زنازين عزرائيل.. «عفروتو» يسجل أول «موتة ميري» في العام الجديد

عادت من جديد الظاهرة التي كنا نتمنى أن تكون قد اختفت، وهي التعذيب في الزنازين حتى الموت، حالة جديدة بطلها محمد عفروتو، الذي لقي حتفه عقب وصوله إلى المستشفى قادما من حجز قسم شرطة المقطم، لتحاصر عائلته وأصدقاؤه مقر القسم، وتستمر المواجهات بينهم حتى صباح اليوم، السبت.

«التحرير».. تستعرض حالات وفيات شابها الغمض من داخل الزنازين.

أمس شهدت منطقة المقطم أحداثا مؤسفة عقب تجمهر عدد من أقارب متهم لقى مصرعه داخل المستشفى، وفقا لروايتهم تحت وقع التعذيب، ومحاولتهم اقتحام القسم.

رواية الشرطة الرسمية قالت إن المتهم، ويدعى محمد عفروتو، لقى مصرعه إثر إصابته عقب تناوله جرعة من مخدر الأستروكس والذي ضبط بحوزته وقت القبض عليه.

بينما أفاد تقرير الطب الشرعي تعرض المتهم للضرب والاعتداء قبيل وفاته.

حجز المنيا الطريق إلى الآخرة

شهدت غرف حجز مراكز وسجون وأقسام المنيا وقائع وفيات كثيرة لسجناء، كان آخرها اليوم، إذ توفي نزيل جنائي، داخل سجن المنيا، الذي يقضي فيه عقوبة السجن ثلاث سنوات في قضية "مخدرات"، وقالت إدارة السجن إن الوفاة نتيجة هبوط في الدورة الدموية.

وتلقى مدير أمن المنيا اللواء ممدوح عبد المنصف، إخطارًا من مأمور قسم شرطة المنيا الجديدة، بوفاة "كمال محمد حسين" 47 عامًا، ويقيم في قرية الحمداية في مركز الوقف بمحافظة "قنا"، والذي يقضي عقوبة السجن 3 سنوات داخل ليمان المنيا، في قضية 

وتحرر محضر بالواقعة، وبتوقيع الكشف الطبي على الجثة بمعرفة طبيب السجن، أفاد أن الوفاة نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية، وتم نقل الجثة إلى المستشفى العام، وأُخطرت النيابة العامة لتباشر التحقيقات.

في 14 من مارس الماضي، تلقى مأمور قسم شرطة المنيا الجديدة، بلاغا من سجن شديد الحراسة بوفاة "عادل.ف"، 57 سنة، عامل، المحكوم عليه في قضية "مخدرات وسلاح"، وبتوقيع الكشف الطبي عليه بمعرفة مفتش الصحة، أفاد أن الوفاة نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية، وتحرر محضر بالواقعة حمل رقم 910 لسنة 2017 إداري قسم شرطة المنيا الجديدة.

قبل الواقعة الأخيرة بـ3 أيام، وتحديدًا يوم 11 من الشهر نفسه، توفي المسجون "فتحي .ع"، 61 سنة، داخل سجن المنيا شديد الحراسة، على ذمة قضيتي شروع في قتل، وسلاح ناري، وبتوقيع الكشف الطبي عليه بمعرفة طبيب السجن، أفاد أن الوفاة بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية، وتحرر محضر بالواقعة حمل رقم 888 لسنة 2017 إداري قسم شرطة المنيا الجديدة.

في يوم 7 مارس الماضي، تلقى مأمور مركز شرطة المنيا، بلاغا من المستشفى الجامعي، بوفاة "عبد الرحمن.ق"، 60 سنة، المودع بسجن شديد الحراسة، في قضية 

"قتل عمد وسلاح"، وأفاد الكشف الطبي أن الوفاة نتيجة فشل وظائف الكبد، وتحرر المحضر رقم 3634 لسنة 2017 إداري مركز شرطة المنيا، كما تلقى مأمور قسم شرطة المنيا الجديدة، في 24 فبراير، إخطارا من سجن المنيا شديد الحراسة، بوفاة "إبراهيم.م"، 44 سنة، المحبوس في القضية رقم 27436 لسنة 2015 جنح حلوان "استيلاء وتزوير".

وأفاد الكشف الطبي الذي تم توقيعه على المسجون بمعرفة مفتش الصحة، أن الوفاة جاءت نتيجة تلف كبدي، وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 781 لسنة 2017 إداري قسم المنيا الجديدة، وفي الشهر نفسه، وتحديدا يوم 15، شهد سجن المنيا شديد الحراسة، وفاة "عاصم.ع"، 40 سنة، عامل، والمودع بالسجن على ذمة القضية رقم 647 لسنة 2013 جنايات العلمين- مطروح، "مخدرات"، "7 سنوات"، بهبوط في الدورة الدموية. 

واقعة وفاة سائق عربة "الكارو"، مجدي مكین، والذي اتھمت أسرته قسم شرطة الأمیریة بتعذيبه حتى الموت، بعد أن شاھدوا على الجثمان آثار تعدٍّ بالضرب المبرح، بینما فتحت النیابة تحقیقا في الأمر، واستدعت نقیب الشرطة، المتھم بتعذیبه والذي أنكر ذلك، وأكد أن الوفاة جاءت نتیجة إصابته بأزمة سكر.

وتفجرت أزمة اتھام الشرطة بتعذیب "مكین"، بعد انتشار فیدیو على مواقع التواصل الاجتماعي للجثمان، تبدو عليه آثار دماء وكدمات، كما استندت الأسرة حسب تصریح لمحامیھم إلى شھادة اثنین كانا محتجزین مع الضحیة، أكدا تعرضه للتعذيب والضرب المبرح وقالوا "الضباط داسوا عليه بالأحذیة لحد ما مات".

أما عادل وحید، 24 عاما، فقد توفي داخل قسم الشرطة، بعدما تم ضبطه بتھمة حیازة مواد مخدرة، قبل أن یصاب "بإعیاء" أثناء فترة حجزه، ولم يتم إنقاذه، بینما تؤكد أسرته التعدي علیه بالضرب داخل القسم، مما زاد من سوء حالته، وخرج متھم آخر، أخلي سبیله قبل وفاة "عادل" بیومین، أكد تعدي الأمن علیھم داخل قسم شرطة أبو النمرس، مستشھدا بإصابات فى جسده.

وفتحت نیابة البدرشین، تحقیقًا فى الأمر، واستدعت الضابط النوبتجى، المسئول عن متابعة الأوضاع داخل قسم شرطة البدرشین، وقت وفاة المتھم بحیازة مخدرات، مع سماع أقوال عدد من المتھمین المحبوسین فى ذات الحجز الذي كان المتوفى موجودا به.

داخل سجن المنيا المعروف بأنه سجن شديد الحراسة، توفى متھم جنائي یقضي عقوبة بالسجن في قضیة مخدرات، وأشارت مصادر إلى أن الوفاة نتیجة إصابته بھبوط في الدورة الدمویة.. وكشف سجل المتھم أنه یقضي عقوبة حبس ستة أشھر في قضیة مخدرات، وتبین أنه أصیب بھبوط فى الدورة الدمویة أعقبته الوفاة.

واقعة أخرى لوفاة سجین شاب یدعى "محمد.ق.أ"، لا یتجاوز عمره 25 سنة، داخل قسم شرطة ثانى الإسماعیلیة، ورجعت الأجھزة الأمنیة سبب الوفاة إلى غیبوبة سكر انتابت المتھم بعد استیقاظه من نومه، وحال نقله إلى المستشفى، لفظ أنفاسه الأخیرة.

وصرحت النیابة بدفن جثة المتوفى، بعد أن استمعت النیابة إلى أقوال أھله والسجناء، الذین أكدوا أنه مریض بالسكر، ویصاب بغیبوبة بشكل متكرر، فصرحت النیابة بدفنه.

من جانبه أكد محمد عبد الرحمن، الخبير القانوني أن "التعذیب لیس بالضرورة أن يكون ضربا أفضى للموت، ولكن من الممكن أن يكون من خلال جر وصفع وسب وإھانة بأي طریقة"، لافتا إلى أن هناك صلاحیات واسعة لأجھزة الأمن، یداري بها على انتھاكاتھا فى حق المواطنین، مما یمنحھم مساحة أوسع للتنكیل بالمواطن فیصیر الطبیعى أن یتساقط ضحایا، طالما يتم إفلات المتجاوزین من العقاب، إضافة إلى طول إجراءات التقاضى بما یمنح فرصة للضغط على أھالى الضحایا لإقناعھم بالتنازل.