المحتوى الرئيسى

10 أشياء لا يفعلها إلا محمد صلاح - E3lam.Org

01/04 22:08

المكان : مطار القاهرة الدولى

يستعد اللاعب الشاب, والذى لم يكمل عامه العشرين بعد, للسفر إلى سويسرا ليخوض تجربة معايشة لمدة أسبوع مع نادى بازل السويسرى تمهيدًا للتعاقد معه بشكل رسمى, حال وُفق فى الاختبارات الفنية وتجاوز الكشف الطبى. فقد توقف النشاط الكروى فى مصر عقب مذبحة بورسعيد, والتى أدخلت الكرة المصرية فى نفق مظلم لم تخرج منه بالكامل حتى اليوم. كان الموسم السابق على المذبحة قد شهد لحظة الميلاد الكروى لمحمد صلاح وظهوره لأول مرة مع الفريق الأول لنادى المقاولون العرب, بعد أن شارك كبديل فى مباراة أمام المنصورة.

نرشح لك.. محمد صلاح يحصد جائزة الأسد الذهبي

أثناء جلوسه بالمطار منتظرًا للطائرة التى ستذهب به إلى سويسرا, يمر شريط حياته أمام عينيه فى ومضات سريعة.. يتذكر كل شىء.. منذ أول ركلة للكرة, وحتى هذه اللحظة التى يقف فيها على أعتاب مرحلة جديدة فى حياته, مرحلة مليئة بالآمال والمخاوف والطموحات والتحديات.

تحديات من نوع جديد لم يجربها من قبل, فهو يهرب من بلد بأكمله يواجه مصيرًا كرويًا مجهولاً, ليواجه بمفرده مصيرًا مجهولاً آخر لا يعلم عنه شيئا, مصيرًا أشد قسوة فهو محمل برائحة الغربة. يفكر هل سيتحمل الغربة؟ هل سينجح ويواصل مسيرته الاحترافية أم سيعود أدراجه سريعًا مثل غيره من اللاعبين المصريين ؟ يعاهد نفسه على ألا يعود أبدًا مهما واجه من صعوبات. يقسم على أن يتمسك بالفرصة وأن يجتهد حتى يحقق ما لم يسبقه إليه أحد, فى هذه اللحظة يتوقف تداعى أفكاره بعد النداء على رحلته, يسير وسط جموع من المسافرين والعائدين, لا يتعرف عليه أحد, ربما واحد أو اثنان, فهو ما زال لاعبًا شابًا, ويلعب فى نادٍ غير جماهيرى. يقسم على أن يجعلهم جميعًا يعرفونه فى يوم ما, ثم ينسى الأمر تمامًا, ويذهب مسرعًا ليلحق بالطائرة.

تهبط الطائرة الخاصة بنادى ليفربول الانجليزى على أرض مطار العاصمة الغانية. الطائرة التى لا تحمل بداخلها سوى راكبين اثنين فقط, وهما النجم العالمى محمد صلاح, وزميله بليفربول النجم السنغالى ساديو ماني فى طريقهما لحضور حفل توزيع جوائز “الكاف” الاتحاد الأفريقى لكرة القدم. الكرة الذهبية التى ربما وأنت تقرأ هذا المقال الآن يكون قد فاز بها محمد صلاح, وأصبح اللاعب الأفضل فى أفريقيا لعام 2017. أثناء سيره بمطار أكرا يخطف صلاح الأنظار, يتعرف عليه الجميع كواحد من أشهر لاعبى العالم, يحيط به المعجبون لالتقاط صور تذكارية معه, يبتسم صلاح ويتذكر رحلته الأولى إلى سويسرا عندما أقسم أن يجعل الجميع يعرفونه. يشكر الله على كل ما تحقق, ويُذكر نفسه بأن هذه ليست نهاية الرحلة, بل مجرد بداية جديدة لمشوار ملىء بطموحات بلا حدود, وأحلام لا تنتهى.

ما بين المشهدين توجد رحلة كفاح عظيمة, خاضها اللاعب الشاب حتى تحول لذلك النجم العالمى الكبير. رحلة تستحق أن نتوقف أمامها كثيرًا, ونحاول التعلم منها, فمحمد صلاح لم يأتِ من فراغ, ولم يصل لكل هذا بضربة حظ, أو عن طريق الصدفة, بل عن طريق الاجتهاد والصبر والمثابرة والتفانى. التمسك بأنصاف الفرص, والتعلم من الأخطاء, والرغبة فى إثبات الذات, والسعى الدائم للتطور. كلها أشياء من السهل جدًا أن نتحدث جميعًا عنها, بينما قليلون هم من ينفذونها على أرض الواقع. أخذ صلاح بأسباب النجاح أكثر من أى لاعب آخر, فحقق ما لم يسبقه إليه أى لاعب مصرى آخر. وأصبح بإمكاننا الآن أن نتحدث بكل ثقة – ودون أن يتهمنا أحد بالمبالغة – عن 10 أشياء لا يفعلها إلا محمد صلاح.

فى زمن الضجيج يصبح العمل فى صمت فضيلة كبرى. لو نظرت حولك سترى الكثير من الوجوه التى تحيط نفسها طوال الوقت بأكبر قدر من الضجيج. مدمنى الشهرة, هواة إثارة الجدل, محترفى الادعاء, والترويج لبطولات زائفة, وإنجازات وهمية. أنصاف موهوبين, محدودى النجاح, ولكنهم أبطال العالم فى الكلام. وهى كلها أعراض لمرض العصر, مرض حب الظهور, والرغبة فى التميز. هؤلاء وجودهم فى الحياة فى منتهى الأهمية لأن بفضلهم فقط سنعرف قيمة العمل فى صمت, وسندرك أن الموهوب الحقيقى لا تهمه الشهرة, قدر ما يعنيه النجاح. محمد صلاح أحد أكبر هؤلاء الزاهدين فى الأضواء, رغم أن مجال مثل كرة القدم يعتبر أقصر طريق للشهرة السريعة. أثناء تحضيرى لهذا المقال بحثت عن لقاءات تلفزيونية لمحمد صلاح فلم أجد إلا لقاءين فقط, فطوال ما يقارب الـ 6 أعوام من الاحتراف والتألق فى الملاعب الأوروبية, لم يظهر محمد صلاح كضيف فى البرامج المصرية سوى مرتان, الأولى عام 2013 قبل انضمامه لتشيلسي, ظهر مع شريف عامر فى برنامج “يحدث فى مصر” فى لقاء لم يتجاوز الـ 30 دقيقة, ولم يذهب صلاح للاستديو بل تم إجراء اللقاء فى مطار القاهرة قبل عودة صلاح لسويسرا عقب إجازة قصيرة. والثانية فى يناير الماضى مع لميس الحديدى والتى استضافته تحت سفح الأهرامات فى لقاء أطول قليلاً من سابقه. حاول أن تقارن هذا الظهور المحدود بأى لاعب آخر لم يحقق ربع ما حققه صلاح, وربما ظهر فى الإعلام عشرات المرات طوال هذه الأعوام الستة, ليحدثنا عن إنجازاته العظيمة, قارن بينهم حتى تدرك الفارق, وتعرف لماذا أصبح صلاح على ما هو عليه الآن. فصلاح لا يخرج كثيرًا ليتكلم, فهو رجل أفعال, لا يثير الضجيج سوى بتألقه وأهدافه, لا بالتصريحات والظهور الإعلامى, فصلاح تجسيد حى للنصف الأول من الحكمة الشعبية البليغة “اللى بيعمل ما بيقولش” بينما مجسدى نصف الحكمة الآخر “اللى بيقول وما بيعملش” فهم حولنا فى كل مكان, أكتر من الهم على القلب.

قال البعض “عنده مشكلة في الفِنش وبيضيع اجوان كتير” وقيل أيضًا: “ده مجرد لاعب سريع لا يتمتع بأى مهارة سوى الجرى”، وهو كلام به الكثير من المبالغة, فأرقام صلاح تؤكد أنه يمتلك معدل تهديف جيد برغم أنه لاعب جناح, وليس مهاجمًا صريحًا, بينما أى مشاهد منصف لأداء صلاح سيرى من الإجحاف أن يتم وصفه بأنه مجرد لاعب سريع, فهو تقريبًا لاعب شبه متكامل, يمتلك عديد من المهارات, ولا يعيبه فى شىء أن تكون السرعة هى أهم ما يميزه. الجميل أن صلاح لم يهتم ولو مرة بأن يخرج ليرد على هذه الانتقادات المتكررة, بل كان كل اهتمامه منصبًا على أن يطور من نفسه باستمرار, فجاء رده صاعقًا بتألقه الجنونى مع ليفربول فى الشهرين الآخيرين حتى تصدر هدافى الدورى الانجليزى لأكثر من 6 جولات, قبل أن يتجاوزه عملاق توتنهام وآلة تسجيل الأهداف الانجليزية هارى كين, وما زال صلاح يواصل مطاردة كين, ويبقى الأمل قائمًا فى أن ينهى الموسم هدافًا لـ”البريميرليج” بينما أصحاب الانتقادات فتبخرت انتقاداتهم في لحظة, وتحولوا فجأة إلى “ألتراس محمد صلاح” وسبحان مغير الأحوال.

3- لا أهلى ولا زمالك

في مصر إذا كنت لاعبًا كرة قدم, ولم تلعب فى الأهلى أو الزمالك, فأى سعى للشهرة أو النجومية فى هذه الحالة يعتبر تحديًا لقوانين الطبيعة. كثير من عباقرة الكرة مروا على ملاعبنا مرور الكرام, تعرضوا للظلم ولم ينالوا ما يستحقون من شهرة ومجد فقط لأنهم لم يرتدوا التيشرت الأبيض أو الأحمر. ربما اختلف الوضع قليلاً فى السنوات الأخيرة بعد أن أصبحت مباريات كل الفرق تذاع على الهواء مباشرة, ولكن ما زال الزخم والتوهج والجماهيرية, مميزات حصرية للأبيض والأحمر, فالنصيب الأكبر من الاهتمام دائمًا ما ينصب على لاعبى القطبين الكبيرين.

هذه النقطة السلبية تحولت إلى ميزة كبرى لدى محمد صلاح, فعدم لعبه للأهلى أو الزمالك هو ما يجعل الجميع يلتف حوله دون أى حسابات أو حساسيات. لا توجد أدنى مبالغة فى كلامى. أنا أعرف جيدًا ما أقوله. والله لو كان صلاح أعظم لاعب فى العالم ولكنه محسوب على المعسكر الأحمر لتعامل معه الزملكاوية بفتور وعدم اهتمام وتعمدوا التقليل من شأنه, ولو كان أفضل من ميسى وكريستيانو. ولو كان محسوبًا على المعسكر الأبيض لتعامل معه الأهلاوية وكأنه عدوهم الأعظم الذى يجب عليهم محاربته. ربما لا يعجب البعض هذا الكلام ولكنها الحقيقة التى يحب أن ينكرها البعض. والحمد لله أن صلاح لم يلعب للزمالك أو الأهلى فارتاح “وريحنا معاه”.

كان عمرو زكى مهاجمًا عظيمًا, لعب مُعارًا فى ويجان الإنجليزى فتألق وأحرز 10 أهداف, ثم أصابته لوثة, وحالة من الانتشاء والاكتفاء, فظل يتخبط لفترة حتى انطفأ وانتهى تمامًا كلاعب كرة. مشكلة عمرو زكى أن طموحه انتهى عند حدود الـ 10 أهداف فلم يسجل سواهم. وهو مجرد مثال فالمساحة لن تكفى لسرد كل التجارب السيئة لمحترفينا فى الملاعب الأوروبية. أما محمد صلاح فيقدم نموذجًا جديدًا ومختلفًا تمامًا, فلم نعد نخشَ عليه من آفة اللاعب المصرى فى الدلع والتراخى بل أصبحنا نخشى على التراخى من محمد صلاح, فما يفعله أثبت به أنه لاعب ذو عقلية احترافية من الطراز الأول, لا يشبع من النجاح, أو يكتفى بتألق عابر, فهو صاحب طموح متجدد, كلما وصل لمكانة ما, تطلع لما هو أبعد منها, وهذا لم يحدث اعتباطًا, فعندما سألته لميس الحديدى عن أقصى طموح له, لم يعطِ إجابة محددة, أو يقول مثلاً أن ألعب للفريق الفلانى بل قال “عايز أوصل لأفضل حاجة ممكن اوصلها”، وهى إجابة توضح كونه يدرك جيدًا أن المحترف الحقيقى يجب ألا يكون لطموحاته سقفًا معينًا.

حتى العام الماضى ظلت أكبر عقدتين فى تاريخ منتخب مصر هما عدم وصوله لكأس العالم منذ عام 1990 وفشله فى تحقيق أى فوز على منتخب المغرب منذ فوزه الأخير عام 1986. وإذا كان هذا الإنجاز يُحسب بطبيعة الحال لهيكتور كوبر قبل أى شخصٍ آخر, فأعتقد أن كوبر نفسه لن يخالفنا الرأى عندما نقول أن محمد صلاح هو البطل الأول لهذه الملحمة التى تحققت فى العام الماضى. الحلم الذى انتظرته جماهير الكرة فى مصر لسنوات طويلة, فصلاح هو من أحرز هدفى الفوز على الكونغو فى مباراة الحسم والصعود, وهو هداف المنتخب فى التصفيات, بل هو هداف التصفيات كلها فى قارة أفريقيا وحتى الأهداف التى لم يسجلها شارك فى صنعها, فلم يكن من فراغ أن تطلق الجماهير المصرية على المنتخب اسم “منتخب باصى لصلاح” فعندما تعانى من عقدة كروية مزمنة, ستحتاج إلى امتلاك لاعبٍ مثل محمد صلاح فهو بالفعل “حلَّال العُقد” والوحيد الذى تستطيع أن تراهن عليه وأنت مطمئن أنه لن يخذلك أبدًا.

بعد نهاية مباراة الكونغو, وانطلاق الاحتفالات الصاخبة بتأهل المنتخب للمونديال, كان محمد صلاح فى هذه اللحظة هو البطل الشعبى الأول, وأهم رجل في مصر بعد تسجيله لهدف التأهل فى الدقيقة الأخيرة.

الجماهير في الشوارع تهتف باسمه.. صورته تتصدر شاشات الفضائيات والصحف والمواقع.. واسمه يتحول إلى “ترند” على مواقع التواصل الاجتماعى في ليلة مجنونة لا تُنسى. ليخرج صلاح عقب هذه المباراة التاريخية, ووسط هذه الأجواء الاحتفالية, بينما كل العيون تترقب ظهوره, ليصرح بأن “بعد أن نجح فى تحقيق الحلم والإنجاز الجماعى, فهذه اللحظة المناسبة ليفكر فى إنجاز شخصى, ويعلن أن حلمه الآن أن يفوز بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في أفريقيا”، وهو تصريح يستحق أن نتوقف أمامه كثيرًا, فهذا لاعب كبير, نجمٌ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى, يمثل بمفرده أكثر من نصف قوة المنتخب, ويلعب في أحد أعرق أندية العالم, ورغم ذلك يرى أنه ليس من حقه أن يفكر فى مجد شخصى قبل تحقيق الإنجاز الجماعى. شاهدت صلاح وهو يقول هذا الكلام. ولم أشعر بذرة “تمثيل” أو ادعاء للتواضع, كان يتكلم بصدق واقتناع تام بما يقول. وقتها أدركت لماذا تأخر وصولنا لكأس العالم كل هذه السنوات, ببساطة لأنه لم يكن لدينا لاعب بكل هذا الإنكار للذات.

كانت تجربته فى تشيلسى صعبة للغاية. تقريبًا سنة من عمره ضاعت على دكة البدلاء في معقل “ستامفورد بريدج”. تعرض خلال هذه السنة لكثير من الضغوطات وحملات التشكيك حتى من داخل مصر, وهو ما أثر فى نفسيته كثيرًا, عن هذه الفترة يقول “زعلت لأنى حسيت ان فيه ناس مستكترة عليا تشوفنى في تشيلسى بعد ما كنت من سنة ونص بلعب في المقاولون العرب”.

بعد رحيله عن تشيلسي وتألقه في إيطاليا مع فيورنتينا وروما قبل الانضمام لليفربول, طوال هذه الفترة لم يُدلِ صلاح بأى تصريحات ساخنة أو تحمل هجومًا على ناديه السابق ومدربه مورينيو, وكان كل ما فعله أن انتقم بهدوء وعلى طريقته بعد أن لعب أمام “البلوز” واحدة من أجمل مبارياته هذا الموسم وعاد للتسجيل في شباكهم مثلما فعل أيام بازل. إجمالاً لا يعتبر صلاح تجربته مع تشيلسي فاشلة, بل يراها مهمة جدًا فيقول “أكتر فترة اتعلمت فيها في حياتى هي فترة تشيلسى.. أكتر وقت استفدت فيه وأكتر وقت كنت مضغوط فيه .. أنا بالنسبة لى الوقت الصعب هو أكتر وقت بتعلم فيه وعمرى ما فكرت أهرب من أى وقت صعب”.

حقق أحمد حسام ميدو فى وقته طفرة غير مسبوقة للاعبين المصريين في أوروبا. بدايته القوية مع أياكس الهولندى, ثم تألقه الكبير مع توتنهام الإنجليزى, ليمر بعد ذلك بفترة من التخبط وينتقل بين عدة أندية, وكانت بداية نهايته عندما فاجأنا بعودته للزمالك عام 2009, حاول بعد ذلك أن يعود لاستكمال مشواره الاحترافى مرة أخرى بحثًا عن تألق جديد, ولكنه أدرك بعد فترة قصيرة أن زمنه قد انتهى, فأعلن اعتزاله المبكر في نهاية حزينة لمشوار بدأ أسطوريًا وانتهى مأساويًا. ظللنا بعدها لفترة نحلم برؤية لاعب مصرى يصل لما وصل إليه ميدو, فجاء صلاح ليصل لما هو أبعد بكثير, فلم نرَ لاعبًا مصريًا من قبل يتصدر هدافى الدورى الإنجليزى لأكثر من 6 جولات ويسجل مع فريقه 21 هدفًا فى مختلف البطولات فى النصف الأول من الموسم فقط, ويفوز بجائزة لاعب الشهر بإنجلترا فى نوفمبر الماضى, ويتم اختياره كأفضل لاعب فى كل الأندية التى لعب لها, ويقترب الآن من حصد الكرة الذهبية التى لم يفز بها أى لاعب مصرى على مر التاريخ باستثناء محمود الخطيب. لُقِب ميدو بالعالمى وكان لقبًا مستحقًا في وقته بلا شك, أما صلاح فتجاوز مثل هذه الألقاب, وأصبح من لاعبى “الصفوة” في العالم, وهو ما زال صغيرًا وأمامه الفرصة فى السنوات القادمة ليسطر تاريخًا غير مسبوق, وربما نراه قريبًا فى ريال مدريد, وربما يصبح الأفضل في العالم يومًا ما, ولما لا ؟ فصلاح قد أثبت مرارًا أن طموحه بلا حدود, وأنه لا يعرف شيئًا اسمه المستحيل.

نرشح لك.. نجما الكرة الإنجليزية والفرنسية يتحدثان عن محمد صلاح

لو كان صلاح لاعبًا مشاكسًا أو مغرورًا أو مثيرًا للمشاكل, لالتمسنا له ألف عذر, فرصيده لدينا يسمح بتقبل أى هفوات, وإذا كنا نلتمس الأعذار ونصبر على أشباه لاعبين لم يحققوا شيئًا, فما بالك بمعشوق الجماهير الأول. أقول هذا الكلام حتى أوضح أن صلاح وصل لدرجة من النجومية لا يحتاج معها إلى أن يرسم لنفسه صورة أخلاقية جميلة, أو يتصرف بمثالية من أجل “الشو الإعلامى” فالإعلام لا يلاحق على تغطية إنجازاته الكروية التى لم تترك أى مساحة للتحدث عن أى أمور أخرى. والجماهير في النهاية لديها من الوعى ما يكفى لتعرف كيف تفرق جيدًا بين من يتصنع ويتلون ومن يتصرف على طبيعته وبشخصيته الحقيقية. وأجمل ما فى محمد صلاح أنه إنسان بسيط جدًا, يعتز بأصله, ويفتخر بأهله وناسه فى بسيون, أبناء بلدته الذين يكفى أن تشاهدهم وهم يتحدثون عن صلاح بحب وفخر وامتنان, لنتأكد أن ما نراه من تصرفات راقية وجميلة هى انعكاس لشخصية محمد صلاح الحقيقية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل