المحتوى الرئيسى

«ديك يؤذن وعفريت يجاور نخلة».. حكاية آخر آثار بني إسرائيل في مصر (صور)

01/05 16:27

«غضب إلهي».. هكذا كانت بداية النهاية لأثر بني إسرائيل في مصر، وبالتحديد في قرية «الأعصر» بمدينة بلبيس في الشرقية، والمعروفة حاليا بـ«تل اليهودية»، بعدما عصوا الله فعاقبهم برياح عاتية أفنتهم وكونت جبلا ترابيا فوقهم يمتد لمساحة 40 فدانا.

يقول محمد الرفاعي، أحد أهالي القرية، إن التل يحمل العديد من التوايخ التي يعود بعضها لعصر «يهوذا» شقيق نبي الله يوسف (عليه السلام)، وعصر دخول الإسلام مصر، بالإضافة إلى فترة الثورة الفرنسية.

ويضيف الرفاعي، أن الجميع يعلم أهمية التل بالنسبة للإسرائيليين، الذين يعتقدون أن التل أثرهم الباقي في مصر، فضلا عن أنه آخر آثار قوم «يهوذا» شقيق سيدنا يوسف (عليه السلام)، والذي كان يعيش بالقرب من التل.

ويوضح أن وفودا من فرنسا كانت تأتي بصورة منتظمة لزيارة التل، وكانوا يدعون دائما أنهم أحفاد «نابليون بونابرت»، وأنه تمركز هنا لمدة 20 شهرا قبل دخول مصر أواخر القرن الـ18.

فيما ذكر محمد حافظ، عامل بالقطاع الخاص، أن البحث عن الآثار هاجس يراود أغلب أهل القرية، وهناك مجموعة من الناس يحاولون من وقت لآخر التنقيب عن آثار أسفل التل، وبالتحديد في المنطقة التي يتم إلقاء الحيوانات النافقة.

وتابع حافظ أن 13 خفيرا من المفترض أنهم يحرسون المنطقة، إلا أنهم لا يأتون على الإطلاق إذ يحضر أحدهم لمدة ساعة كل أسبوعين من أجل التوقيع بأسمائهم في دفتر الحضور والانصراف المتروك في منزل أحد الأهالي.

وطالب حافظ، المسئولين ومجلس المدينة بالتدخل لإنقاذ المنطقة الأثرية، مؤكدا أن مساحة التل تقلصت كثيرا وتأثرت بالبناء المخالف في أغلب المناطق القريبة من التل، فضلا عن انتشار القمامة وبقايا تعاطي المخدرات، وانتشار أعمال بيع وشراء وتعاطي المواد المخدرة.

وعن غرائب التل، يقول حافظ إنه توجد نخلة مقطوعة في أقصى التل: «النخلة دي حكايتها حكاية، ومن بعد الساعة 12 بالليل اللي يعدي جنبها بيشوف عفريت لواحد مقتول، وكل الناس تعرف كدا، لكن قرب آذان الفجر بنلاقي ديك يطلع على النخلة ويصيح وكأنه بيصحي الناس أو بينادي على حاجة معينة».

من جانبه، يقول محمد الجندي، مدرس، إن المنطقة مليئة بالآثار التي لم يم اكتشافها بعد، موضحا أن أعمال التنقيب كانت ولا تزال تتم بعيدا عن أعين المسئولين.

وأضاف الجندي أن الحكايات التي يعرفونها من خلال روايات أجدادهم تؤكد على أن التل يتبع منطقة أرض «جاشان»، وهي الأرض التي عاش ومات فيها سيدنا يعقوب والأسباط، لافتا إلى أن هوس الناس بالآثار جعل البعض يذهب إلى المنطقة في ساعات متأخرة من الليل؛ بحثا عن آثار مدفونة برمال التل.

وناشد الجندي، أجهزة الدولة ووزارة الآثار، بالتدخل والتنقيب في رمال التل بمعرفة الجهات المسئولة، ومن ثم تحويل المكان إلى مزار سياحي أو متحف بدلا من أعمال السرقة الجائرة التي تتم في الخفاء.

من جانبه، قال الطيب عطا الله، مدير عام هيئة الآثار بالشرقية، إن منطقة «تل اليهودية» واحدة من أقدم المناطق الأثرية التابعة للهيئة بمركز ومدينة بلبيس، وهي منطقة معروفة بأثريتها، رافضا الخوض في وجود آثار من عدمه أسفل رمال التل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل