من جماعة التكفير بيت المقدس فى شمال سيناء، لم تكن تلك هى الواقعة الأولى، فقد اندلعت المعارك بين هذه الجماعات التكفيرية، وفوجئ أهالى شمال سيناء خلال الأيام الماضية، بـ20 جثة لأتباع التنظيم، مدفونة فى مكانٍ بعيد عن أعين الناس، وقالت مصادر مقربة داخل المنطقة، إن هذه الجثث دفنها (جند الإسلام) عقب معركة دارت بين التنظيمين التكفيريين.

فوجئ متابعو صفحات التواصل الاجتماعى، أن جماعة بيت المقدس الإرهابية، أصدرت شريطا مصورا يظهر فيه أتباعها أنهم يقتلون أحد أتباعهم، بتهمة أنه مرتد ويتعامل مع حركة حماس بقطاع غزة، ورغم أن هذه العملية تمت منذ شهرين، إلا أنه أعلن عنها مؤخرا، وهو إصدار يستهدف جلب مقاتلين من قطاع غزة، عقب عملية الحصار الشديدة، التى يتعرض لها، كما هرب عدد من أتباعه.

وفق صفحات مقربة من هذه التنظيمات، فإن «كاظم الغزاوى» أو «أبو كاظم المقدسى»، هو من كان يعلق على الإصدار المصور، وقد كان لصا مدمنًا للمخدرات، واتهم فى عدة سرقات، كان منها 3000 دولار، وأقام التنظيم عليه حد السرقة، وقطع يده، بعدها انضم للتنظيم الإرهابى، وأصبح معلقًا صوتيًا على إصداراته، وظهر فى الإصدار الأخير.

أبو الليث من محافظة المنوفية، وكان فى مجلس شورى التنظيم، عمره ٢٣ عامًا، قطع التنظيم يده، وبث صور قطع اليد، حد السرقة، بالشيخ زويد، وظهر بجواره محمد سعد الصعيدى، مفتى التنظيم، كما سرق ٣٠ ألف جنيه من دكانة لأحد أتباعهم، وسرق ١٥٠٠ دولار من عنصر يدعى أبو سليمان المهاجر حداد، وتم فصله من مجلس الشورى، ويعمل الآن معلقًا لهم على الإصدارات.

الذى أطلق الرصاصات على المحكوم عليه بالردة، بتهمة التعامل مع حماس، هو محمد الدجنى، وهو ابن أبو راشد الدجنى، قيادى بارز من قيادات حماس، وهو شخصية معروفة فى قطاع غزة، والمدير المسؤول على ملف معالجة الجرحى فى غزة، وهو من نفذ بنفسه قتل موسى أبو زمات، وأشارت مصادر إلى أن خوارج سيناء حذفوا مشهد ارتعاش شديد ليد القاتل، وحذفوا نطق موسى أبو زماط بالشهادتين، ورفع أصبع السبابة بإشارة التوحيد.

الصفحات المقربة من التنظيم أكدت أن أبو عائشة محمد الدجنى، الذى ظهر فى الإصدار لم يكن مقتنعا بقتل جندى التنظيم موسى أبو زماط بحجة كفره، لتعاونه مع حماس، وإن جلسات مطولة عقدت معه لإقناعة بقتله، وكشف وجهه على غير عادة التنظيم فى مشاهد القتل والذبح من تغطية وجه القاتل.

من المؤكد أنه من الدلائل على الصراع داخل التنظيم، أنهم فرضوا على القاتل محمد الدجنى إظهار وجهه، فهم مع شباب غزة يتعمد التنظيم حرقهم، لقطع المجال عليهم للعودة، بعد انشقاق عناصر كانت مع التنظيم، مثل أبو أنس، وأبو الطيب، من منطقة نجع شيبانة، جنوب رفح.

فى جنوب الشيخ زويد بقرية اللفيتات، تم تنفيذ عملية القتل لموسى أبو زماط أحد أتباع التنظيم، وهى منطقة مجاورة وقريبة من الحدود، ويظهر فى الخلفية عن بعد معسكر إسرائيلى، وهو ما جعل أحد المقربين يؤكد أن القاتل الدجنى متعاون مع الموساد، وأن التنظيم مخترق بالكامل من إسرائيل.

أوضحت مصادر أن المسؤؤل الإعلامى لتنظيم بيت المقدس هو أحمد مساعد «عبدالقادر»، وهو من كان يشرف بنفسه على تصوير عملية القتل.

المفتى العام للتنظيم الإرهابى هو محمد سعد الصعيدى، من منطقة رأس سدر، وهو تكفيرى، وتسهل عنده إطلاق عمليات التكفير بحق المسلمين، وهو من حكم بردة موسى أبو زماط، وحين قالوا له سنقتله تعزيرًا، قال لا بل كفرًا وردة!!.

محمد سعد الصعيدى، حكم كذلك بقتل ياسر أبو عجة، من السواركة، ووجوب قتال قبيلة الترابين، وجواز الدخول على النساء ليلًا، وبجواز قتل المصلين بمسجد الروضة، رجالًا وأطفالًا، كما أفتى ، بقتل المواطن عبدالله عبيد أبو سنجر التربانى وسرقة سيارته وأمواله، وتفجير عبوة ناسفة فى العريش أودت بحياة ٣ أفراد من الأهالى من بينهم، طبيبة، واستهداف سوق الضاحية بالصواريخ الموجهة، على اعتبار أنها كتيبة للجيش كذبًا وزورًا، كما استهداف أتوبيسا خاصا بعمال من العريش، وسائقين بمصنع الإسمنت من محافظات مختلفة، والهجوم على بيت راشد التربانى، وقتل أطفالا، وعمل على انتهاك حرمات البيت، وسرقة ذهب ومصوغات النساء، وقتل موسى أبو زماط، وياسر أبو عجة، وسالم الارميلات، بحجة شق البيعة، وسرقة معدات مركز صحة اللفيتات والزوارعة والمقاطعة.

قبل مجزرة الروضة، اجتمع القادة الثلاثة، وكلفوا عنصرًا يسمى فهد، ومجموعته المسماة بمجموعة الجبل لتنفيذ المذبحة البشعة.

وكشفت مصادر خاصة من سيناء، عن انشقاق بعض عناصر تنظيم «داعش» الإرهابى خلال الفترة الماضية، وسلمت نفسها للقبائل هناك.

وقالت المصادر إن الانشقاقات من التنظيم تزايدت بعد الهجوم الإرهابى على مسجد الروضة، فى ظل رفض شديد من أعضاء التنظيم «السيناوية» لهذه الخطوة.

وأضافت أنه لصعوبة انشقاق عناصر من «داعش» والتحرك بحرية شديدة فى سيناء، فإن تلك العناصر تسلم نفسها للقبائل لحمايتها من التنظيم.

وتابعت أن أغلب هذه العناصر المنشقة من أبناء سيناء، الذين رفضوا ممارسات التنظيم والتحولات الشديدة فى فكر التنظيم، بعض سيطرة الأجانب على القيادة هناك، وإبعاد «السيناوية» عن اتخاذ القرار.

ولفتت إلى أن بعض هذه العناصر تراجعت عن أفكارها، وتبرأت من ممارسات «داعش».

وأكدت أن هذ العناصر ستكون باب التخلص من التنظيم الإرهابى، وإنهاء وجوده فى سيناء خلال الفترة القليلة المقبلة، من خلال معرفة أسراره وكشف قياداته وعناصره.

ولم يعلن تنظيم «داعش» عن مسؤوليته حيال الهجوم على مسجد الروضة، وإن كانت بعض الحسابات عبر تطبيق «تليجرام» نشرت مقطعا صوتيا لمحادثة بين عناصر التنظيم عبر جهاز لا سلكى يؤكد تورط التنظيم فى المجزرة.

فى سياق متصل، أعلن عبد القادر مبارك، أحد قيادات قبيلة السواركة، عن العثور على نحو 20 جثة لمسلحين يعتقد أنهم تابعون لعناصر «داعش».

وقال مبارك إن هذه الجثث ربما تعود إلى مواجهات تمت بين عناصر التنظيم بعضهم البعض خلال الفترة الماضية، بسبب وجود خلافات شديدة داخل «داعش»، مضيفا أن الجثث كانت متواجدة فى منطقة «عرنوسة» جنوب المزار.

ولفت فى حديثه إلى أن المنطقة المشار إليها تبعد 5 كيلومترات عن الطريق الدولى، وهى منطقة صحراوية تماما تقع فى جنوب غرب مدينة العريش، مشيرا إلى أن هذه المنطقة هى محور انطلاق عمليات التنظيم الإرهابي.

ولم يعلن المتحدث الرسمى العسكرى العقيد تامر الرفاعى، عن استهداف عناصر «داعش» فى هذه المنطقة خلال اليومين الماضيين، بعد متابعة الصفحة الرسمية له عبر مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك».

ومن غير المستبعد، فى حال ما لم يكن قتل عناصر التنظيم بناء على قصف للجيش المصرى، أن عملية القتل كانت خلال مواجهات بين عناصر «داعش» وجماعة «جند الإسلام».

وتوعدت جماعة «جند الإسلام» عناصر «داعش» فى سيناء بالقتل، خاصة أنها نفذت عملية هجوم على بعض العناصر من خلال نصب كمين لهم، وفقا لما أعلنت فى نوفمبر الماضى.

لم يعد تنظيم ولاية سيناء ذا مصداقية كبيرة بل أصبح جهازه الإعلامى مصدرًا للكذب، وقد حاول بكل ما تبقى لديه من قوة، إثبات تسلله ليلا لمناطق الترابين، وتصوير بعض المشاهد المرئية، أو القيام بعمليات تنكيل للأهالى، وهى سياسة الحرب النفسية التى يقوم عليها، لكنه فشل فشلًا ذريعًا، ومنذ أسابيع قليلة أصدر التنظيم قرارًا بسرقة سيارات الدفع الرباعى للترابين، بعد العجز الواضح لديه فى السيارات والعتاد.

أما عن الجهاز الأمنى للتنظيم، الذى يشرف عليه صالح زارع، فإنه قتل شخصًا يدعى أبو مريم الروسى، بسبب طلبه ترك التنظيم، وتوجيه الإهانة لقياداته، كما عذب مهاجرًا (جزاروى) أى من السعودية، يدعى أبو عواد الجزراوى، لأنه فكر فى الهرب.

ووفق صفحات مقربة من التنظيم فإنه عقد جلسات مكثفة للشباب صغار السن لكى يرسخ لديهم تكفير قبيلة الترابين، وإنه لم يستطع إقناع أفراده بتكفير تنظيم القاعدة، مما سبب مشاكل كبيرة داخل صفوف التنظيم، لأن من يقومون بعمليات التدريس للصغار، لا يفقهون شيئًا وتأتيهم الدروس على هواتف (جالاكسى).

المصادر المقربة أكدت أن أبو أسامة المصرى، ومحمد الصعيدى، هما من يكتبان هذه الدروس، وأنهما بعد فتاوى تكفير من يستخدم أوراقًا ثبوتية، مثل البطاقة الشخصية، عادا وأفتيا بجواز استخدامها للتمويه، وبعد تكفير من يدخل أولاده مدارس الحكومة، سمحا للتنظيم بإلحاق الأطفال بالمدارس الحكومية، بعد فشلهم فى إنشاء مدارس خاصة بهم، كما حللا بيع السجائر، وأكل اللحوم مجهولة المصدر!

إن فيديو داعش سيناء الأخير كشف بطريقة واضحة لا لبس فيها، كيف تدب الخلافات بين أتباعه، وأنه من الممكن أن يكون وراءه اختراق مخابراتى إسرائيلى يخدم فى النهاية المشروع الصهيونى، وأن أتباعه مجموعة من الصغار تم التلاعب بهم، وأنهم مجموعة من الجهلة.

على أية حال فإن المؤكد هو دخول التنظيم الإرهابى فى بداية هذا العام فى صراع دموى مع حركة حماس، فالإصدار المرئى الذى بثه التنظيم، بعنوان «ملة إبراهيم»، حمل تهديدات لحركة حماس الفلسطينية ووصفها بـ«المرتدة» التابعة لإيران، وشن هجومًا واسعًا على القضاء فى غزة، ودعا من أطلق عليهم «المجاهدين» إلى ضرب المقارات الأمنية التابعة للأمن الفلسطينى، وشهد الإصدار فى نهايته إعدام أحد الأشخاص يدعى «موسى أبو زماط»، الحمساوى أحد عناصر التنظيم السابقين.

اثنى عشرة دقيقة، بثها التنظيم الإرهابى، فضحت ألاعيبه، وأفكاره المتشددة وانحرافه العقائدى الذى وصل إلى قتل عناصره، وكشفت هوية عدد من المنتمين إليه ظهروا بوجوههم، بعدما تعودوا على الظهور فى إصداراتهم المرئية السابقة «ملثمين».

أحد عناصر التنظيم فى الإصدار المرئى، يدعى «أبو كاظم المقدسى»، حمزة الزاملى، وجه رسالة إلى المتعاطفين معهم فى غزة، قائلًا: يا شباب الإسلام فى غزة، ويا إخواة التوحيد فى الوسطى ويا أنصار الشريعة فى الجنوب، أخاطبكم فإن قتال الكفرة واجب عليكم ولا تستأثروا لهم انسفوا محاكمهم الوضعية ومقاراتهم الأمنية، ولا تبقوا فى غزة رافضيا لعينا أو أخوانيا مرتدًا وأقبلوا توبة إخوانكم».

واعتبر التنظيم أن إعانة حركة حماس بالمال والسلاح «ردة عن الدين»، و«مخالفة لأوامر الله»، وهو ما استوجب قتل «أبو زماط» الذى انتمى إليهم، على يد «رجل تائب من حماس»- كما وصفوه.

ويعود إعدام «موسى أبو زماط»، إلى ما يقرب من شهر مضى -حسب مصادر فى سيناء- وتم بث الإصدار أمس الأول، لتوجيه عدة رسائل مختلفة، وبعد التخلص من حالة الجدل داخل التنظيم وغضب عدد من عناصره من قتل «أبو زماط».

مصادر إعلامية قريبة من تنظيم القاعدة، كشفت تفاصيل الإصدار المرئى، وهوية العناصر الموجودة به، حيث أشارت إلى أن التنظيم جمع جنوده وأخبرهم أنهم سيقومون بقتل «أبو زماط» كونه «مرتدا»، حيث ألقى المدعو «كاظم المقدسي»، وهو القاضى الشرعى فى التنظيم لمنطقة قطاع العريش- فلسطينى الجنيسة، واسمه الحقيقى «حمزة الزملى» من قطاع غزة- بيان حكم قتل أحد جنود التنظيم بسبب تهريبه سلاح ومواد إلى حماس؛ التى يعتبرها التنظيم «مرتدة»، بينما كان حاضرًا مسؤول جهاز الحسبة بمنطقة الشيخ زويد، واسمه الحركى «أبو روح»، الذى ظهر فى إصدارات عديدة لداعش.

وذكرت المصادر أن التنظيم أراد توصيل رسائل مهمة إلى الداخل الفلسطينى لاستقطاب مزيد من شباب غزة إلى صفوفه فى ظل معاناته الشديدة وقتل عدد كبير من عناصره على يد قوات الجيش المصرى.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل