المحتوى الرئيسى

نار وغضب.. قصة الكتاب الذى يهدد بيت ترامب الأبيض

01/07 22:14

لم يكن الكاتب مايكل وولف، يهودى الأب، مسيحى الأم، فى حالة استرخاء عندما حمل علبة الكبريت فى جيب سترته وتوجه نحو البيت الأبيض ليحرقه، عبر صفحات كتابه «نار وغضب»، الذى كشف من خلاله عن أدلة تثبت أن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، ضعيف الشخصية، والذى يُنشر ورقيًا الثلاثاء المقبل.

فـ«مايكل» يعد أكثر العارفين بتوجهات «ترامب»، خصوصًا أثناء حملته الانتخابية التى أثارت تساؤلات كثيرة، ليس فى الولايات المتحدة فحسب بل فى العالم كله. فـ«ترامب» الذى أصبح رئيسًا للولايات المتحدة لم يكن معروفًا على المستوى السياسى فى أمريكا، وليس من الطبقة السياسية التى جاءت عبر الدوائر المحكمة والأنفاق المُعدة نحو دهاليز البيت الأبيض.

عبر أكثر من ٢٠٠ مقابلة، استطاع «مايكل» أن يخرج كتابه، فهو يعد من أبرز الصحفيين المتخصصين فى تغطية أخبار الأثرياء والسياسيين، وبنى مسيرته المهنية عبر تحقيقات كشفت أجزاء من حياة إمبراطور الإعلام الدولى، روبرت مردوخ، ومنتج هوليوود سيئ السمعة، هارفى وينستين، ودخل معهما فى صراع قضائى طويل، ومن المنتظر أن يدخل فى صراع قضائى مشابه مع «ترامب» بعد أن يتم نشر كتابه ورقيًا.

استطاع «مايكل» أن يستفد كثيرًا من حجم علاقاته، فهو كاتب محترف، لدرجة جعلت دار نشر «هنرى هولت وشركاؤه» تتبنى طبع كتابه، الذى يسرد خلاله أسرار السنة الأولى من حكم «ترامب»، إضافة إلى تفاصيل العام الذى سبق دخوله البيت الأبيض. وحقق الكتاب مبيعات ضخمة على موقع «أمازون» خلال أيام قليلة.

الكشف عن لقاء حملة دونالد بـ«حكومة أجنبية»

استغل «مايكل» على ما يبدو صداقته بـ«ستيف بانون»، المساعد السابق للرئيس ترامب، والذى شغل سابقًا منصب كبير مستشارى الرئيس للشئون الاستراتيجية، الذى كان الشخصية الأولى فى حملة «ترامب» الانتخابية.

و«بانون» من عائلة أيرلندية، من طبقة متوسطة، وعلى الرغم من أن والده عامل التليفونات عانى كثيرًا خلال الخمسينيات والستينيات، إلى أن «بانون» حقق نجاحات شخصية كثيرة، فبعد دراسات بجامعتى «جورج تاون» و«هارفارد»، بدأ عمله السياسى بمنصب تنفيذى بشبكة «بريتبارت» الإخبارية، المحسوبة على اليمين المتطرف بأمريكا.

ثم استقال «بانون» من شبكة «بريتبارت»، وهى واحدة من الشبكات التى يملكها الثرى اليهودى، روبرت مردوخ، وهذا ما أعطى لـ«مايكل» مؤلف الكتاب، حيزًا من المعلومات عن كل شخصية ذكرها فى صفحات كتابه.

وبحسب الكتاب، فإن «بانون» يعد هو البطل الحقيقى للمؤلَّف، وهو مصدر كل هذا الكم من المعلومات التى أوردها الكتاب، عبر أبسط الملاحظات عن الشخصيات المقربة من الرئيس الأمريكى الحالى، والتى تتحدث أغلبها عن «ترامب» كمرشح رئاسى، وليس كرئيس أمريكا، رغم أن الكتاب أورد معلومات عن الأشهر الأولى فى رئاسة ترامب، ومشكلاته المتتالية مع المؤسسات المساعدة، كوزارتى الخارجية والدفاع، ومجلس الأمن القومى.

كما أشار الكتاب إلى نظرة «ترامب» لإيران والصين وروسيا، موضحًا أن معرفة «بانون» لهذا الكم الهائل من المعلومات كان هو السبب وراء إبعاده عن المشهد، وهو ما أغرى «مايكل» لاستغلال صديقه، الذى رآه صيدًا ثمينًا يمكن أن يكون نقطة ارتكاز أساسية للكتاب.

استغل المؤلف، خلال كتابه، معلومات تخص الشخصيات المقربة من «ترامب»، وهم الثلاثى «دونالد ترامب جونيور الابن، وصهره جاريد كوشنر، ومدير الحملة بول مانافورت»، موضحًا أنهم كانوا يستخدمون أسلحة غير تقليدية فى معركة الانتخابات، قائلا: «الثلاثى ظن أن لقاء حكومة أجنبية فى برج ترامب فى قاعة المؤتمرات فى الطابق الـ٢٥، من دون محامين، فكرة جيدة.. ولم يكن برفقتهم أى محام، حتى لو كنا نعتقد أن اللقاء ليس خيانة أو غير وطنى أو قذارة، وأنا اعتقد أنه كل ذلك، وكان الأجدى الاتصال بمكتب التحقيقات الفيدرالى (إف بى آى) فورًا، لكن الثلاثة يرون أن ضرب حملة هيلارى كلينتون لن يتم إلا بأسلحة خارجية، عبر التنصت ومراجعة البريد الإلكترونى الخاص بها، وهذا يحتاج إلى قوات محمولة من الخارج (ويقصد بها المؤلف روسيا) لكن الثلاثى على قناعة بأنهم يحصلون عى جائزة ثمينة فى المعركة».

وفى جزء مهم من الكتاب، ينقل المؤلف على لسان «بانون»، قوله: «قال لى بانون إن العدو الحقيقى فى عقلية ترامب هو الصين.. وهى أول جبهة فى حرب باردة جديدة.. الصين هى كل شىء.. لا شىء آخر يهمه إن لم نحسن التعاطى مع الصين فلن ننجح فى أى شىء آخر.. المسألة سهلة جدًا.. لأن الصين هى الآن حيث كانت ألمانيا النازية من ١٩٢٩ إلى ١٩٣٠».

وتابع الكاتب على لسان «بانون»: «الصينيون كالألمان، أكثر الشعوب منطقية فى العالم إلى أن نرى أنهم ليسوا كذلك.. وسينقلبون مثل ألمانيا فى ثلاثينيات القرن الماضى، ستكون هناك دولة قومية مغالية، وعندما يحصل ذلك لا يمكن إعادة الجن إلى القمقم، ولا بد أن نتأكد وبشكل واضح أن ترامب يرى بعين رجل الأعمال أن الضغط على الصين ربما يأتى بأموال جديدة لأمريكا».

اعترافات إيفانكا عن والدها وقصة العادات الغربية داخل مقر حكم الولايات المتحدة

أورد المؤلف فى مقتطفات كثيرة من الكتاب موقف إيفانكا ترامب وزوجها، من شخصية الرئيس، فالابنة ترى أنه من حقها أن تكون لها طموحاتها بالرئاسة، ويقول المؤلف فى كتابه: «بعد مقارنة المخاطر بالمكاسب، قرر جاريد وإيفانكا قبول أدوار فى الجناح الغربى للبيت الأبيض، دون الأخذ بنصيحة كل شخص يعرفونه تقريبًا، إنها بطريقة ما وظيفة مشتركة.. تعاهدا على أنه: إذا سنحت الفرصة فى المستقبل، تترشح هى للانتخابات الرئاسية كرئيسة أولى، كما تحلو لها الفكرة، وهذا الشعور يدفعها إلى الاستعداد الجيد لتكون السيدة الأولى فى البيت الأبيض، حتى ولو كان ذلك على حساب والدها وأسرتها».

ويشير «مايكل» إلى أن الابنة ترى أن والدها ليس بتلك الشخصية الكارزمية التى يمكن أن تجعل منها تتفاخر به، فهو أصلع الراس وغير صبور ومتهور ومستفز كثيرًا، كما جاء فى أحد نصوص الكتاب: «إن إيفانكا تعامل والدها بنوع من التجرد واللامبالاة، التى تصل إلى حد السخرية والتهكم من تسريحته أمام الآخرين، وهى غالبًا ما كانت تصف تلك التسريحة لأصدقاء بعبارات مثل: قمة رأس نظيفة تمامًا، أو جزيرة بعد عملية جراحية لتقليل المساحات الصلعاء، أو أن ترامب يجب عليه تمشيط رأسه لتُجمع فى الوسط، ثم توجه إلى الخلف، وتثبت برذاذ الشعر».

أما عن زوجة ترامب، ميلانيا، فإن المؤلف يقول عنها: «كانت كثيرة البكاء والخوف، وعندما أُعلن عن فوز ترامب انهمرت دموعها، وترامب بدا كما لو أنه رأى شبحًا، لأن الجميع كان ينتظر الخسارة»، ويقول على لسانها: «وكنا نستعد لأن نفتتح قناة تليفزيونية جديدة، وكنا نبحث عن مشاريع خارج حسابات الرئاسة، فحظوظ ترامب كانت بعيدة جدًا، وكان أداؤه أسوأ خلال المناظرات التليفزيونية، ولكن النتيجة كانت مفاجئة ومقلقة لنا جميعا، فنحن غير مستعدين لذلك».

بحسب الكتاب، منذ عهد الرئيس الأسبق جون كينيدى، لم تكن للرؤساء الذين سبقوا ترامب غرفتا نوم منفصلتان واحدة للرئيس وأخرى للزوجة، لكن ترامب فعل ذلك، فهو كثير الشجار مع زوجته ويعيش فوضوية فى داخل غرفة نومه، فقد صارت غرفة نوم ترامب تحتوى على ثلاث شاشات تليفزيونية.

ويقول المؤلف: «يتناول عشاءه فى تمام ٦:٣٠ مساء، برفقة ستيف بانون، قبل أن يغادر الأخير البيت الأبيض، وكان يستلقى فى الأغلب على سريره بحلول ذلك الوقت تقريبًا، ويتناول البرجر بالجبن، وهى الوجبة المفضلة لترامب، ويشاهد شاشاته الثلاث أثناء إجرائه مكالماتٍ هاتفية - كان هاتفه هو طريقة تواصله الأساسية مع العالم - مع مجموعةٍ صغيرةٍ من الأصدقاء، الذين كان يُدوِّنون ارتفاع وانخفاض مستوى غضبه خلال المساء، ثم يقارنون ملاحظاتهم ببعضها».

وتورَّط ترامب فى خلافٍ حاد مع جهاز الخدمة السرية الأمريكى، فكان يريد وضع قفل على باب غرفة نومه، لكنَّ الوكالة المسئولة عن أمن ما قد يكون أكثر المبانى أمنًا فى العالم لم توافق على ذلك.. وهمّ الرئيس بتوبيخ طاقم التدبير المنزلى لرفع قميصه من على الأرض، وفرض مجموعة من القواعد الجديدة: ممنوع على أحد لمس أى شىء، بالأخص فرشاة أسنانه، وظل خائفًا لفترةٍ طويلة من الإصابة بتسمم، لهذا كان يحب أن يأكل من ماكدونالدز، مع أنَّ أحدًا لم يكن على دراية بمجيئه، وكان الطعام معدًا مسبقًا بأمانٍ تام.. وكان يلقن طاقم التدبير المنزلى أيضًا مواعيد محددة لتغيير ملاءات سريره، وكان يزيل غطاء سريره الخاص بنفسه ليتأكد من تغير الغطاء يوميًا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل