المحتوى الرئيسى

"ما لهاش أهل يسألوا عليها".. 3 روايات مُدهشة لأصل "الزغروطة" - صوت الأمة

01/07 15:12

جاء شاب في الثانوية العامة يعلن نتيجة الامتحانات على أسرته، ليخبرهم بتفوقه، وما أن سمعت الأم الخبر إلا وأطلقت الزغاريد، فسألها ابنها الأصغر الذي لا يتعدى عمره ثلاث سنوات قائلا "مالك يا ماما بتعملي كدا ليه"، لترد: "بزغرط من الفرحة يا حبيبي عقبال ما افرح بيكم دايما"، فلم يشبع هذا الرد فضول الطفل فتساءل "بتزغرطي إزاي وليه ومين اللي قالك تزغرطي لما تفرحي ما إحنا ممكن نقول هيييه؟!".

فعلى الرغم من أن الزغاريد أصبحت حركة غير إرادية لدى الكثير من النساء في مصر وبعض الدول، عند سماعهم خبر جيد أو حضور الأفراح، والتي تعتبر بمثابة عادة اجتماعية توارثتها الأجيال جيل بعد جيل، إلا أن مصدرها يظل محور تساؤل الكثيرون.

فالزغرودة والتي يطلق عليها في اللغة العامية "زغروطة"، وتسمى أيضا اليباب والغطرفة في دول الخليج العربي، اختلف في أصلها المؤرخون ليرجع مصدرها إلى ثلاث روايات؛ الرواية الأولى تقول إن أصلها من الهنود الحمر حيث كانت جماعات الهنود عندما يخرجون لصيد الثيران للتغذية على لحومها كانو يطلقون أصواتاً عاليةً بأفواههم من ثلاث جوانب محيطة بالثور حتى يوجهوه للوقوع في الفخ وقد انتقلت إلى عالمنا العربي منذ القرن السابع عشر عبر الرحالة، واستخدمت في الأفراح على الرغم أنها كانت تستخدم في الصيد.

الرواية الثانية ترجع الزغرودة إلى تقليد وثني قديم، حيث كان الغناء للآلهة يتم بصورة جماعية من نساء مختارات يقمن بطلب الغوث والرحمة، وأنها تعد تسبيحة للشيطان فقد بدأت كتسبيحة تقال عند ذكر اسم "يهوه" وقد حرفها الإغريق فأصبحت بلا معنى عندما صارت "اللويا" وقد أصبحت كلمة مقدسة بالاستعمال ثم تطورت أخيرا إلى الصوت المعروف "لولولو".

وترجع الرواية الثالثة أصل الزغرودة إلى العصر الفرعوني، وهي عبارة عن أصوات حادة تطلقها الحنجرة ويتحكم في رنينها اللسان وتطلق عند الابتهاج.

وأيا كان تاريخ الزغرودة إلا أنها لا تترك فرحا أو مناسبة سعيدة في الكثير من دول الشرق الأوسط، إلا وتشارك فيه من قبل المتواجدين دليلا على السعادة والفرح، وفي بعض المدن والحواضر المغربية مثل مدينتي الدار البيضاء وبني ملال، تبادر نساء الأسرة التي استقبلت مولودا ذكرا لإطلاق ثلاث زغاريد حارة دليلا على فرحة الأسرة العارمة به، وزغرودة واحدة فقط للأنثى، وهي عادة آخذة إلى الاندثار.

واعتبرها الكثير أنها ليس تدل على الفرح فقط، بل تدل على القوة أيضا، ففي نهاية فيلم عمر المختار عندما قام جيش الاحتلال الإيطالي بإعدامه بواسطة حبل المشنقة، وأخذ جثته بحيث يدفن في مقبرة غير معروفة، وقفت النسوة الليبيات يزغردن بقوة تعبيرًا عن فرحتهن بعمر المختار لنيله مرتبة الشهادة عند الله، وهي من أعلى المراتب في الجنة حسب المعتقدات الإسلامية، وتأكيدا على انتزاع القوة من جيش الاحتلال لأنه لم يستطع هزم زعيمه وإرادة الشعب الليبي لنيل حريته واستقلاله.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل