المحتوى الرئيسى

2018.. استمرار تحدى التحدى

01/07 22:16

دون تهويل لحجم ما نواجهه من تحديات ودون تهوين لما حققناه على أرض الواقع، أتعامل مع ملفات العام 2018 الموروثة فى بلادى منذ سنوات طويلة مضت وصلنا فيها إلى ما آلت إليه حياتنا. أدرك أن ما صنعناه فى السنوات الخمس الماضية يقترب من حجم المعجزات فى زمن تنهار فيه الدول والأجهزة والمؤسسات فى ظل إصرار تنظيم عالمى على تحديد مسارات الكون وفق معتقده وبروتوكولاته الموضوعة منذ سنوات بعيدة. كما أدرك أنه كلما زاد إصرارنا على رفع الرأس وتنمية البلاد والعباد زاد التوحش فى عالم لا يعى غير كلمة الإصغاء لثقافة السلطة الوحيدة فيه.

ولكن، ورغم ذلك، أتحفظ على عبارة أن العام 2018 هو عام جنى الثمار فى مصر لحصاد ما بذرناه منذ أربع سنوات وسط كل ما واجهناه من تحديات تحت شعار أعلنه رئيس بلادى فى عز الأزمة حين قال «تحدى التحدى». سيكون عام 2018 حلقة جديدة فى حلقات بناء الوطن وتعويض ما فاته وما أخفق فيه بمزيد من التحدى الذى تؤكده مؤشرات ما حولنا فى الإقليم والعالم. لم تكن مقدمات العام المنصرم مقدمات سهلة وصحيحة لتأتى شواهد العام 2018 سهلة ومريحة لسياستنا المصرية. نحن نواجه حرباً بكل ما تعنيه الكلمة من سكان هضبة الأناضول أعضاء حلف شمال الأطلنطى العسكرى الغربى منذ العام 1951، بمواصلتهم العمل ضد أرضى بافتتاحهم أول قاعدة عسكرية لهم فى الصومال فى 30 سبتمبر 2017 ثم حصولهم على جزيرة سواكن فى شمال شرق السودان (جنوب مصر) لإقامة قاعدة جديدة على ساحل البحر الأحمر!

نعم، نواجه ضغوطاً على أمننا المائى الذى لم أستشعر يوماً القلق عليه لإدراكى بأنه مسألة منتهية بالنسبة لنا، حينما تمول قطر السد وتستثمر فيه! وحينما يزور رئيس أركان جيشها -المُدعى- إثيوبيا مجتمعاً مع نظيريه الإثيوبى والسودانى ثم ينفون علاقتهم بإرهاب أو تهديد ينفذون خططه العالمية ضد بلادى! نعم، نواجه تحديات لن تكون بالسهلة ولكن لمصر رب يحميها.

نعم، نواجه ومنذ سنوات طويلة تآمر الشقيق المشارك لنا فى شريان الحياة الموصول لنا منذ آلاف السنين من الخالق. نواجه استضافته لعناصر الإرهاب والتطرف والإخوان فى معسكرات التدريب فى أرضه. نواجه الشقيق بنظرات التذكير بما قدمناه له حينما كانت اتفاقية تقرير المصير فى العام 1953 ثم اتفاقية استقلال السودان فى ديسمبر من العام 1955 أى قبل استقلال مصر بنحو ستة أشهر فى العام 1956. أو حينما كانت أرضنا مفتوحة لكل من يشرف منهم بالقدوم باحثاً عن لجوء أو علاج أو تعليم أو إقامة. أو حينما كان دفاعنا عن حقوق السودان وأمنه ضمن دفاعنا عن حقوقنا وأمننا. نعم، نواجه غدر الشقيق ولكن لبلادى قلوب تعرف كيف تحبها وتحميها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل