المحتوى الرئيسى

صدقونى: القطن المصرى ينقذ الاقتصاد المصرى | المصري اليوم

01/06 06:01

لم تكن خطة اقتصادى مصر العظيم - محمد طلعت حرب - بالاعتماد على القطن لإنقاذ الاقتصاد القومى، بلهاء!! بل هى أساس حقيقى ودائم للتنمية!! ولكن كيف؟!

القطن، نوارة أرض مصر تخرج منه عشرات الصناعات.. فهى «المخزن الحقيقى للتنوع الاقتصادى» ليس فقط فى زهرته الزاهية شديدة البياض، بل فى كل توابعها.

من الزهرة نستخرج الغزل، ثم الحليج قبله.. والنسج.. والتجهيز والصباغة، وكلها صناعة توفر العديد من فرص العمل.. بداية من موسم جمع القطن، حتى إننا كنا نؤجل الدراسة لنعطى فرصة للتلاميذ للعمل فى جمعه.. ولذلك جعلنا له عيداً.. هو عيد القطن، وكان يعمل بهذه الزهرة - فى كل مراحلها - حوالى ثلث القوى العاملة المصرية.. تخيلوا؟! ولم نكن نتوقف فقط عند تصديره بالات من القطن الخام بل عمدنا إلى تصنيعه.. ولتبدأ هذه المهام بنقل القطن، إلى المحالج، ثم إلى المغازل.. إلى أنوال النسيج.. وأنشأنا لذلك - على يد طلعت حرب وبأفكاره - شركات للنقل النهرى، ثم عشرات المحالج، ومئات المصانع للغزل.. النسيج والصباغة والتجهيز، بل - وأيضاً - شركات للتسويق «شركة بيع المصنوعات المصرية» وشركات للتأمين، والنقل النهرى والسكك الحديدية.. إلى شركة مصر للطيران، بل وشركات للدعاية والإعلان.

ولا ينتهى دور القطن.. إذ كانت بذرة القطن هى أكبر منتج لنا لزيت الطعام الذى أطلقنا عليه «الزيت الفرنساوى». ومنذ انهارت المحالج.. والمعاصر التى كانت تصنعه، أو تستخلصه من البذرة، نواجه وحتى الآن كارثة نقص زيت الطعام، الذى نستورد 90٪ مما نستخدمه منه.. ولذلك أغلقنا عشرات المعاصر.. ونستورد الآن أسوأ أنواع زيوت الطعام فى العالم.

بل إن ناتج هذه البذرة بعد استخلاص الزيت منها، كنا نستخدمه أفضل علف للحيوانات، وكنا نطلق عليه اسم «الكسب»، وبسبب نقص البذور، ومن ثم الكسب لجأنا إلى استيراد العلف.. حتى لمزارع الأسماك والدواجن.. فضلاً عن البقر والأغنام!! وهكذا إذا كان محمد على باشا هو الذى حول شجرة القطن من شجرة للزينة إلى أشجار منتجة لكل ذلك فإن طلعت حرب طور كل ذلك وحوله إلى «منجم» يعمل فيه ثلث عمال مصر.. بل تحولت مصانعه إلى قلاع صناعية فى المحلة الكبرى وكفر الدوار وكفر الزيات وطنطا وعشرات المدن المصرية.. وما عرفنا «ذل» الاستيراد.. إلا بعد أن أهملنا زراعة هذا القطن.. الذى عرفناه باسم: الذهب الأبيض.. وقد كان فعلاً كنزاً من ذهب.

■ ومنذ أيام أعلن الدكتور عبدالمنعم البنا، وزير الزراعة، وهو أصلاً من رجال البحوث، عن زيادة المساحة التى ستزرع قطناً فى الموسم الجديد لتصل إلى 350 ألف فدان، عرفت أن مصر «عازمة» على استعادة عرش هذا الذهب الأبيض، وليس فقط زراعته.. بل وتطوير المحالج والمغازل، بالتنسيق مع وزارتى الصناعة وقطاع الأعمال، التى تمتلك ما تبقى من شركات قامت على هذا القطن.

■ وهذا الكلام يثلج الصدور.. وليس مجرد زراعة القطن.. ولكنها ضمن استراتيجية للنهوض بهذا المحصول واستعادة عرشه وسمعته العالمية.. وما يهمنى هنا هو حجم العمالة التى يمكن أن تجد فرصتها فى كل مراحل الاهتمام بالقطن.. ولا تسألوا فقط عن عائد الفلاح من زراعة هذا القطن.. ولكن اسألوا عما يعود إلى الوطن من كل مراحل استخدامات هذا القطن.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل