المحتوى الرئيسى

«مبوما».. الأسد الذي لعب «بجوار ابن القذافي» وواجه العنصرية بأهدافه

01/03 16:21

«أشعر بالرضا التام.. وما يجعلني أشعر بهذا الرضا أنني أدخلت البهجة إلى قلوب كثيرين خلال مسيرتي الرياضية الطويلة.. أعلم أنه كان يمكنني أن أقدم ما هو أفضل مما قدمت وأن أحقق أكثر مما حققت فلم يختاروني أفضل لاعب في العالم ولم أفز بكأس العالم لكنني لم أتوقع قط أنه يمكن تحقيق مثل هذه الألقاب، على أي حال أنا فخور بما حققت».. بهذه الكلمات لخص باتريك مبوما نجم الكاميرون السابق، ماضيه وحاضره ومستقبله.

هنري باتريك مبوما ديم، من مواليد 15 نوفمبر 1970 في مدينة دوالا بالكاميرون، هاجرت عائلته إلى فرنسا وهو لا يزال يبلغ من العمر عامين، وهو ما منحه بداية مميزة لمشواره مع كرة القدم، حيث بدأ مشواره الكروي من خلال باريس سان جيرمان، الذي لعب في فرق ناشئيه، قبل أن يبدأ المشاركة مع الفريق الرديف في 1990، في 36 مباراة سجل خلالها 29 هدفًا، ليقرر نادي العاصمة عام 1992 منحه فرصة أكبر بإعارته لشاتورو من أجل اكتساب مزيد من الخبرة.

عن تجربته في باريس تحدث مبوما في أحد حواراته الصحفية قائلًا: «كان حلمًا أن ألعب لفريق باريس سان جيرمان.. وعندما وقعت في كشوفه لم أصدق ما يحدث، لكن على أي حال لقد أعطيت الكثير لهذا النادي العريق وهو أعطاني الكثير أيضًا إذ صقل موهبتي ومنحني الفرصة في أن أصبح لاعبًا شهيرًا».

لعب «مبوما» مع شاتورو موسمين، كان الأول في دوري الدرجة الثانية قبل الهبوط للدرجة الثالثة، ولكنه لم يتوقف عن التسجيل، فسجل معهم 22 هدفًا في 48 مباراة، ثم عاد مرة أخرى إلى سان جيرمان عام 1994، ولكنه لم يلعب كثيرًا. فشارك في 8 مباريات وسجل هدفا، وأنهى الموسم متوجا بكأس فرنسا.

وقرر سان جيرمان إعارته مرة أخرى، وهذه المرة إلى فريق ميتز الذي لعب معه 17 مباراة مسجًلا 4 أهداف، وتوج بكأس الدوري، ثم عاد ثانية إلى سان جيرمان، ولكنه لم يحظ بفرص كثيرة للعب، ليقرر ترك فرنسا في 1997 متجهًا إلى اليابان.

انضم مبوما إلى جامبا أوساكا الياباني الذي سجل معه 29 هدفًا في 34 مباراة، لينهي الموسم هدافًا للدوري وأفضل لاعب أيضًا، ولم يستمر في اليابان إلا موسم واحد فقط، ليخطف أنظار نادي كالياري الإيطالي الذي قرر ضمه في صيف 1998، وفي موسمين مع الفريق الذي كان صاعدا للدوري الممتاز، سجل 22 هدفًا، وكان هداف كأس إيطاليا في موسمه الثاني.

رغم نجاحات مبوما مع الفريق الإيطالي، فإنه تعرض لمواقف عدائية بسبب عنصرية جماهيره، وعانى في العديد من المباريات من العنصرية على يد جماهير كالياري، وكان هدفين سجلهما في مرمى ميلان في إحدى المباريات المصيرية مع بارما، كافية لإسكات تلك الأصوات المغرضة، حتى انتقاله إلى بارما عام 2000، ولعب معهم موسما ونصف مسجلا 5 أهداف».

عاش النجم الكاميروني تجربة جديدة في إنجلترا، في النصف الثاني من موسم 2001-2002 بإعارته لسندرلاند الإنجليزي ولعب 9 مباريات مسجلًا هدفًا، وكانت آخر محطاته في أوروبا، قبل الانتقال للعب مع فريق الاتحاد الليبي موسم 2002-2003.

اللاعب الكاميروني عانى خلال فترة تواجده في ليبيا بسبب المعاملة التي تلقاها في الفريق الذي يلعب له ويملكه أيضًا الساعدي القذافي، أحد أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي، آنذاك، حيث كان يتصرف فيه كيفما يشاء كأنه يتعامل مع ألعابه، يقذف بمن يريد، ويقرب من يريد، دون احترام لأحد، ويتعامل مع الجميع بعنجهية وتكبر، كما أنه كان يدخل المباريات والتدريبات وبحوزته أسلحة يدوية اعتاد على اصطحابها معه حتى إلى الملاعب الخضراء ويتركها جانبًا على مقاعد البدلاء وسط دهشة المراقبين.

ولم يكن يحتاج مبوما أكثر من ساعتين، ليكتشف صعوبة الحياة في المدينة، بعدما رأى صور القذافي تملا الشوارع والساحات العامة، ما سبب له مفاجأة وصدمة بسبب هيمنة القذافي على كل شيء في البلاد، كما أنه تمت معاملته وعائلته بشكل قاسٍ، حيث كان يتوجب عليه طلب تصريح رسمي في كل مرة يرغب فيها مغادرة البلاد، وكان ذلك أمرا صعبا، جعل من التحاقه بمنتخب بلاده في كل مرة يُطلب فيها أمرًا معقدًا.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل