المحتوى الرئيسى

كيف أخفقت تقديرات الاستخبارات الأمريكية لكوريا الشمالية؟

01/07 15:13

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية أخفقت في التعامل مع كافة الأمور المتعلقة بتطوير كوريا الشمالية لسلاحها النووي، وأساءت التوقعات ما جعل واشنطن الآن في موقف لا تُحسد عليه.

وذكرت الصحيفة، في تقرير على موقعها الإلكتروني السبت، أن وكالات الاستخبارات الأمريكية أخبرت إدارة دونالد ترامب بعد توليه الرئاسة، أنه بالرغم من أن كوريا الشمالية تمكنت من بناء قنبلة نووية، إلا أن هناك وقت كافٍ لإبطاء أو وقف تطوير صاروخها النووي القادر على ضرب مدينة أمريكية.

وقالت التقارير الاستخباراتية إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون يواجه العديد من المشاكل التي تسمح للإدارة الأمريكية الجديدة بتحديد الوقت المناسب لإجراء مفاوضات مع بيونجيانج، أو اتخاذ بعض التدابير الوقائية.

ورجح أحد المسؤولين الاستخباراتيين الأمريكيين أن كيم جونج أون لن يتمكن من شن هجوم صاروخي على الولايات المتحدة حتى عام 2020، أو ربما عام 2022.

وفي المقابل، أوضحت الصحيفة أن جونج أون اختبر صاروخّا متوسط المدى عام 2016، وأجرى خمس تجارب نووية تحت الأرض، وتمكن من تطوير سلاحه النووي على مدار الأعوام الماضي، وأصبح لديه الآن قنبلة هيدروجينية وهي أحد أقوى الأسلحة على وجه الأرض.

وخلال أشهر، ترى الصحيفة أن تأكيدات الاستخبارات الأمريكية أصبحت دون جدوى وليس لها قيمة، مقابل ما تمكنت بيونجيانج من فعله فيما يتعلق بسلاحها النووي.

وقالت نيويورك تايمز إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية توقعت أن تأتي هذه اللحظة في نهاية المطاف، وعلى مدار العقود الماضية، توقعوا أن تتمكن كوريا الشمالية من تطوير برنامجها النووي، وقال مسؤولون حاليون وسابقون إن كوريا إن عدم تمكنهم من التنبؤ بخطوات بيونجيانج المتعلقة بترسانتها النووي، تعد من أكبر اخفاقات المخابرات الأمريكية.

وأكد مسؤول بارز في الاستخبارات، في حوار عام 2012، أن واشنطن بدأت تحقيقًا دقيقًا للتوصل إلى المزيد من المعلومات المتعلقة بالبرنامج النووي الكوري الشمالي، إلا أنهم توصلوا إلى بعض الافتراضات علموا فيما بعد أنها غير صحيحة، أبرزها تحديد الفترة التي تستطيع فيها بوينجيانج تطوير سلاحها النووي، واستخفافهم بإمكانيات وقدرات الزعيم الكوري الشمالي، وحتى نهاية عام 2013.

تقول الصحيفة إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية غيرت وجهة نظرها تماما تجاه الزعيم الكوري الشمالي، لاسيما وأنه في هذه الفترة تمكن من اقصاء منافسيه، واحكام قبضته على البلاد، وتطوير البرنامج النووي بشكل واضح وملحوظ.

وذكرت الصحيفة أن أوباما حذّر ترامب خلال الفترة الانتقالية من امكانيات كوريا الشمالية، وأكد له أنها تعد خطيرا كبيرا على أمن البلاد.

ومنذ طلع الالفينيات، أعلنت مجلس الاستخبارات الوطني أن كوريا الشمالية تعمل على تطوير ترسانتها النووية، وأنها ربما تستطيع شن هجوما على المدن الأمريكية بحلول عام 2015.

وبعد أربعة أعوام، عندما كانت الولايات المتحدة منخرطة في حربها بالعراق، أعلنت الاستخبارات أن كوريا الشمالية ربما تستطيع تطوير أسلحتها النووية عقب 15 عامًا، أي بحلول عام 2019.

وفي تلك الأثناء، عمل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأبن على عرقلة الجهود الكورية الشمالية لتطوير سلاحها النووي، وحاول منع بعض السفن التي تحمل مواد تساعد على اتمام العملية إلى بيونجيانج، إلا أن الاستخبارات ركزت جهودها على مكافحة الإرهاب، وصبّت اهتمامها على الشرق الأوسط للحفاظ على سلامة وأمن القوات في المنطقة.

وتفاجئت الولايات المتحدة عام 2006، عندما أعلمتها الصين بأن كوريا الشمالية أجرت تجربتها النووية الأولى، ثم ذهب رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" إلى البيت الأبيض في العام التالي، ومعه صور تُظهر مفاعلا نوويا قيد الانشاء في سوريا، يشبه الموجود في يونجبيون.

وأشارت الصحيفة إلى أن الصور التي نشرتها السي آي إيه في النهاية، أظهرت أن كوريا الشمالية تبني مفاعل نووي في سوريا، ولم تتكمن الاستخبارات الأمريكية من اكتشافه رغم أنه يبعد حوالي 100 ميل عن الحدود العراقية.

ما زاد الأمر سرية وجعله أكثر قلقًا، كان فشل الحكومات الأجنبية في توظيف علماء كوريين شماليين للحصول منهم على المعلومات، لأنهم غير مسموح لهم بمغادرة البلاد.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل