انتفاضة إيران مستمرة.. وانشقاق عناصر من الباسيج

تتواصل الاحتجاجات والتظاهرات المناهضة للحكومة الإيرانية في مختلف مدن ومحافظات إيران، رغم الاجراءات التي تمارسها قوات الأمن المدعومة بالحرس الثوري ضد المحتجين.

ورغم إعلان قائد الحرس الثوري الإيراني، هزيمة ما قال إنها "فتنة"، إلا أن العديد من المدن والبلدات الإيرانية شهدت مظاهرات جديدة، رفع فيها المتظاهرون شعارات تندد بالعنف الذي تستخدمه السلطات لقمع الاحتجاجات وتدعو إلى إسقاط النظام.

ودخلت انتفاضة إيران اليوم الأحد، يومها الحادي عشر، وذلك بالتزامن مع دعوات إلى استمرار الاحتجاجات، فيما قام عدد كبير من عناصر قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني، بحرق هوياتهم العسكرية وتصويرها وبثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأبدى الكثير من المنتسبين لقوات الباسيج تعاطفاً مع المحتجين على الغلاء والبطالة وارتفاع الأسعار وتدهور الوضع المعيشي وملايين الجياع، ووثق عدد منهم في تسجيلات مصورة إحراق هوياتهم العسكرية، معلنين بذلك انشقاقهم عن نظام الملالي وانحيازهم للمتظاهرين.

وبدأت المظاهرات، التي تعد الأكبر منذ الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية التي أثارت جدلاً في 2009، لإظهار الغضب من تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار وانتشار الفساد، ثم تحولت إلى غضب أكبر ضد النظام ومرشده علي خامنئي.

ووفقاً لما قاله مسؤولون إيرانيون، ألقي القبض على ما يتراوح من ألف إلى 1800 شخص في أنحاء مختلفة من البلاد، من بينهم 100 طالب، كما قتل أكثر من 20 شخصاً حتى الآن في الاحتجاجات التي انتشرت في جميع أرجاء إيران.

وامتدت الاحتجاجات إلى أكثر من 80 مدينة وبلدة في الريف، وشارك فيها آلاف من الشبان وأبناء الطبقة العاملة الغاضبين من الفساد والبطالة والفجوة الآخذة في الاتساع بين الفقراء والأغنياء.

ومن جانبها، وجهت مريم رجوي زعيمة المعارضة الإيرانية، رسالة إلى المواطنين الإيرانيين في تظاهرة واشنطن الداعمة لانتفاضة الإيرانيين ضد نظام حكم "ولاية الفقيه" بقيادة علي خامئني، قائلةً: "إلى الإيرانيين الأحرار في الولايات المتحدة الذين نهضوا للدفاع عن المنتفضين وبنات وأبناء إيران الأبطال ويتظاهرون تخليداً للشهداء الكرام للانتفاضة".

ويذكر أن الحكومة، رفعت القيود التي فرضتها على تطبيق "إنستغرام" وهو أحد مواقع التواصل الاجتماعي التي استخدمت في حشد المحتجين، بعد تراجع في الاحتجاجات، لكنها مازالت تحجب تطبيق "تلغرام" للرسائل الأوسع استخداماً.

ومن جهته، قال متحدث باسم رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني اليوم، بعد جلسة خاصة للبرلمان الإيراني: "إنه يتعين على كل السلطات الإيرانية ذات الصلة أن تقدم تقارير بشأن أسباب الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اجتاحت البلاد، وكذلك أعداد المعتقلين الحالية"، مضيفاً أنه "لن يتم إبداء أي تفاهم تجاه المشاغبين ويجب أن يحاكموا".