المحتوى الرئيسى

التغيير في إيران صعب...لكنّه آتٍ

01/04 01:53

كتب الباحث كريم سادجادبور في مجلة "أتلانتيك" الأمريكية أن حركات الاحتجاج في الشرق الأوسط تواجه عقبات قمعية ضخمة ونادراً ما تصل إلى نهايات سعيدة. وحتى عندما "ينجح" المحتجون في إطاحة استبدادي، فإنهم قلما نجحوا في إنهاء الاستبداد.

وفي إيران، تشكل العقبات أمام النجاح تحدياً. فهي ذات حكم إستبدادي يركز على قمع المعارضة العلمانية. ويسعى هؤلاء المواطنين الديناميكيين- غير المسلحين وغير المنظمين والذين لا قيادة لهم، إلى كرامة اقتصادية وتعددية، في مواجهة حكم ديني جشع ومدجج بالسلاح ومنظم يعتنق الشهادة- لذا فإن فرص نجاحهم محدودة وفق  ما اورده موقع الامارات 24

المدى الجغرافي للاحتجاجات غير مسبوق

ومع ذلك، وخلافاً لهذه الخلفية المتشائمة، فإن الاحتجاجات المتزايدة ضد الحكومة- على رغم أنها أصغر نطاقاً من انتفاضة 2009- غير مسبوقة من حيث مداها الجغرافي وقوتها. وهي بدأت في 28 ديسمبر (كانون الأول) في مشهد المدينة المقدسة لدى الشيعة التي تعتبر معقلاً للنظام مع ترديد المحتجين هتافات مثل "اتركوا سوريا لوحدها، فكروا بنا". ثم اتسعت إلى قم المدينة الأكثر قدسية في إيران، حيث أعرب المحتجون عن حنين إلى الشاه رضا بهلوي، الإستبدادي الحديث في القرن العشرين الذي قمع بقسوة رجال الدين. واستمرت التظاهرات في عواصم المحافظات مع هتاف الآلاف في نجف آباد "لا نريد جمهورية إسلامية" وفي رشت "الموت للحرس الثوري" وفي خورم آباد "الموت للديكتاتور". ثم امتدت إلى طهران، حيث اعتقل المئات بحسب ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن مسؤولين إيرانيين.

وأشار سادجادبور إلى أن ما أشعل هذه الاحتجاجات لا يزال غير محسوم، إذ إن بعض الدلائل تشير إلى أن القوى المتشددة شجعتها لإحراج الرئيس حسن روحاني- لكن ما أجج التظاهرات كان المعاناة نفسها للقوى المناوئة للحكومة، من ارتفاع مستوى المعيشة والفساد المزمن والخداع وسوء الإدارة.

وفي إيران، يمكن أن تضيف إلى ذلك مزيجاً من القمع السياسي والاجتماعي. وبينما كانت هذه المعاناة تختمر منذ سنوات وفي الواقع منذ عقود، فإن من بين عشرات العوامل التي تميز احتجاجات اليوم عن تلك التي خرجت في 2009، هو الهواتف الذكية. ففي 2009-عندما احتج ما بين مليونين وثلاثة ملايين بصمت في طهران- فإن أقل من مليون إيراني كانوا يملكون هذا الجهاز وعدداً أقل خارج طهران. أما اليوم فإن 48 مليون إيراني يملكون هواتف ذكية مجهزة بتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي. ويعتقد أن تطبيق تلغرام يستخدمه 40 مليون إيراني، بمعزل عن القيود الحكومية، لكنه غير آمن في حال قررت طهران إقفال خطوط الإنترنت.

وإذ يعرف الإيرانيون كيف يعيش الآخرون، فإن بقية العالم لديه فكرة أقل عن التشويه الفعال الذي تمارسه طهران لتغطية الإعلام الغربي. فمنذ 2009 وحتى قبل، فإن الصحافيين المكلفين تغطية إيران- بمن فيهم فرناز ماسهي من "وول ستريت جورنال"، ونظلي فتحي من "نيويورك تايمز"، ومزيار بهاري من "نيوزويك"، وباريسا حافظي وباباك دغانبشيش من "رويترز"، والعشرات غيرهم قد تعرضوا للترهيب والطرد وبعضهم للسجن. والصحافيون القلائل الذين بقوا في إيران قلقون على سلامتهم الشخصية. وقد هرب الكثير من أفضل الكتاب والعلماء والفنانين الإيرانيين من البلاد.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل