المحتوى الرئيسى

انتفاضة إيران.. ثورة تسقط النظام أم احتجاجات يقمعها الحرس الثوري؟

01/03 17:53

يوم بعد الآخر تتصاعد احتجاجات عدد من الفصائل الإيرانية، في مواجهة النظام السياسي الحاكم، رغم الحظر الذي فرضته السلطات على مواقع التواصل الاجتماعي، تلك الاحتجاجات التي خلفت وراءها أكثر من 20 قتيلا حتى الآن.

فما مطالب منظمي تلك الاحتجاجات؟ وهل تنجح في تحقيق مطالبها؟ وما مدى تأثر النظام السياسي من تلك الاحتجاجات؟ وهل يتدخل الحرس الثوري الإيراني لقمع المتظاهرين؟ أم هل يحدث انقلابًا عسكريا لاحتواء غضب المحتجين؟

بدأت موجة الاحتجاجات الأخيرة في إيران من مدينة مشهد، ثاني أكبر مدن إيران من ناحية الكثافة السكانية، بعد العاصمة طهران، وتضم مرقد الإمام الرضا -شخصية تاريخية مهمة لدى الشيعة-.

الشعارات التي رددها المحتجون بدأت اقتصادية ضد الغلاء، وحالة التدهور الاقتصادي والفساد الحكومي والسياسات الاقتصادية الفاشلة -حسبما يرى المحتجون- للرئيس الإيراني حسن روحاني، لكن سرعان ما ارتفع سقف المطالب، وصولا للمطالبة برحيل روحاني.

وأكد النائب، حميد غارمابي، من مدينة نيسابور قرب "مشهد"، لوكالة فارس أن هناك أزمة كبيرة في مشهد سببتها المؤسسات المالية غير القانونية.

وأوضح غارمابي، وجود انتشار واسع لمؤسسات القروض المالية غير القانونية، في عهد الرئيس السابق، فأغلقت حكومة روحاني ثلاث مؤسسات قروض كبيرة، وهي ميزان، وفرشتيغان، وثمن الحجاج، وأمر البنك المركزي بتعويض ودائع المستثمرين، ولكن يعتقد أن العملية لا تتم بالسرعة الكافية.

وتعرضت مدينة مشهد، للضرر الأكبر، من إغلاق مؤسسة ميزان التي كانت تدير نحو مليون حساب بنكي، وأدى إغلاقها إلى العديد من المظاهرات في عام 2015، حسب وكالة الأنباء الإيرانية إيرنا، وتعرضت المدينة إلى ضربة موجعة أخرى بعد فشل مشروع ضخم عام 2015 لبناء مدينة جديدة قرب مشهد، وأدى هذا الفشل إلى خسارة 10 آلاف مستثمر لأموالهم.

هويدي: الاحتجاجات سببها مشكلات داخلية وصراع أجهزة

أكد فهمي هويدي، المفكر الإسلامي، أن الاحتجاجات الدائرة في إيران، لها أسباب متعددة، أولها خاص بالصراع بين أجنحة النظام المتنازعة، والثاني مرتبط بالغضب الجماهيري من السياسات المتبعة وغلاء الأسعار، والثالث بين إصلاحيين ومتشددين.

وقال هويدي إن عددا من الأنظمة العربية يحاول تسييس الاحتجاجات في إيران ويقرأونها بأنها محاولات ستسقط النظام، ولكني أراها مجرد خطوات تأخذ من رصيد النظام الإيراني وتعد بمثابة رسائل تحذيرية له، لخلق فجوات بين الشعب والنظام الحاكم، ولا أظن أنها قادرة على إسقاط النظام في الفترة الحالية.

وأضاف المفكر الإسلامي أن الحرس الثوري الإيراني لم يتدخل حتى الآن، والذي يعد بمثابة القوة الغاشمة لإيران وحارس النظام الأول، ولكن قد يتدخل إذا تفاقمت الأمور، فهو الآن في وضع التأهب.

3 سيناريوهات أمام الثورة الإيرانية

قال الدكتور محمد بناية مدرس اللغة الفارسية بجامعة الأزهر، والباحث فى الشأن الإيراني، إن الاعتراضات المناهضة للحكومة الإيرانية برئاسة حسن روحاني، انطلقت من مدينة «مشهد»، بالتزامن مع زيارة إسحاق جهانجيري نائب الرئيس إلى المدينة، اعتراضا على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية خلال الفترة الأخيرة، لا سيما بعد إعلان ميزانية العام 2018، وتخصيص جزء كبير للمؤسسات الدينية والعسكرية وتحديدا الحرس الثوري.

وأضاف بناية، أن الأصوليين المتشددين، والإصلاحيين تبادلوا الاتهامات بشأن تحريك الاعتراضات، وهناك أخبار عن تورط إبراهيم رئيسي وصهره آية الله علم الهدى في التحريض على التظاهر.

وأشار الباحث فى الشأن الإيراني، إلى أن المتابع للشأن الإيراني، يدرك تمامًا أن الأوضاع الداخلية، كانت مرشحة لاندلاع انتفاضة، وذلك بسبب ما شهدته إيران خلال الأشهر القليلة الماضية من مظاهرات فئوية شملت نقابات المعلمين والسائقين والعمال للحصول على رواتبهم الشهرية المتأخرة واعتراضات المودعين في المؤسسات المالية المحسوبة على الحكومة على إفلاس هذه المؤسسات وعجزها عن رد أموال المودعين، وخفض الدعم وتعامل الحكومة السلبي مع المتضررين من الزلازل، وانتشار الفقر والبطالة والفساد، فضلا عن الانشقاق السياسي داخل التيار الإصلاحي بشأن الاستمرار في دعم روحاني، أضف إلى ذلك الإعلان قبيل أيام من اندلاع الاعتراضات عن تسيير دوريات أمنية للحرس الثوري في شوارع العاصمة.

وتابع بناية: «سرعان ما ارتفع سقف المطالبات وتغيرت الشعارات وتجاوزت البعد الاقتصادي إلى السياسي والمطالبة برحيل النظام بأكمله وعودة النظام الملكي، وهي المطالبات التي حشدت كل رجال النظام على اختلاف توجهاتهم ضد الاعتراضات».

وردا على سؤال يخص مصير الاعتراضات، والنتائج التي قد تحققها، وهل يسقط النظام الإيراني؟، قال الدكتور محمد بناية مدرس اللغة الفارسية بجامعة الأزهر، إنه من الصعب الإجابة عنه في الوقت الراهن، نظرا لانعدام المعلومات المؤكدة.

ولكنه أشار إلى أن كل السيناريوهات غير مستبعدة، لعل أولها خيار الاحتواء، "ربما يصل النظام السياسي إلى اتفاق مع المتظاهرين، ومن ثم الشروع في قمعهم والقضاء عليهم بعد السيطرة على الأوضاع احتمال وراد أيضا، وقد تواترت على وسائل التواصل الاجتماعي الرسائل التي تحذر المتظاهرين من ترك الميادين" على حد قوله.

والخيار الثاني من وجهة نظر الدكتور بناية تتمثل في "العنف"، مضيفا: "قد يلجأ النظام إلى استخدام العنف وهو على شقين، الأول الذي يقضي بحشد من يمكن وصفهم بالمواطنين الشرفاء واستخدامهم ضد المتظاهرين على غرار ما حدث من مهاجمة السفارة السعودية بطهران، خاصة مع دعوة النظام إلى الحشد لإعلان الدعم للنظام ضد الثورة، والثاني: استعمال آلة القمع الوحشية من قتل واعتقالات كما حدث في مظاهرات 2009 اعتراضا على نتائج الانتخابات الرئاسية، لا سيما بعد دس عناصر موالية للنظام بين المتظاهرين تعمل على نشر الفوضى، واتهام المتظاهرين بالتخريب والعمالة.

واختتم الدكتور محمد بناية مدرس اللغة الفارسية بجامعة الأزهر، وجود خيار ثالث، مرتبط بانقلاب عسكري، حيث ثمة تقارير غير مؤكدة، تشير إلى انتشار الغضب بين صفوف العسكريين بالقوات المسلحة الإيرانية اعتراضا على التمييز بينهم وبين نظرائهم بالحرس الثوري، مما أدى إلى إلغاء المناورات المشتركة بين وحدة «الصابرون الخاصة»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، و«اللواء 65» بالقوات المسلحة الإيرانية، إلا أن الهيكل العسكري في إيران يجعل احتمالات انقلاب فرد قوي أو ديكتاتور عسكري بشكل فردي مستحيل، لذلك فإن احتمال الحراك بين مجموعة من العسكريين قائم.

6 أزمات تواجه الشعب الإيراني

أشارت تقارير دولية، إلى أزمات ست، تسببت في غضب واشتعال الاعتراضات الإيرانية، أهمها الغلاء، حيث تضاعفت أسعار السلع الأساسية، والبطالة التي بلغت 12.4% خلال العام المالي الحالي، بحسب المركز الإحصائي الإيراني.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل