المحتوى الرئيسى

النصف الممتلئ من الكأس المر: تحسن ظروف السكن للاجئين بألمانيا

01/07 21:35

بعد الإقامة في ثلاثة مخيمات في مدن ألمانية مختلفة خلال حوالي سنة ونصف، استطاع اللاجئ السوري محمد حسين إيجاد شقة في مدينة هيلدن الألمانية، ليخرج من مركز الإيواء المؤقت في المدينة والذي أقام فيه لمدة سبعة أشهر، بعد أشهر قضاها في مركزين لإيواء اللاجئين في كل من دورتموند وكولونيا.

يقول اللاجئ الذي يبلغ العشرين من العمر لمهاجر نيوز: "كانت ظروف المعيشة في مركز الإيواء الأخير سيئة، لكنني مرتاح الآن بأن استطعت الحصول على بيت بعد رحلة مضنية من البحث".

ومحمد هو واحد من آلاف اللاجئين المقيمين في ألمانيا والذين تركوا مراكز الإيواء وانتقلوا للعيش في مساكن أفضل، لتبقى آلاف الأماكن في تلك المراكز شاغرة، حيث أظهر استطلاع للرأي على مستوى الولايات الألمانية أنه يوجد 100 ألف مكان شاغر في مراكز إيواء اللاجئين واستقبالهم.

استطاع اللاجئ السوري محمد حسين أن يحصل على شقة بعد الإقامة في ثلاثة مراكز للإيواء

ووفقاً للاستطلاع الذي أجرته وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) فإن نصف الأماكن في مراكز الإيواء الموجودة في ولاية شمال الراين- فيستفاليا، والتي هي أكثر الولايات الألمانية سكاناً، شاغرة الآن، وهي نفس الولاية التي يقيم فيها محمد حسين.

يقول محمد: "رغم كل العذاب الذي رأيته، ورفض عشرات الألمان تأجيري لأنني آخذ إعانات من مكتب العمل، إلا أنني كنت مدركاً في البداية أنه لابد أن أجد أناساً طيبين يقدّرون وضعنا"، ويتابع: "كثير من اللاجئين يستسلمون بسرعة ويكتفون بالتحجج بأن الألمان لن يؤجّروهم أبدا، ولذلك يندبون حظوظهم. لكن يجب أن يدركوا أن هذا لن يفيد".

ولا يعاني اللاجئون فقط من أزمة السكن في ألمانيا، بل الألمان أيضا، حيث كشفت صحيفة "دي تسايت" في تقرير نشرته في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي استناداً على دراسة لجمعية متخصصة بأن عدد  من ليس لديهم مسكن في ألمانيا بلغ في عام 2016 حوالي 860 ألفاً، حوالي نصفهم من اللاجئين، بنسبة ارتفاع بلغت 150% منذ عام 2014.

تعاني مدن ولاية شمال الراين-فيستفاليا من ندرة المساكن، فالولاية يسكنها 17 مليون شخص كما أن كثيرا من اللاجئين يفضلونها على ولايات أخرى.

وتتفاقم مشكلة السكن هذه في المدن الكبرى خاصة، حيث أظهر الاستطلاع الذي أجرته وكالة الأنباء الألمانية، صعوبة إسكان اللاجئين بشكل دائم، في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية . واللاجئ السوري أحمد عرب هو واحد من أولئك اللاجئين الذين يدورون في متاهات البحث عن شقة في كولونيا، رابع أكبر المدن الألمانية.

يقول اللاجئ الذي يبلغ السادسة والعشرين من العمر لمهاجر نيوز: "منذ حوالي سنتين ونصف أبحث عن شقة، لكنني لم أتوفق لذلك حتى الآن"، ويتابع: "في مركز الإيواء كنا ستة أشخاص في غرفة واحدة، لكن الآن نقلونا إلى إحدى الفنادق، لأنهم يريدون إغلاق المركز، ورغم أن الوضع في الفندق أفضل، إلا أنني ما زلت بحاجة إلى شقة كي أستطيع الزواج".

ومركز الإيواء الذي كان يقيم فيه أحمد هو أحد مئات المراكز المؤقتة التي تخطط بعض البلديات في ألمانيا إغلاقها، أو الاستفادة منها في بناء مساكن جديدة، فبلدية برلين مثلاً تخطط لإغلاق مراكز الاستقبال الأولية بنهاية العام الحالي، وبناء 60 وحدة سكنية مكانها لإيجارها لذوي الدخل المحدود والطلاب، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، والتي ذكرت في استطلاعها أيضاً أنه لا يزال 3700 لاجئ في برلين يعيشون في مراكز إيواء مؤقتة مثل ثكنات قديمة أو أبنية إدارية.

كشفت دراسة أن عدد من ليس لديهم مسكن في ألمانيا ارتفع منذ عام 2014 بنسبة 150% وليبلغ 860 ألف شخص العام الفائت، نصفهم من اللاجئين. وحسب الدراسة فإن الهجرة قد تكون أحد الأسباب، لكن الأسباب الحقيقية تبدو أعمق من ذلك. (14.11.2017)

خلصت دراسة ألمانية إلى أن الأشخاص من خلفيات مهاجرة تكون فرصهم أقل في الحصول على سكن في ألمانيا، كما أكدت دراسة أخرى إلى أن مشكلة السكن لم تعد مقتصرة على المدن الكبرى، فأين سيسكن الوافدون؟ (23.06.2017)

وقد أكد زاشا لانغباخ المتحدث باسم مكتب شؤون اللاجئين في برلين، والذي يشرف أيضاً على مساكن اللاجئين، أنه تم نقل عشرة آلاف شخص من المخيمات في برلين إلى أماكن مؤقتة ذات مرافق أفضل، وذلك في حديث سابق لمهاجر نيوز.

يقول اللاجئ السوري أحمد عرب: "صحيح أن ظروف السكن في الفنادق أفضل بكثير من مراكز الإيواء، لكنها تبقى مؤقتة، ولا تستطيع أن تبدأ حياتك فيها"، ويتابع: "بحسب تجربتي فإن العديد من الألمان لا يؤجروننا البيوت بسبب الصورة النمطية عنا في أذهانهم، والتي تجعلهم يظنون أن اللاجئين لا يريدون أن يعملوا"، مشيراً إلى أن السلوكيات السيئة لبعض اللاجئين تؤثر في تعميق هذه الصورة.

إلا أن محمد حسين يؤكّد أن رحلة البحث عن بيت للاجئ تحتاج إلى المثابرة والتركيز على النصف الممتلئ من الكأس، ويتابع: "صحيح أن الآلاف لم يجدوا بيوتاً بعد، إلا أن آلاف آخرين وجدوها، فلم لا يسعى اللاجئون أن يكونوا من الفئة الثانية؟".

 محي الدين حسين- مهاجر نيوز

نجح مصور وكالة أسوشيتد برس محمد محسن في التقاط هذه الصور للاجئين في سجون هولندا. في هذه الصورة ينشغل اللاجئ السوري فادي طحان بعزف مقطوعات على آلة العود في فناء سجن هارليم القديم ، فيما تدخن مجموعة أخرى من اللاجئين داخل غرفة مخصصة للتدخين وسط السجن.

ربما لم تسنح الفرصة للاجئ الأفغاني حامد كرمي في بلاده أفغانستان لممارسة هوايته بعزف الموسيقى فوجد في هذا السجن مجالا لممارستها للترويح عن نفسه وعن وزوجته فاريشتا مورحمي.

اللاجئ الإيزيدي ياسر حجي (24 عاما) يتقاسم مع زوجته إحدى ردهات سجن هارليم بعد أن هربا من مدينة سنجار التي استباحها تنظيم "داعش" وقتل الرجال وسبى نساء وأطفال الإيزيديين فيها.

اللاجئ الجزائري محمد بن سالم (36 عاما) في اليسار وجنبه اللاجئ الليبي أمين أوشي (22عاما) يستمتعان بأجواء وهواء هولندا. عدد المساجين في هولندا في تراجع كبير منذ عدة سنوات، ما جعل الكثير من سجونها فارغة، وبعضها مثل سجن هارليم لا يمكن هدمه لأنه صرح معماري مهم في المدينة.

ساعدت هولندا جارتها بلجيكا بأخذ بعض سجناء بلجيكا ووضعهم في سجونها الخاوية لتخفيف مشكلة امتلاء السجون في بلجيكا، ولكن وبعد قدوم آلاف اللاجئين إلى هولندا قررت السلطات الاستفادة من سجنوها الخالية في حل مشكلة السكن وإيواء اللاجئين فيها.

تتمتع السجون الهولندية بمختلف وسائل الراحة وفيها الكثير من الساحات وقاعات الألعاب، بالإضافة إلى كونها آمنة جدا بالنسبة لـ "النزلاء" الجدد، وهذا ما جعلها بمثابة مراكز إيواء مثالية للاجئين، ولو مؤقتا.

يغسل اللاجئ الأفغاني صراط الله حياة الله (23 عاما) ملابسه في مكان مخصص لذلك في السجن. تم تحوير السجن ونزع القضبان من أبواب الغرف وإزالة الجدران التي تحيط بالسجون لإيواء اللاجئين.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل