المحتوى الرئيسى

حوار| توحيد مجدي: كتابي "أم كلثوم والموساد" أربك إسرائيل فحاولت منعه

12/18 10:10

في رحلة تمتد لستة فصول مع ملف من الصور والوثائق الحصرية والمستندات كشف كتاب "أم كلثوم والموساد.. أسرار عملية عيون البقر" وقائع تضمنتها ملفات استخباراتية بريطانية وأمريكية وإسرائيلية وفرنسية توثق عملية منهجية تحت كود "عيون البقر".

"الوطن" حاورت توحيد مجدي، مؤلف الكتاب الذي شارك في مراجعة مسلسل "رأفت الهجان" مع الكاتب صالح مرسي وكان مراجع اللغة العبرية بفيلم "الطريق إلى إيلات" وشارك في التمثيل أيضا كضابط إسرائيلي، ومسلسل السقوط في بئر سبع، إضافة إلى تأليفه 28 كتابا.

الكاتب كشف في حواره السر وراء مهاجمة كتابه عن أم كلثوم من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية وتشويه المعلومات التي وردت في الكتاب، في العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية مثل صحيفة "يديعوت أحرونوت" وإضاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي.

- ما سبب الهجوم على كتابك "أم كلثوم والموساد"؟

منذ بداية التسعينيات كانت حركة الترجمات من اللغة العبرية نشيطة للغاية، وفي هذه الفترة شهدت صراعا فكريا حتى عام 1998، وإسرائيل تمتلك جيلا من الشباب الصحفيين الآن والجيل القديم اتجه للتحليلات، والذي كان يتسم بالدقة، أما الآن فأصبح لديهم صحفيون يقومون بالتعليق دون القراءة، وما حدث في مهاجمة كتابي من قبل أحد الصحفيين في إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يقرأ حتى الكتاب على الإطلاق وهاجمه، إضافة إلى جاد شمرون، التي أجرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية حوارا معه، قال فيه إن "العرب يحبون المؤامرات جدا، في كل جريمة وكل تجنيد، لا بد من دافع، فما الدافع وراء تجنيد أم كلثوم؟ لم يكن لديها تأثير سياسي، صحيح كانت مطربة محبوبة لدى جمال عبد الناصر، وتحدثت عن الأمة العربية في عهده كل الوقت، إلا أنه كان يحب أناشيدها فقط، هذه القصة لا أساس لها من الصحة"، وهذا يؤكد أن هذا الجيل من الصحفيين الإسرائيليين ضعيف جدا، وفوجئت بالمستوى الذي وصلوا إليه حينما رأيت ردود الأفعال الإسرائيلية، وملف أم كلثوم أغلق في الموساد عام 1997، والملفات التي تغلق في أي جهاز استخباري في العالم، يتم تشميعه ويوضع عليه ختم "حظر النشر" ويوضع في الأرشيف، وشمرون كان ضابطا خدميا التحق بالجيش في أواخر السبعينيات وأم كلثوم توفيت عام 1975، فكيف علم هذا؟، وفي خلال الفترة السابقة لالتحاقه بالخدمة جميع الأطقم داخل الأجهزة الإسرائيلية تم تغييرها لنتيجة لهزيمتهم في حرب السادس من أكتوبر، مثلما حدث في مصر عقب 1967، حينما خرج كل الضباط حتى وإن كانوا أكفاء من الأجهزة وسلموا الملفات، وأذكر أن اللواء الراحل سامح سيف اليزل في عملية رفعت الجمال كان دوره مقتصرا على توصيل خطاب لزوجة الجمال.

- ما هو الأسلوب الذي اتبعته في كتابة "أم كلثوم والموساد"؟

أنا تعلمت في المدرسة الثقافية ووجدت مدارس مختلفة مثل المدرسة الإسرائيلية الأمريكية والبريطانية، وأي صفحة في الكتاب يجب أن تحتوي على أسماء وتواريخ وعملت بشكل بحثي محترم ولم أقم بتأليف كتاب مليء بالهوامش، وأنا لا أحترم نفسي إذا ترك القارئ الكتاب وذهب للبحث عن معلومة غير واضحة فيه وأنا لا أقصد هنا البحث للتحقق فهو حق مشروع لكل قارئ.

 - ما ردك على الاتهامات بأن "أم كلثوم والموساد" رواية وليست كتابا؟

أنا لم أكتب رواية ولكنه كتاب واقعي للتاريخ واستغرقت في كتابته ثلاث سنوات، وهذا ما تعلمته من الأستاذ صالح مرسي.

 - ما هي عملية "عيون البقر"؟

بسبب الأعمال الوطنية للسيدة أم كلثوم للمجهود الحربي وضعها في شريحة الشخصيات التي تريد خدمة الوطن بالإضافة إلى حبها لمصر وترى في الرئيس جمال عبدالناصر أنه حامي مصر وقائدها وكيف تعارضه الدول وتقف أمامه وهي كانت تحاول أن تقوم بما عليها وإذا اطلع كل مصري على ما فعلته أم كلثوم سيستنتج هذا، وهذا ما كانوا يقومون به في حقبة الستينيات، وهذا ما وضعها بدون أن تشعر أن خدمتها ساعدت الجيش المصري وسلحته وأصبحت هدفا للموساد الإسرائيلي، حيث كانت هناك عملية للتجسس على مصر في السفارة المصرية ببريطانيا فمن خلال المكاتبات، وأنا اعتمدت على وثائق ورقية وليست إلكترونية، لاسيما أن ما تسربه ويكيليكس من مستندات "سائلة" يعتبر "مصيبة" ومن ينقل عنها فهو لا يعرف تاريخها وساذج، وكانت بعض التحويلات تتم عبر لندن وبعض الحسابات كانت في لندن ووجدوا اسم أم كلثوم فكان لديهم عميل يهودي في أحد البنوك الفرنسية وكشفوا من خلاله الحساب والتحركات ووضعوا أم كلثوم على اللجنة إكس وهي قائمة الاغتيالات وهذه اللجنة تغتال من على يديه دم اليهود "من قتل اليهود"، مثلما حدث في عملية ميونيخ واغتيال الرنتيسي، لكن اللجنة رفضت رغم وجود أصوات داخل اللجنة رأت أنها تسلح الجيش المصري الذي يقاتل الجيش الإسرائيلي في شبه جزيرة سيناء، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية مارست ضغوطا على إسرائيل نظرا لشعبيتها في الوطن العربي.

 - ما أسباب ملاحقة الموساد الإسرائيلي لأم كلثوم؟

الموساد كان يريد معرفة من يدير ملف أم كلثوم في المخابرات العامة المصرية بعيدا عن التمويل، حيث إنها كانت تنقل الرسائل خارج مصر، وهناك الواقعة الشهيرة مع الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة في إطار حفلاتها كان الرئيس جمال عبدالناصر يعطيها رسائل للملوك والزعماء لأنه لم يكن يريد إرسال مبعوثين رسميين حتى لا ترصدهم الأجهزة الاستخباراتية الأخرى، ولهذا خصصت لها الدولة جواز سفر دبلوماسي.

 - هل توجد مستندات أخرى لم توضع في الكتاب؟

آلاف المستندات لم توضع في الكتاب، أنا أريد عمل موسوعة مثل "وصف مصر" وأنتقي بعض المستندات وأضعها في الكتب مثلما حدث في "أسرار السادات".

 - ذكرت في كتابك أن منيرة المهدية أيضا تعرضت لمحاولة اغتيال، فكيف كان ذلك؟

أم كلثوم كانت تخدم مصر ونظام الرئيس جمال عبدالناصر، لكن منيرة المهدية – على حد قول الوثائق – كانت تتعامل مع المخابرات البريطانية لأن مقهى نزهة النفوس كان يرتاده الضباط الإنجليز وضباط محطة المخابرات البريطانية و"الهاجاناه" طرحت قتلها، وبعض السياسيين في إسرائيل كانوا ضد تفكير الهاجاناه وشتيرن، ولكن كان هناك طرح آخر وهو قتل اسمها فنيا حيث إنها لم تكن بكفاءة أم كلثوم، لأن قتلها لن يسبب أي ضجة حينها، كما أن الضرر الذي سببته لهم يترك أثرا كبيرا.

 - ما سر ترويج الإسرائيليين أن كتابك أثبت تمويل أم كلثوم للجامعة العربية؟

أنا لم أذكر هذا بل قلت بالنص "أم كلثوم مولت المؤسسات التعليمية والمنشآت الجديدة وكانوا يتوسعون في ذلك الوقت، كما أن الجامعة العبرية أسست عام 1925"، ومن يقول غير ذلك فلم يقرأ الكتاب، ومنذ متى تهتم إسرائيل بكتاب وكانت آخر مرة تحديدا عام 1995 لكاتب إسرائيلي هرب إلى كندا.

 - لماذا حاول الموساد منع نشر كتابك عن أم كلثوم تحديدا؟

لأنهم يتوددون للمجتمعات العربية بأم كلثوم وعبدالوهاب بتسمية شوارع باسمها وحينما نشر الكتاب شعروا بالخوف، وفي عام 1993 أشيع أن رفعت الجمال كان يعمل مع إسرائيل وحتى الآن لم تخرج أي وثيقة تثبت ذلك سواء وثيقة أو صوت أو صورة مع الذي كان يدربه.

 - برأيك.. هل أخذ الكتاب حقه في الدعاية؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل