المحتوى الرئيسى

الخبير السياحي أشرف شيحة: لو عايزين توفروا دولارات امنعوا الرحلات إلى دبى وليس الذهاب لـ«بيت الله»

01/08 20:41

قال إن الحج والعمرة ليسا رفاهية.. واعتبر أن التلاعب بهما يهدد السياحة واقتصادها

-الحج والعمرة ليسا رفاهية.. واعتبر أن التلاعب بهما يهدد السياحة واقتصادها

- ننظم رحلات إلى روسيا فى يونيو المقبل لحضور نهائيات كأس العالم.. ولدينا برامج عديدة تبدأ من ٥٠ ألف جنيه

مع كل موسم جديد للعمرة أو الحج فى العامين الأخيرين، يتردد الكثير من الشائعات حول منع أو تقييد أو فرض مزيد من الرسوم على المعتمرين أو الحجاج، وهو ما حدث خلال الأيام الماضية، إذ انتشرت دعوات لمنع العمرة، وأخرى لفرض مزيد من الرسوم عليها بدعوى تخفيف نفقاتها لتوفير العملة الصعبة، على اعتبار أنها رفاهية وليست ضرورة. حول ذلك الملف وغيره من الملفات المتعلقة بالسياحة والطيران، أجرت «الدستور» حوارًا مع رجل الأعمال والخبير السياحى أشرف شيحة، عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة، أحد أهم الخبراء فى مجاله، الذى تحدث عن مستقبل السياحة وأزماتها وروشتة دعم القطاع، خاصة مع بدء موسم العمرة، وكذلك عن بشائر عودة السياحة الروسية، وكيفية تحقيق الاستغلال الأمثل لها.

■ ما رأيك فيما يثار حول فكرة تقييد إجراءات العمرة أو زيادة رسومها؟

- هذا الأمر فى غاية الخطورة، لأن البعض يتعامل مع العمرة على أنها رفاهية، متجاهلين قيمتها الدينية والروحية، وأهميتها بالنسبة للمصريين، إضافة إلى أن ادعاء تخفيض الضغط على العملة الصعبة من خلال إلغاء العمرة أو تقييدها أمر خاطئ تمامًا، وأقول لمن يروج لذلك «امنع رحلات دبى قبل رحلات العمرة».

أما فيما يخص الرسوم، فلم تتلق الشركات العاملة فى مجال السياحة الدينية أى إخطار رسمى بفرض رسم قدره ١٠٠٠ جنيه على كل مواطن يرغب فى أداء العمرة خلال العام الجارى، مثلما تردد داخل الأوساط السياحية.

■ متى يبدأ موسم العمرة الحالى؟ وما رأيك فى قرار تأجيله؟

- أتوقع بدء تنظيم رحلات موسم العمرة اعتبارًا من منتصف فبراير المقبل، وللأسف قرار تأجيل موسم العمرة لوقت الذروة «رجب - شعبان - رمضان» خاطئ تمامًا ويكلف المواطن أعباء مالية تصل إلى ٣٠٪ زيادة فى أسعار البرامج خلال هذه الشهور، مقارنة بأسعار عمرة «المولد النبوى».

■ هل تتفاءل بتطورات عودة السياحة الروسية؟

- بالطبع متفائل جدًا، وأعتقد أن عام ٢٠١٨ سيكون عام الخير على السياحة فى مصر، بفضل جهود الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أعتبره منقذ مصر، وكلنا شاهدنا الجهد الكبير الذى بذله فى هذا الملف على مستوى العلاقات المصرية الروسية، وأعتقد أنه لولا علاقته القوية بالرئيس بوتين، ما كان سيعود الطيران الروسى ولا السياحة الروسية.

■ وكيف نحقق الاستغلال الأمثل من عودة الطيران والسياحة الروسية؟

- شركات السياحة لديها أفكار وآمال كبيرة جدًا، لكن المطلوب أن يفتح لهم المسئولون الأفق، ويدعموهم بتيسير الإجراءات، وأطالب بالتفكير من الآن، فى تنظيم احتفالية كبرى لأول وفد روسى يصل مصر فى أول رحلة طيران، حتى يرى العالم كله المشهد وتسويقه والضغط به على دول أخرى، مثل بريطانيا التى لم تُعد طيرانها إلى شرم الشيخ حتى الآن.

■ كيف لا يدعم المسئولون شركات السياحة؟

- السياحة فى الوقت الحالى أصبحت عشوائية، ونعانى من إرث كبير بنيت عليه السياحة، جعلنا الآن فى هذه الحالة من العشوائية، بسبب عدم التخطيط الجيد لمستقبل السياحة منذ عشرات السنوات، وللقضاء عليها لا بد من التوقف عن بيع الأراضى لمستثمر أراضٍ وعقارات، ومن الأفضل ألا نبيع أرضًا لكن نبيع مشروعات ذات كيان واضح، لأن رجل الأعمال الذى يشترى الأرض ليس له فكر سياحى، لكن له فكر استثمارى، ولهذا نجد مئات الفنادق الفاخرة فى مواقع غير مناسبة، ومن هنا تبدأ عشوائية السياحة، وهذا الأمر ساهم أيضًا فى تقليل نسبة الإشغالات بسبب الأسعار المرتفعة فى هذه الفنادق، أو تخفيض الأسعار لجذب السائحين وخسارة المستثمر فى النهاية.

■ وما أزمات وزارة السياحة الأخطر فى الوقت الحالى؟

- أولاها التشريعات.. هل يستطيع أحد أن يتقدم بطلب لفتح شركة سياحة حديثة من خلال الإنترنت «أون لاين»؟ هذا الأمر لا يوجد ضمن كتالوج الوزارة، وبالتالى ترفض الطلب، ويُقال له لا يوجد ترخيص، ولدينا العدد الكافى من الشركات السياحية، لكن الأزمة فى الرخص السياحية، فلا يمكن منحها مدى الحياة، ولهذا لا بد من وجود تشريع جديد ينظم هذه المسألة، والوزير يريد أن يفعل كل ما يواكب العصر، لكنه «متفرمل» ولا يستطيع، بسبب عدم وجود تشريعات تسمح له، والوزير يغلق الشركات المخالفة، وتفتح مرة أخرى، وحينما تكون هناك رخصة مهنية تباع وتشترى فى السوق، فهى علامة من علامات الفساد، ولا بد من تشريع يقضى عليها.

■ ما الدور الذى يمكن أن يلعبه رجال الأعمال لحل تلك الأزمات؟

- هذه ليست مهمة رجال الأعمال، بل مهمة الوزارة القائمة على الأمر، والمعنيون بهذا الشأن داخل الحكومة عليهم التقدم للبرلمان بتشريع جديد يقضى على العقبات والعراقيل بهذا القطاع العريض، فلم أسمع عن قانون واحد قُدم للبرلمان متخصص فى هذا الشأن، والأمر لا يقتصر على مبادرات من رجال الأعمال، لكن على الوزارة والمسئولين أن يتقدموا بتشريعات للقضاء على السياحة العشوائية والعراقيل التى جعلت السياحة المصرية تقف فى مكانها، ولم تتحرك خطوة للأمام منذ زمن طويل.

■ هل يمكن أن توضح لنا فى نقاط محددة روشتة حل أزمات قطاع السياحة؟

- أولًا الفصل بين الماضى والحاضر. ثانيًا: التشريعات الجديدة تهدف للاستثمار، ورسم خريطة سياحية جديدة، وزيادة دور سفراء السياحة فى مصر، وبناء جيل جديد ومثقف وواعٍ ومتدرب، لكى يستطيع أن يتولى الفترة المقبلة، وخدمة الفرد والمكان وإعادة ترميم الفنادق.

■ ما رأيك فى أداء لجنة السياحة فى البرلمان؟

- لم أر من اللجنة ناتجًا تشريعيًا أو قانونًا يصب فى مصلحة السياحة، ونقدر نقول «المكنة مطلعتش قماش»، ونحتاج أن يكون فى البرلمان من يفهم ضرورة إقرار تشريعات جديدة للنهوض بالقطاع السياحى، وليس مطلوبًا أن يكون متخصصًا أو خبيرًا فى هذا المجال، لكن تكون هناك معرفة بالمشاكل التى يعانى منها هذا القطاع.

وأطلب من الوزير السعى فى تقديم التشريعات للنهوض بالسياحة وخدمة المجتمع السياحى، وسرعة اتخاذ القرار أهم من القرار نفسه، فالقرار الذى لا يؤخذ فى الوقت المناسب لا تكون له فائدة. أما بالنسبة لخطة الوزير، فلا أعلم عنها شيئًا غير الاسم.

■ وما الرسالة العاجلة التى تريد إرسالها للوزير؟

- ادعم العمرة يا سيادة الوزير، فيه ناس عايزة تشتغل وناس عايزة تعتمر، وناس قاعدة تشتم فى نفسها على الفيسبوك، لماذا التأخير؟ الأفضل فتح الباب لإيجاد فرصة عمل لكل هؤلاء الأشخاص.

■ هل السياحة الدينية فى مصر ناجحة؟

- هذا المصطلح لا يوجد إلا فى مصر فقط، فلا وجود لمسمى سياحة دينية فى أى دولة أخرى، ولدينا شركات متميزة فى هذا القطاع، ونحن نتميز فى العالم الإسلامى بشكل عام، ولم نر مطوف حج سياحى لبنانيًا أو عراقيًا أو ما شابه ذلك، والأمر مقتصر على مصر فقط، والحج والعمرة ليسا سياحة، التسمية الحقيقية لهما «رحلات حج وعمرة».

■ ولماذا ارتبطت إذًا بالسياحة الدينية؟

- لارتباطها بشركات السياحة فقط، فلا توجد فى أى مكان آخر بالعالم، والعمرة فى العام الماضى شهدت إقبالًا كبيرًا فى الفترة المتزامنة مع تعويم الجنيه، حيث اعتمر ٧٠٠ ألف مصرى، وكان هناك ارتفاع للدولار والريال، والحج متزايد ولا يوجد تأثير من العملة على العمرة، واقتصاد السعودية قائم على العالم الإسلامى، فخلال العشر سنوات الماضية هناك ٥٠ مليونًا أدوا الفريضة، ومصر من أول وأكبر الدول المشاركة فى هذه الإحصائية.

■ هل هذا يعنى أن الظروف الاقتصادية لم تؤثر على أداء العمرة والحج؟

- لم تؤثر على الإطلاق، لأن المواطن المصرى حينما ينوى العمرة أو الحج، يضع المخصصات والنفقات جانبًا، وهذا يعنى أنه يؤجلها ولا يلغيها أيًا كانت الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد أو هو شخصيًا، والدليل أن هناك آلاف التليفونات تأتى من المواطنين تسأل «هى العمرة فتحت؟»، ومن الأفضل ألا نتقيد برقم معين، لأن التحديد يخلق سوقًا سوداء بلا داعٍ، وبعد التعويم والقرارات الجديدة هناك حد طبيعى للصرف.

كما أن الحج لمن استطاع إليه سبيلًا، والمستطيع لن نمنعه، فالشعب المصرى أصبح ١٠٤ ملايين نسمة، وهذا يعنى أن الأعداد كبيرة ولا بد من ترك الأمور كما هى، وفى السنوات الأخيرة التى شهدت أحداثًا اقتصادية وثورات، أدى عدد كبير جدًّا الحج.

وفى شركتى، أشرف على الخدمة بنفسى، وأكون أول من يساعد المعتمر والحاج فى الحصول على حقوقهم المتفق عليها كاملة دون نقصان، ومن المستحيل أثناء سفرى برفقة وفد ذاهب لأداء العمرة أو الحج، وأكون موجودًا فى درجة أولى وهناك أحد المعتمرين فى درجة سياحية وأتركه، فلا بد أن يكون برفقتى فى الدرجة الموجود أنا بها.

وكل من يعطينى والده أو والدته لأداء العمرة أعتبره أمانة فى عنقى، لحين عودته لأرض الوطن مرة أخرى، وخلال الرحلة أحمل الحقائب للمعتمرين بنفسى، وأعتبر النجاح بالنسبة لى هو جذب «الزبون» الصعب كثير الطلبات، فألبى له جميع مطالبه ليرضى عن الأداء ويشكرنى على مستوى الخدمة.

■ ماذا عن بعض الإجراءات التى فرضتها السعودية على الراغبين فى أداء الحج والعمرة؟

- هذا شأن داخلى يخص السعودية ولا دخل لنا به، وأنا لست ضد الإجراءات، لكن مع التسهيلات على المواطنين، من خلال استخراج رخصة عمرة متعددة خمس سنوات، ولا توجد مشكلة فى البصمة، ونسبة التكرار فى العمرة ضئيلة لا تتجاوز ١٠٪ والقدرة المالية هى المتحكمة فى عملية التكرار.

■ هل تؤيد بعض المطالبات البرلمانية بتوحيد مسار الحج؟

- بالطبع، وأؤكد أن الجهة الوحيدة التى لديها القدرة، برغم بعض العيوب، هى قطاع السياحة، حيث يتمتع بخبرة متراكمة لا توجد فى أى قطاعات أو وزارات أخرى. فوزارة الداخلية تنظم الحج بشكل استثنائى منذ أيام الرئيس جمال عبدالناصر، وكان الغرض منه حج الفقراء، وهذا إرث تمسكت به الوزارة، ولا يوجد اليوم حج فقراء، هناك أداء فريضة، وهناك بسطاء ولا يوجد فقراء، من يذهب لتأدية الحج برقم يفوق المائة ألف جنيه أين سيتم تصنيفه هل فقراء أم بسطاء؟

■ وما السلبيات التى تراها فى الجهات الأخرى المنظمة للحج؟

- الدولة تعتمد على مبدأ من يذهب هذا العام لا يخرج العام المقبل، لأنه يؤدى الفريضة مثل باقى الحجيج، وبالتالى لا يكون متفرغًا كلية لخدمتهم، فى حين أن من يصطحبهم من الشركات السياحية، يذهب لخدمتهم ولا يحج، فخدمة الحجاج هى الهدف الأول له.

■ ماذا عن السلبيات التى ظهرت فى موسم الحج الماضى.. كتسعير تأشيرات الحج؟

- أنا ضد التسعير فى أى شىء، وعلى الوزارة أن تراقب الأداء ولا تشارك فى التسعير، فهناك من دفع ١١٥ ألف جنيه لتأدية فريضة الحج، ووقف فى الطابور ينتظر دخول حمام غير آدمى بالساعات، وعلى الحكومة متمثلة فى الوزارة، أن تراقب أداء الشركات ولا تضع سعرًا للخدمة، والشركة غير الملتزمة «تقطع رقبتها» لأن «إحنا مش واخدين الراجل نكفره».

■ ماذا عن دمج وزارات السياحة والطيران والبيئة والثقافة؟

- ما زلت أُصر على دمج هذه الوزارات، على أن يرأسها وزير واحد، ويكون لكل وزارة فى الكيان الجديد نائب للوزير الجديد متخصص فى شئونها، وحينما يرأسها شخص واحد ستكون لديه القدرة على حل المشكلات، والسبب فى الدمج يعود إلى أن هناك عددًا من الوزارات لا توجد ميزانية كافية لها وتسمى وزارة.

■ وماذا عن رحلات كأس العالم فى يونيو المقبل؟

- حاليًا نعد لتنظيم رحلات إلى روسيا فى يونيو المقبل، لحضور نهائيات كأس العالم لكرة القدم، وهو هدف وطنى لتشجيع المنتخبين المصرى والسعودى العربيين، ولدينا برامج عديدة تبدأ من ٥٠ ألف جنيه، وسنعلنها بعد إبلاغ الوزارة رسميًّا، وبالطبع ننتظر استئناف حركة الطيران الشارتر منخفض التكاليف.

■ ما رسالتك للقائمين على إدارة ملف السياحة؟

- رسالتى لهم، صناعة السياحة لا تقوم على موظفين يتلقون تعليمات لتنفيذها فقط، إنما تقوم على شباب مبدعين مؤمنين بالوسائل العلمية الجديدة، وبأدوات الصناعة التى تحقق لها التقدم.

■ كيف نؤهل الشباب لتلك المهام؟

- التأهيل يكون أثناء فترة الدراسة، سواء فى المعاهد أو الكليات، خاصة أن الحاصلين على مؤهل متخصص فى السياحة الآن لا يعلمون شيئًا عنها، فلا بد أن يكون مستعدًا ويفهم كيفية تقديم الخدمة، وهذا الأمر يتطلب مراجعة المناهج، ولا يقتصر الأمر على اجتياز الامتحان فقط، لكن الأهم أن ينجح فى سوق العمل، ولا بد أيضًا من انضباط ورقابة من قبل المجتمع على هذه العمالة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل