المحتوى الرئيسى

هل ستسقط المظاهرات النظام الإيراني؟

01/07 18:36

في الأيام الأخيرة من العام الماضي نظم العديد من الإيرانيين في مدينة مشهد شمالي شرق إيران، تظاهرات للاحتجاج على الأوضاع المعيشية.

سرعان ما خرجت المظاهرات عن السيطرة وانتشرت في جميع أنحاء البلاد، والتي وصلت للعالم الخارجي عن طريق القنوات الفضائية، ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن هذه المظاهرات أعطت أملًا للعديد من الدولة المنتقدة لإيران، باحتمالية تغيير النظام في إيران.

شوارع المدن الإيرانية شهدت تطور الهتاف من الاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تشهدها البلاد، إلى الهتاف بسقوط النظام الملالي.

إلا أن العديد من المراقبين يرون أن تلك المظاهرات التي يقودها المهمشون والفقراء في المدن البعيدة عن العاصمة طهران من الممكن أن تدفع النظام الإيراني للسقوط.

وتقول الصحيفة البريطانية، إنه بالتأكيد هناك تمزق خطير داخل المشهد السياسي الإيراني، حيث تم عبور العديد من الخطوط الحمراء في الدولة البالغة من العمر 39 عامًا.

فالصراع السياسي في إيران، غالبًا ما يكون معقدًا بالنضال من أجل السياسة الثقافية للبلاد، والتي تعد عاملًا رئيسيا في السيطرة على الحياة الاجتماعية.

الرئيس الإيراني حسن روحاني ورث تركة اقتصادية مريعة، من الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، حيث وصل معدل التضخم إلى البلاد إلى 40%، وعملة متهاوية، وانفجار في البطالة.

نجح روحاني في تحقيق عدد من الإصلاحات الاقتصادية، حيث خفض نسبة التضخم لأقل من 10%، ووقع الاتفاق النووي مع القوى العالمية، الذي ساعد في تحقيق المزيد من الإصلاحات الاقتصادية.

وعلى جانب الحقوق الاجتماعية، عمل روحاني على تقليل تدخل الدولة في الحياة الخاصة لمواطنيها، وشهد عهده انخفاضا هائلا في حالات الإعدام.

كل هذه الإصلاحات التي قدمها روحاني لم تشفع له فى تخفيض الدعم المقدم للمواطنين في الميزانية الأخيرة، وتنفيذ سياسة ضريبية صارمة، القرارات التي تسببت في اندلاع التظاهرات.

وأضافت "الجارديان" أن الشعلة التي تسببت في إسقاط حكم أسرة بهلوي عام 1978 كانت أبسط من تلك التي اندلعت في إيران خلال الفترة الماضية.

حيث تسبب مقال نُشِر في صحيفة إيرانية، يهاجم الإمام الخميني، ويوجه له العديد من الإهانات، في خروج مظاهرات معارضة للشاه، أسفرت عن مقتل 70 شخصا، وكانت نواة الثورة الإسلامية.

إلا أن هناك اختلافا في السياق السياسي بين ما حدث عام 1978 وما يحدث الآن في إيران.

فالشاه محمد رضا بهلوي كان مستبدا عتيق الطراز، فلم يكن مجرد حاكم لدولة الحزب الواحد، ولكنه لعب دور المُنظر الرئيسي للحياة اليومية للشعب.

أما المشهد السياسي الفوضوي والصاخب في إيران الأيام الحالية، فلا يحمل أي تشابه مع الصمت المطبق في المشهد السياسي الذي سبق الثورة الإيرانية عام 1978.

فالعلاقة بين العناصر الممثلة لجماعات المصالح في الساحة السياسية الإيرانية المتمثلة في الإصلاحيين والمحافظين، غالبًا ما تشهد الكثير من الخلافات، وأحيانًا تقاربا في المصالح.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل