المحتوى الرئيسى

(مايسترو) يبحث عن عصا!! | المصري اليوم

01/06 07:01

أخيرا أقرت لجنة الدراما التابعة للمجلس الأعلى للإعلام أنها لن تمارس أى دور رقابى، وأنها تحسبا لتضارب الأجهزة الرقابية فى البلد ستترك الأمر برمته للرقابة العامة على المصنفات الفنية والتى تتحمل تلك المسؤولية بمفردها، منذ منتصف الخمسينيات من القرن الماضى، وحتى الآن.

كلام جميل وكلام معقول، إلا أن اللجنة لم ترض أن تنسحب تماما من المشهد، وهى من المؤكد تضم كفاءات وقامات إبداعية بين أعضائها، والغريب أنه لم يُصدر حتى الآن بيان رسمى بتشكيلها، ولا نعرف فقط سوى أن رئيسها هو المخرج الكبير محمد فاضل وهو أيضا المتحدث الرسمى باسمها، حرص فاضل وهو يعلن الانسحاب الاستراتيجى من أداء دور الرقيب أن يؤكد للجميع: أنا لازلت فى الميدان، أمسك عصا (المايسترو) الذى يحرك منظومة الدراما فى البلد كلها، فقرر إقامة مهرجان تليفزيونى، وطبقا لتصريحه الذى ملأ به الدنيا أنه بصدد إقامة مهرجان قومى للدراما على غرار مهرجان القاهرة السينمائى، ويبدو أن الأمر اختلط على مخرجنا الكبير، لأن مهرجان القاهرة السينمائى دولى وليس قوميا، وهنا يُطل السؤال ما الذى يعنيه بالضبط الأستاذ فاضل بتعبير قومى، تلك الكلمة لها دلالة ملتبسة فى ثقافتنا المعاصرة، فهى تنتمى لزمن الرئيس جمال عبدالناصر حيث كان كل ما يجرى فى مصر يعنى أنه قومى أى عربى (القومية العربية) المأسوف على شبابها، هى التى يقصدونها بتعبير قومى، ولا يزال العديد من الهيئات الوطنية تحمل لقب قومى، المجلس القومى للمرأة، والمجلس القومى لحقوق الإنسان، المجلس القومى للأدوية والسموم وغيرها، القومية صارت الآن هى مصر تلك هى الحدود التى تتحرك فيها هذه المجالس، وبالتأكيد ليس لها أى امتداد عربى.

لا أتصور أن فاضل يقصد فى بلد تتقشف أنه بصدد إقامة مثلا مهرجان عالمى للدراما أكيد طموحه لم يصل إلى مراقبة أو تقييم دراما بلاد العم سام، هل هو يقصد مهرجانا قوميا بمعنى عربى؟ غالبا هذا هو ما يرمى إليه، ألم يصل إلى مسامعه أن رئيس الهيئة الوطنية للإعلام التى يرأسها حسين زين أعلن قبل نحو شهرين أو ثلاثة أنها بصدد الإعداد لعودة مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون، والذى توقف منذ ثورة 25 يناير، بدأ المهرجان فى منتصف التسعينيات وكان يعقد مسابقات فى كل فروع الإبداع وعلى رأسها قطعا الدراما العربية، التى كانت تستحوذ على كل الاهتمام. فى هذه الحالة يُصبح لدينا مهرجان درامى بديلا عن المهرجان الذى أعلنت عنه الهيئة الوطنية المنبثقة هى أيضا عن المجلس الأعلى للإعلام، وعلى هذا فإن تلك الانبثاقة، أقصد الثانية التى أطلقها فاضل تتعارض مع الانبثاقة الأولى التى أعلنها حسين، وهذا التضارب فى الانبثاقات، يتحمله المجلس الأعلى للإعلام، ولكن دعونا نتأمل الموقف، إذا لم تقم لجنة الدراما هذا المهرجان للدراما، فما هو دورها بالضبط؟ هل يذهب مثلا محمد فاضل فى جولة تفقدية يومية للاستديوهات أثناء تنفيذ مسلسلات رمضان، ليتأكد من التزام الجميع، ويرسل بعدها تقارير للرقابة على المصنفات الفنية لاتخاذ اللازم ضد المخالفين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل