المحتوى الرئيسى

كيف هزمت مصر الإرهاب فى احتفالات عيد الميلاد؟

01/07 21:44

السيسى للمسيحيين: «أنتم أهلنا ومننا واحنا واحد.. ومحدش أبدًا هيقدر يقسمنا أبدًا»

البابا: الكاتدرائية الجديدة رسالة تؤكد قوة بلدنا فى تنفيذ وعودها.. وتجاور المسجد والكنيسة فى العاصمة الإدارية دليل التآخى

«مصر أقوى من الإرهاب بفضل وحدتها وتماسك شعبها».. ليس مجرد شعار يتردد من حين إلى آخر، وإنما تجسد بالدليل القاطع، خلال اليومين الماضيين، فى احتفالات عيد الميلاد المجيد بجميع ربوع مصر، حيث تجلّت القدرة المصرية فى إنشاء كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة، فى وقت قياسى، بناء على تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتشهد قداس العيد، لأول مرة خارج كاتدرائية العباسية، وسط أجواء احتفالية غمرتها فرحتان، «العيد، وزيارة الرئيس».

استقبل البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، جموع المهنئين من قيادات الدولة والأساقفة والشعب المصرى، إذ توافد عدد من الوزراء على كاتدرائية «ميلاد المسيح»، للمشاركة فى قداس العيد، وسط انتظار يصاحبه الشغف والفرحة لوصول الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الكاتدرائية، لافتتاحها قبل بدء القداس.

شارك فى الاحتفالات، اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، وسامح شكرى، وزير الخارجية، والدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، وخالد فهمى، وزير البيئة، والدكتور على المصيلحى، وزير التموين، والسفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، والكاتب حلمى النمنم، وزير الثقافة، والدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، والدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن، والدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، وخالد العنانى، وزير الآثار.

كما شارك وفد من البرلمان، ضم النواب مارجريت عازر، وثروث بخيت، وتادرس قلدس، وجون طلعت، وسمير غطاس، بالإضافة إلى المونسينور برونو موزارو، سفير الفاتيكان بالقاهرة، ووفد من الكنيسة الأسقفية برئاسة المطران منير حنا، رئيس الكنيسة الأسقفية بمصر والقرن الإفريقى.

استقبال حافل للرئيس.. والسيسى: السلام يخرج من مصر للعالم كله

عقب وصول الرئيس، مقر الكاتدرائية، استقبله المشاركون بترحاب كبير، مرددين: «بنحبك يا سيسى»، و«تحيا مصر»، وأطلقت السيدات الزغاريد، تعبيرًا عن فرحتهن بوجوده.

وفى كلمة مقتضبة، قال الرئيس السيسى: «اسمحولى إنى أقولكم وقداسة البابا وكل الأشقاء والأهل ولكل مصر والعالم، كل عام وأنتم بخير».

وأضاف: «وكمان مهم أوى إننا نهنئكم بالافتتاح الجزئى للكاتدرائية، والافتتاح ده رسالة كبيرة، مصر مش بس للمصريين ولا المنطقة، بل للعالم، رسالة سلام ومحبة.. إحنا بفضل الله سبحانه وتعالى بنقدم نموذج للمحبة والسلام بينا وبين بعضنا.. وهتخرج المحبة والسلام من مصر وسيعم العالم كله».

وتابع الرئيس: «صدقونى أنا.. عمر الشر وعمر الخراب والتدمير والقتل لا يمكن يقدر يهزم الخير والبناء والمحبة والسلام.. لا يمكن».

وأضاف: «أنا عاوز أقول للناس اللى بتتفرج علينا دلوقتى يا ترى المحبة والفرحة اللى شايفنها تساوى كام وإيه، ليه إحنا مش شايفين الخير والسعادة بينا وبين بعضنا.. ليه مش شايفين غير الأذى؟».

وتابع موجهًا حديثه للأقباط: «خلوا بالكم أنتم أهلنا ومننا واحنا واحد، ومحدش أبدًا هيقدر يقسمنا أبدًا».

وأضاف الرئيس فى كلمته: «إوعوا زحمة الأحداث والآلالم تنسينا الفرحة اللى عايشنها.. أنا مش عايز أتكلم فى أى آلام.. الآلام بتئذينا كلنا». وتابع: «أنا مش عايز أطول عليكم علشان صلواتكم.. أنا سعيد إننا موجودين هنا، وانتم فرحانين كده ويارب يقدرنا ندخل الفرحة على كل الناس فى مصر.. وبشكركم على حفاوة الاستقبال.. تحيا مصر بالمصريين.. وبقولكم محدش هيقدر على مصر طول ما مصر كده (ملوحًا بقبضة يده).. إوعوا تنسوا.. اللى عايز يئذينا بيفرق بينا وده مش هيحصل».

واختتم «السيسى» كلمته قائلًا: «كل سنة وأنتم طيبين وعام سعيد عليكم وعلى الدنيا كلها، وكل سنة وأنت طيب يا قداسة البابا».

البابا: نشعر أننا نبدأ عصرًا جديدًا لبناء مصرنا

ألقى البابا تواضروس، كلمة فى قداس عيد الميلاد، قائلًا: «فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر وحبرية قداسة البابا كيرلس، كما لو كان يعيد الرب ذكريات إنشاء كاتدرائية جديدة وسيسجل التاريخ ــ السنكسار ــ وأشكر الرئيس لا باسم الأقباط فقط ولكن باسم المصريين، ونحن نشعر أننا نبدأ عصرًا جديدًا بفكر جديد لبناء مصرنا الحبيبة».

وأضاف: «بعد شكر كل المهنئين من أعضاء الحكومة والجيش والنواب ومجلس الشعب والسفارات، سواء ببرقيات أو بالاتصال أو بالحضور للتهنئة أو بالحضور للصلاة، أودّ أن أقدم شكرًا خاصًا للهيئة الهندسية والقوات المسلحة التى تقوم بتنفيذ مشروع الكاتدرائية، كل المهندسين والعمال والفنيين، وهو مجهود وعمل متواصل امتد لأكثر من عام لتنفيذ وعد فخامة الرئيس».

وتابع البابا: «الكاتدرائية التى تحمل اسم ميلاد المسيح، هى الكاتدرائية الوحيدة التى تحمل هذا الاسم، كما كنيسة المهد فى أورشليم، ولأنه أعلن عنها فى عيد الميلاد، وجاءت من اسم كريسماس، كرست ــ المسيح، وميسى ــ ميلاد، وهو فعل من اللغة المصرية.. وهذا الحدث سيظل محط الأنظار».

وقال: «أودّ فى البداية إرسال التحية والتهنئة لجميع الأساقفة والكهنة فى أمريكا وكندا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، وإفريقيا وأورشليم وأستراليا، ونرحب بكل الذين شرفونا».

ومضى البابا قائلًا: «هذا العيد، بداية السنة وبداية مفرحة، وعندما نتذكر قصة الميلاد فى قرية صغيرة ليقسم هذا الحدث ما قبله وما بعده وما قبله يسمى عهدًا قديمًا وما بعده يسمى زمنًا جديدًا، كل عام نأتى ونتقابل وننظر إلى طفل المذود، وهو احتفال نجد أمامه كل الدهشة».

وأشار إلى أنه عندما خلق الله حواء وآدم خلقهما أبرارًا، واختارا أن يكسرا الوصية، وخرجا من الجنة، وكونا العالم والشعوب، امتلأ العالم بالبشر والشر، وصار العالم ممتلئًا بالصراعات، من جريمة وعنف وإرهاب».

وتابع: «ويظل السؤال: ماذا نصنع؟! توجد صراعات داخل الإنسان وصراعات خارجية، وصارت الصراعات سمة الحياة وأنشئت خطايا جديدة، فما هو العلاج؟!، إذا نظرنا إلى الطفل سنجد العلاج فى حالة الطفولة.. تتعجبوا عندما تجدوا آية، وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ» (مت ١٨: ٣)، ماذا كان يقصد؟ حالة الطفولة، إذا رجع العالم إلى صفات الطفولة، يجد حلًا لجميع مشكلاته وهذه الطفولة تتمثل فى عدة صفات: البساطة: يضحك ويلعب ببساطة وهذه البساطة نجدها فى مجموعة الرعاة، جاءوا إلى المسيح ببساطة، ليس لهم مكان، بملابس بسيطة، وأكل بسيط. إذا أراد الإنسان أن يكون سعيدًا يجب أن يكون بسيطًا».

ويتابع: «ومن الصفات، الإيمان والتصديق: نجد أليصابات وزكريا الكاهن دون نسل وكان كاهنًا، وتأخر الله ليعطيهما يوحنا أعظم مواليد النساء، والطفل يصدق كل شىء ببراءة شديدة، فينظر إلى أستاذه ووالديه على أنهم يستطيعون أن يفعلوا كل شىء، نحن نبعد عن الإيمان، ويضرب العالم الإلحاد، ربنا يحفظ مصر، الإيمان يعنى وجود الله والمخافة الإلهية، وأيضًا النقاوة: الإنسان ينظر إلى القلب ولكن البشر ينظر إلى الوجه، لذلك نظر الله إلى القلب، مثل قلب العذراء مثل قلب بسيط لم يتلوث لأنه مكتوب: «وطُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ» (مت ٥: ٨)».

وقال «ومن الصفات أيضًا الحكمة: نجدها فى المجوس الذين جاءوا من المشرق وكانوا ملوكًا، جاءوا ليسجدوا أمام الطفل بكل تواضع، وهذه الحكمة موجودة عند الأطفال، فأحيانا نجد عندهم حلولًا لمشكلات الكبار..!!. جاء المجوس ليقدموا ذهبًا ولبانًا ومرًا، بكل تواضع تحملوا مشاق السفر وجاءوا بكل حكمة ليسجدوا لطفل المذود».

وتابع البابا: «وأيضًا الفرح: نجدها فى الملائكة وهم ينشدون فى فرح كما الأطفال الذين يحبون الفرح والغناء وعندما نلعب معهم نجد فرحًا، ولذلك جاء المثل المصرى «أعز الولد ولد الولد»، وهذا هو نداء الطفولة «إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ» (مت ١٨: ٣)».

واستطرد البابا: «وكما يبدأ الطفل نبدأ فى هذه الكاتدرائية فى مصرنا الحبيبة التى يحيا فيها الجميع، وهى معلمة للعالم أجمع وتحتضن الجميع، ولا أنسى أن أشكر شهداء الوطن، وأعزى المجروحين وليحفظ الله مصر والعالم أجمع، ويسند كل المسئولين فى مصر لتحمل كل المسئوليات».

تواضروس يستقبل المهنئين من رجال الدولة: مصر علّمت العالم الثقافة.. ونمتلك كنائس قبل اكتشاف دول

استقبل البابا تواضروس الثانى، أمس، أساقفة الكنيسة القبطية والكهنة ورجال الدولة والدبلوماسيين، بالإضافة إلى عدد من الأساقفة والآباء الكهنة والمكرسين والمكرسات وشعب الكنيسة، للتهنئة بعيد الميلاد المجيد، بالمقر البابوى بالكاتدرائية الكبرى بالعباسة.

وأكد البابا، أن بناء كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة، جاء بترتيب إلهى، إذ جاء بناؤها بعد ٥٠ عامًا من بناء كاتدرائية العباسية، مشيرًا إلى أن قيمة الوقت عند الرئيس السيسى كبيرة، وهو ما جعل الكاتدرائية تُبنى خلال سنة واحدة.

وقال البابا: «الظلمة تعنى الخطية، والخطية تعنى أن الإنسان يعيش بعيدًا عن الله، ولما بنرجع للكتاب المقدس بنلاقى إن حدث الميلاد، حدث ليلًا ولكن كان مصحوبًا بالنور، فجاء هذا النور لكى يقمع تلك الظلمة، التى هى الخطية».

وأضاف: «ماننساش إننا فى مصر بنقول إن العلم نور، والعلم مرتبط بالتنشئة فى الطفولة، وزمن الطفولة له علامات، فالإنسان بسيط القلب له دلالة حلوة، والحياة البسيطة شىء مهم جدًا».

وجدد البابا تواضروس، شكره وتقديره للرئيس عبدالفتاح السيسى، لمشاركته فى احتفالات عيد الميلاد المجيد بكاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة، مؤكدًا أن الرئيس سبق ووعد فى عام ٢٠١٧ بأننا سنصلى فى الكاتدرائية الجديدة، وهذا يعد أمرًا غير مسبوق على أرض مصر، وأن الوعد تحقق بفضل جهود الجميع وإخلاصهم ومحبتهم غير المحدودة.

وأكد البابا تواضروس الثانى، أن الكاتدرائية الجديدة تحمل رسالة لقوة مصر فى تنفيذ وعودها وامتلاكها جميع مقومات البناء والنجاح بسواعد أبنائها، مشيرًا إلى أن مصر علمت العالم الثقافة والحضارة والتسامح وأنها تستعيد دورها القيادى، وأن هناك كنائس وجدت فى مصر قبل أن يتم اكتشاف عديد من الدول والقارات على مستوى العالم، قائلًا: «الكنائس وجدت فى مصر منذ القرن الأول للميلاد».

وقال البابا، إن بناء الكاتدرائية الجديدة يحمل رسالة سلام ومحبة لكل العالم، وهو دليل قوى على عمق العلاقات والتآخى الذى يربط بين جموع الشعب المصرى والعالم، وكذلك التآخى الموجود فى العاصمة الإدارية الجديدة من حيث وجود المسجد والكنيسة متجاورين، فهو أمر يعطى رسالة للعالم كله على وحدة صف الشعب المصرى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل