المحتوى الرئيسى

«فليفل»: الشعب السودانى غضب من الاحتفاء بـ«أردوغان» وأساتذة جامعة الخرطوم رفضوا منحه الدكتوراه الفخرية

01/07 11:24

قال الدكتور سيد فليفل، أستاذ التاريخ وعميد معهد البحوث والدراسات الأفريقية الأسبق، إن نظام الحكم فى السودان ليس له موقف إيجابى من مصر منذ مجىء الرئيس عمر البشير للسلطة عام 1989، مبرراً هذا التوجه بانتماء البشير لجماعة الإخوان المسلمين.

وأوضح، فى حوار لـ«الوطن»، أن البشير ارتكب خطأ فادحاً حينما استقدم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى الخرطوم ومنحه جزيرة سواكن لتطويرها لأنه بذلك أغضب المصريين والسعوديين، مشيراً إلى أن السودانيين رفضوا منح الرئيس التركى الدكتوراه الفخرية وسموها ساخرين «الفخارية»، موضحاً أن البشير الذى يبحث عن حليف مرضى عنه من الأمريكان يعد «غريقاً» استنجد بغريقين هما «أردوغان وتميم»، معتبراً أنهما طوق النجاة بالنسبة له.

عميد معهد البحوث والدراسات الأفريقية الأسبق لـ«الوطن»: المطالبة بحلايب مناورة لـ«تسميم» الأجواء مع مصر

وأضاف «فليفل»، الذى يرأس لجنة الشئون الأفريقية فى البرلمان، أن أردوغان يكره السيسى والجيش المصرى بسبب ثورة 30 يونيو التى دعمها الجيش ضد الإخوان لأنها أفسدت مخططات الدولة «العثمانية الجديدة» وحرمت الرئيس التركى من الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبى.. وإلى نص الحوار:

فوجئنا بقرار السودان استدعاء سفيرها من القاهرة وهو القرار الذى يسبقه بتصعيد فى التصريحات الرسمية من جانب السودان ضد مصر. سواء فى قضية حلايب وشلاتين أو سد النهضة بشكل يؤشر على موقف غير إيجابى من القيادة السودانية.. فما السبب؟

- السودان ليس له موقف إيجابى من مصر منذ مجىء الرئيس عمر حسن البشير للسلطة عام 1989 لأن هذا الرجل يجمع بين خاصيتين يرفضهما أهل السودان: أولهما أنه جاء بانقلاب عسكرى وثانيهما أنه إخوانى، والسودان كان أحد بلدين فقط فى العالم العربى يتمتعان بالممارسة الديمقراطية والحياة الحزبية وتداول السلطة لسنوات بدأت باستقلاله عن مصر فى 1956 حتى 1959 ثم دخل فى حكم عسكرى طوال حكم عبود حتى عام 1964 ثم عاد الحكم الديمقراطى مرة أخرة حتى عام 1969 عندما جاء جعفر نميرى بانقلاب عسكرى لكنه صبغ نفسه بصيغة مدنية اشتراكية لمدة 16 سنة ثم حكم عسكرى آخر ممتد من 1989 وحتى الآن.

البشير جاء للسلطة متفقاً مع الإخوان لكنه مارس الخديعة على السودانيين حين زج بحسن الترابى مع غيره من قادة الأحزاب الأخرى فى السجن، ما أعطى رسالة أنه ليس إخوانياً ثم خرج الترابى من السجن وبقى الآخرون وبدأ يلعب دوراً متزايداً فى الحياة السياسية وأصبح رئيساً للبرلمان ضمن سياسة عامة للرئيس البشير لتمكين الإخوان من مفاصل الدولة ولم ينقلب على الترابى إلا تحت ضغوط الولايات المتحدة فيما بعد، والحقيقة أن حياة البشير حافلة بالانقلابات على أصدقائه فقد تحالف مع الإخوان وانقلب على الترابى، وتحالف مع إيران والصين والسعودية وانقلب عليهم جميعاً ثم انقلب على مصر، ففى أكتوبر 2016 عقد اتفاقاً للتحالف الاستراتيجى بين مصر والسودان ومنح البشير أعلى الأوسمة باعتباره من أبطال حرب أكتوبر، وبعد نحو شهرين أدار ظهره لمصر.

لكن ما السبب فى هذه الانقلابات والتقلبات السريعة؟

- البشير رجل انقلابات، دائم التقلب، جاء بأفق الإخوان الذى يسعى لنشر أفكارهم فى القرن الأفريقى وحوض النيل لكنه اصطدم بإرتيريا، واضطر لتوقيع تعهد بعدم التدخل فى شئونها الداخلية، وتوافق مع الحكومة الإثيوبية فأصبحت الأغلبية المسلمة، جماعة «الأورومو» والجماعة الصومالية وغيرهما، التى كان من المفترض أن يرعاها لكنه بات يضغط عليها لصالح تحالفه مع أديس أبابا، وللملاحظة فإن تحالفات البشير الرئيسية كانت مشرقية وبعيدة عن مصر فقد تحالف مع إثيوبيا واليمن وإيران والصين ومعظم هذه التحالفات كانت تتعارض مع المصالح المصرية.

«البشير» يعيش حياة متناقضة وحافلة بالانقلابات.. تحالف مع الإخوان وانقلب على «الترابى» وتقارب مع إيران والصين والسعودية وغدر بالجميع.. و«أردوغان» سمح بنفاذ «داعش» إلى سوريا عبر حدوده.. ورئيس السودان غريق يبحث عن «طوق نجاة».. و5 أسباب وراء كراهية «أردوغان» للرئيس السيسى منها العلاقات المصرية - الروسية

لكن ما مشكلة الرئيس البشير تحديداً مع مصر؟

- مشكلته أن سنده الشعبى الأساسى هم الإخوان، وكان منزعجاً من العلاقات فى مصر طوال فترة الرئيس مبارك ثم ذهب مبارك ولم يتغير شىء وظل منزعجاً من وجود عمر سليمان وذهب سليمان وظل منزعجاً حتى اليوم ولم يشعر بالراحة إلا فى فترة تولى الرئيس محمد مرسى الإخوانى السلطة.

لكن الإخوان حكموا تونس ولم تكن هناك نفس القطيعة والتوتر مع مصر؟

- إخوان السودان ليسوا كإخوان تونس الراغبين فى التعايش مع الآخرين ولو حتى ظاهرياً لأنهم فى صدام مع الجميع وملاحقة الأحزاب والقوى الأخرى. قل لى بربك كيف يعقل أن يكون نحو 5 أو 6 ملايين سودانى على أرض مصر رغم أن الاقتصاد السودانى جاذب. وقارن مثلاً لدينا نحو 8 ملايين فدان صالحة للزراعة مقابل 18 مليون فدان فى السودان.. ونحن زراعتنا بالرى المكلف وزراعتهم على المطر ومع ذلك لم يتحسن الاقتصاد السودانى على مدار نحو 3 عقود من حكمه، وبدلاً من تحقيق الاكتفاء الذاتى الذى بشر به إخوان مصر فى بداية عهد البشير، يعانى السودانيون من أزمات اقتصادية وسياسية مستمرة ومتلاحقة، فقد ضاع الجنوب، والغرب (دارفور) قد يضيع، لكن كل هذا ليس مهماً، المهم أن يبقى الإخوان فى القصر الجمهورى.

هل الرئيس البشير تحركه دوافع ومصالح براجماتية وليست عقائدية؟

- البشير يحركه أمران، الأفق الضيق الذى يخصه والأفق العالمى الذى يخص الإخوان، وفى الحالتين يتمسك بالسلطة.. وهناك نكتة يرددها السودانيون تقول إن وفداً من لجنة الحكماء الأربعين المعنية بالحوار الوطنى (الذى كان يسميه بعض السودانيين بالحمار الوثنى) ذهب للقائه وسألوه على استحياء: ماذا لو أن الرأى استقر على أن تغادر السلطة هل نعلن ذلك وتقبله؟ فقال لهم: مر 26 سنة -فى حينه- على وجودى فى السلطة ولم أغير إلا صابونة الركبة، وأحتاج أن أبقى فى السلطة عاماً آخر حتى أغير ما فى رأسى وأستجيب لكم؟!

ومؤخراً قال أحد أعضاء البرلمان السودانى الداعمين له: «الرئيس البشير باقٍ فى السلطة حتى النفس الأخير»، ما يعنى أن العملية السياسية فى السودان ميتة والقضية الآن ليست البشير ولكن فى التنظيم، فالإخوان يسيطرون على مفاصل الدولة وهناك تنظيم خاص هدفه الدفاع عن النظام، وهو يضم شباباً من دول الجوار بعيداً عن الانتماءات القبلية.. وهذا يشبه التنظيم الخاص للإخوان فى مصر لكنه يختلف فى كونه علنياً.

السودان ليس له موقف إيجابى من مصر منذ وصول الرئيس الحالى للسلطة.. ولم يشعر بالراحة تجاه القاهرة إلا فى فترة حكم «مرسى».. ودعم حركات الإسلام السياسى كان حصان طروادة للقبول بتركيا فى الاتحاد الأوروبى

هل يمكن أن يفكر شعب بهذا القدر من الرومانسية؟

- ليست رومانسية، فحقيقةً نحن شعب واحد فى دولتين وخيار الدولتين لم يكن رغبة السودانيين لأنهم صوتوا فى انتخابات 1953 لصالح الحزب الاتحادى الذى كان مع البقاء مع مصر فى مقابل حزب الأمة الذى كان راغباً فى الاستقلال. لكن حدث بعد ذلك ضغوط على قادة الحزبين من جانب بريطانيا والولايات المتحدة للذهاب نحو خيار الاستقلال مقابل مزايا منها الحصول على جنوب السودان وقد كان ورغم الاستقلال يعيش الآن على أرض مصر أكثر من 5 ملايين سودانى موجودين فى كل بقاع مصر من الجنوب وحتى العريش. والسودانيون هم أكبر ملاك للعقارات فى مصر وأكبر مستثمر فيها بعد الدول النفطية، وهناك 10 طائرات يومياً بين الخرطوم والقاهرة، والمقبلون إلينا أكثر من المغادرين، رغم توجيه القيادة السياسية لهم بالذهاب إلى دول أخرى للدراسة والعلاج وغيرهما لكنهم يختارون مصر، ويقال إن بعض أرباب المعاشات السودانيين يؤجرون بيوتهم فى الخرطوم، التى غلت فيها المعيشة جداً، ويأتون لمصر ليعيشوا فيها بجزء من هذا الإيجار.

ما الهدف من التقرب لتركيا ومنحها حق تطوير ميناء سواكن وهي الخطوة التى أغضبت مصر والسعودية فى تقديرك؟ ولماذا يغامر بعلاقته مع الرياض؟

- «البشير» توترت علاقته مع السعودية مؤخراً بسبب محاولاته التقرب من إيران، ويبحث عن حليف، والبلد الذى يبدو مؤثراً فى العالم العربى ومقبول نسبياً من الولايات المتحدة الأمريكية هو تركيا، لذلك لفظ إيران وتحالف مع أنقرة والممول الأساسى لحركة الإسلام السياسى هى قطر.. وقطر أتت بأردوغان لأراضيها وهى من أتت به للسودان.

استقدام «أردوغان» إلى سواكن يعنى أن السعودية باتت محاصرة من الشرق من قاعدة عسكرية تركية فى قطر وأخرى فى «سواكن» غرباً، وهذا الأمر يزعج مصر أيضاً بسبب الوجود التركى فى الجنوب منها، بالإضافة إلى وجودها فى الشمال عبر أساطيلها فى البحر المتوسط التى تهرب من خلالها السلاح إلى ليبيا، ويبقى الرفض الشعبى السودانى لهذه الزيارة دليلاً على خطأ حساباته، وانظر ماذا قال السودانيون عن أردوغان والأتراك المستعمرين السابقين للسودان على مواقع التواصل الاجتماعى للتأكد مما أقول.

لكن بعض السودانيين يتحدثون أيضاً عن الاحتلال المصرى لهم؟

- وصف بعض المؤرخين السودانيين الوجود المصرى فى السودان بالاستعمار خطأ، والدقيق أنه كان استعماراً عثمانياً للبلدين.. والسودانى والمصرى كلاهما كان يقطع إصبعه حتى لا يلتحق بالجيش فى عهدهم، وكل الولاة على السودان كانوا جميعاً من العثمانيين والمصرى الوحيد الذى تولى هذا المنصب كان آخر الولاة محمد بك رؤوف.. لكنهم عند تغذية روح العداء لمصر يستخدمون كلمة «الاحتلال المصرى».

وهذه الحقيقة أدركها السودانيون منذ وقت مبكر، فالشعب السودانى أيام الثورة المهدية سمى إدارة الاحتلال بالإدارة التركية وزعيم الحركة المهدية كان يقول إن أعداء السودان الأحباش والخديو توفيق والإنجليز، وطلب من قواده فى حال أسر «تشارلز جوردن» الحاكم العام ألا يقتلوه لأنه يريد أن يستخدمه للإفراج عن الزعيم أحمد عرابى، ما يعنى أن الثورة المهدية كانت مصرية الهوى، والحملة التى أرسلها الخليفة عبدالله التعايشى لمصر كان هدفها إخراج الإنجليز لكنها فشلت.

وعندما جاء «أردوغان» صدم الشعب السودانى، وبالمناسبة المعارضة السودانية قالت عن الدكتوراه الفخرية التى حصل عليها أردوغان «الدكتوراه الفخارية» سخرية منها. ولاحظ أن مراسيم منح الدكتوراه لم تتم فى الجامعة كما جرى العرف بل فى قصر الصداقة، وهو مبنى حكومى لا علاقة له بالجامعة، ومن سلمها له هو وزير الخارجية السابق «على كرتى» وهو ليس أستاذاً، ما يعنى أن الأساتذة كانوا يرفضون تتويج هذا العثمانلى بالدكتوراه من أكبر جامعة فى السودان.

السودانيون يتساءلون: البشير ظل فى الحكم 26 عاماً ولم يغير سوى «صابونة الركبة» فكم سنة يحتاج حتى يترك السلطة؟.. وأكثر من 5 ملايين سودانى موجودون فى مصر.. وهم أكبر مستثمرين وملاك للعقارات بها بعد الدول النفطية

وما سبب كل هذا العداء من جانب أردوغان لمصر وتحديداً للرئيس السيسى؟ هل المسألة فقط سببها تعاطفه أو انتماؤه لجماعة الإخوان؟

- لا طبعاً، هناك أكثر من سبب لكراهية أردوغان للسيسى والجيش المصرى، خلاصتها أن تحركهم فى 30 يونيو أفسد خططه وطموحاته فى الدخول للاتحاد الأوروبى والتوسع بالنفوذ التركى فى كل دول المنطقة.

- تركيا تسعى لدخول الاتحاد الأوروبى، ومدخله فى ذلك أن يكون مفيداً لهم وفى مسعاه لهذه الخطوة يحاول القيام بدور يوازى الدور الأمريكى تجاههم. ولتحقيق هذا الهدف اعتمد على نظرية صنعها أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء، الذى تم استبعاده بعد أن لمع نجمه، حتى لا يجمع بين الرؤية والسلطة فينافس أردوغان الذى كان يطمح وقتها فى تغيير النظام السياسى لبلده من برلمانى إلى نظام رئاسى يأتى به على رأس السلطة لسنوات مقبلة وقد كان.

- العثمانية الجديدة، وخلاصتها مد النفوذ التركى فى دول المنطقة اعتماداً على القوة الناعمة للإسلام السياسى، والعثمانية الجديدة تلتقى فى أهدافها مع الشرق الأوسط الكبير (الذى تلعب فيه تركيا دور القوة الروحية وإسرائيل القوة التنفيذية) وحتى تتحقق هذه الرؤية كان لا بد أن تنتهى حدود الدول القائمة التى رسمت فى اتفاقية سايكس بيكو 1916 بعد قرن من الزمن وتحديداً فى 2016، وعراب هذا التقسيم هو المؤرخ برنارد لويس، المؤرخ البريطانى الأمريكى الشهير، وهذا المخطط يعنى عودة الدول لما كانت عليه تحت الحكم العثمانى ولايات وسنجوقيات صغيرة، وبالتالى نفس المخطط فى الدعاية التركية هو عودة الخلافة العثمانية من خلال التمكين لجماعات الإسلام السياسى، وفى المنظور الأمريكى تفتيت المفتت، حسب تعبير المفكر الخليجى وأستاذ العلوم السياسية الدكتور عبدالله النفيسى، فلبنان الصغير مثلاً يصبح 5 دول، وكذلك باقى دول المنطقة، والجائزة الكبرى بعد سقوط العراق هو تقسيم مصر إلى 5 دويلات، لكن 30 يونيو جاءت فقلبت المائدة على رؤوسهم، أليس هذا وحده سبباً كافياً حتى يغضب أردوغان من السيسى والجيش المصرى.

- نعم، أردوغان كان قد توصل لاتفاق أثناء وجود الإخوان فى السلطة لكى تمر تجارته مجاناً من مصر، ورفض الرئيس السيسى تجديد الاتفاق الذى لم نستفد منه شيئاً، ثالثاً.. حين استبان خطر سياسات أردوغان على دول الخليج توقفت استثمارات هذه الدول فى تركيا، ما مثل ضربة موجعة للاقتصاد التركى، فى المقابل حصلت مصر بعد ثورة «30 يونيو» على مليارات من هذه الدول كان من الممكن أن تذهب إليه، ورابعاً تنسيق الرئيس السيسى مع روسيا فى كثير من ملفات المنطقة أفسد مخططات أروغان وتحديداً فى سوريا وليبيا، خصوصاً أنه رأى أن الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة لم يفعلا شيئاً فى مواجهة الدب الروسى بأوكرانيا وجورجيا.

وخامساً هناك العامل النفسى.. فحين تتأهب لتكون خليفة المسلمين ثم تجد أن أزهر مصر يواجه اتحاد علماء المسلمين الذى يدعمه أردوغان باتحاد حكماء المسلمين، وحين يجوب شيخ الأزهر دول العالم دفاعاً عن الإسلام المعتدل فى مقابل تنظيمات الإسلاميين المتشددين، فلا شك أن هذا يصيبه بالغضب والإحباط.

هذا يعنى أن العثمانية الجديدة ودعم حركات الإسلام السياسى كانت حصان طروادة للقبول بتركيا فى الاتحاد الأوروبى؟

- نعم، أردوغان أراد أن يثبت لحلف الناتو والاتحاد الأوروبى أنه مفيد جداً لهم، وذلك بأن يكون نافذتهم لكل العالم الإسلامى السنى، فضلاً عن قدرته على تحقيق مخططاتهم فى تقسيم الدول العربية، ولذلك سمح بنفاذ داعش إلى سوريا عبر حدوده، لتحقيق هذا الهدف ثم اضطر تحت الضغط الروسى المدعوم من مصر أن يحارب داعش التى رعاها أو غض الطرف عنها.

ولاحظ التباين فى مواقف أردوغان والسيسى، ففى الوقت الذى تثبت فيه أقدام السيسى وتظهر مصر كقوة إقليمية وتعود العراق تدريجياً وتحقق الدولة السورية انتصارات، يذبل أردوغان ويضعف بل ويحدث عليه انقلاب، وفى الوقت الذى يفرج فيه السيسى كل شهر عن محبوسين يفصل أردوغان عشرات الآلاف من القضاة والمدرسين والضباط من وظائفهم ويزج بعشرات الآلاف فى السجون، الحقيقة التى أريد قولها إن الرئيس البشير غريق استعان بغريق، وكلاهما استعان بغريق ثالث هو أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى.

لكن ما مصلحة أمريكا والاتحاد الأوروبى فى تفتيت العالم العربى؟

- على عكس ما يعتقد الكثيرون، ما زال الغرب يحمل كراهية وحقداً على الحضارة العربية الإسلامية، وهو حقد سابق ولاحق على الحملات الصليبية، ولم ينته بعلمانية الدولة فى أوروبا، ولا يزال الصليب موجوداً على أعلام بعض هذه الدول، وأمريكا تعتبر نفسها حامية للمسيحية فى العالم، ولو أمكن تفتيت الدول العربية والإسلامية، فإن ذلك سيكفل لهم تحقيق مصالح أخرى، منها الحصول على بترول رخيص، ومحاصرة روسيا والصين من منطقة الشرق الأوسط، وهو أمر تدركه بكين وموسكو ولذلك سعت الأولى للتمدد اقتصادياً فى هذه المنطقة من خلال مبادرة طريق الحرير وسعت الثانية لشق طريقها بالقوة للوصول إلى المياه الدافئة فى البحر المتوسط من خلال التدخل فى سوريا.

عودة لمخطط تقسيم مصر، هل تعتقد أن العمليات الإرهابية المدعومة من الخارج فى سيناء جزء من هذا المخطط بهدف سلخ سيناء عن مصر خدمة لإسرائيل؟

- نعم، وهذا المخطط لتفتيت مصر هو أغبى تصرف أقدمت عليه الولايات المتحدة ودليل على أن مخابراتها وصلت إلى درجة من السطحية تؤشر على أن أمريكا ستلحق بالاتحاد السوفيتى البائد.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل