المحتوى الرئيسى

«الدستور» تخترق معاهد تمريض خاصة وتوثق تورط خريجين فى قتل مرضى

12/18 00:23

«ملائكة الرحمة».. عبارة ما إن تسمعها إلا ويتبادر إلى ذهنك صورة ملائكية عن أطقم التمريض، التى تعد واحدة من أهم مكونات المنظومة الطبية فى أى مؤسسة علاجية، فلا فحص أو تشخيص أو علاج أو إجراء جراحة يكتمل دون وجودهم.

ونظرًا لأهمية وخطورة المهنة التى يمارسونها، تم إنشاء كليات ومعاهد لتخريج أصحابها، خاصة أن التعامل مع «صحة» الإنسان يحتاج إلى منظومة «صحية» لا يتخللها أى خطأ، لأن حدوثه يعنى إما «الوفاة» أو التعرض لآثار وتداعيات صحية قد تستمر مدى الحياة.

لكن، وكالعادة فى مصر، شاب تلك المنظومة خطأ كبير وخطير فى آن واحد، تمثل فى انتشار مجموعة من معاهد التمريض غير المرخصة، يملكها ويديرها أطباء ورجال أعمال، وتسهم فى تخريج ممرضين غير مؤهلين يتسببون فى الإضرار بالمرضى، بعدما تُوهم المتقدمين إليها بتوفير شهادات تشبه «أمر التكليف» الذى يضمن لهم الالتحاق بأى مستشفى بعد التخرج.

«الدستور»، تخترق فى هذا التحقيق، عالم معاهد التمريض الخاصة، وتنقل ما يدور فى بعضها بـ٣ محافظات، والمطلوب للتقدم للدراسة فيها، وتوثق مجموعة من الحالات التى توفيت أو أصيبت بـ«الشلل» نتيجة أخطاء طبية ارتكبها ممرضون من خريجى تلك المعاهد، إلى جانب مجموعة أخرى من اللقاءات مع ضحايا هذه المعاهد من الطلبة، الذين اكتشفوا بعد التخرج أن شهادتها «غير معترف بها».

سوء التعامل مع الأدوات الجراحية يقتل العسال وعبدالله.. وحقنة خاطئة تصيب أم كريم بـ«العجز»

خلال شتاء ٢٠١٥ كان غالبية أهالى مدينة «طنطا» بمحافظة الغربية- كغيرهم من المواطنين- معتكفين فى منازلهم، هربًا من برودة الجو وموجة الصقيع التى ضربت البلاد، فى الوقت الذى كان فيه محمد العسال، البالغ من العمر ٢٣ عاما، يلعب كرة القدم بكامل طاقته وحيويته، ويهرب يمينًا ويسارًا من الرقابة المحكمة عليه من الفريق المنافس، غير أنّ شيئا خارجًا عن الإرادة وكرة مشتركة أوقعته على الأرض مصابًا بكسر فى إحدى قدميه.

خرج والده مفتش الأزهر جمال مصطفى العسال من اعتكافه الليلى، وراح يجرى بولده إلى مستشفى «أبو فرحة التخصصى» فى منطقة «الاستاد» بمدينة «طنطا»، لإجراء اللازم طبيًا لنجله، إلا أن المستشفى رفض علاجه قبل دفع ٨ آلاف جنيه، على الفور وفرها والده بعدما اتصل بأقاربه وأهل بيته، ليدخل الشاب غرفة العمليات لتركيب «مسامير».

٤ أيام قضاها «محمد» فى بيته بعد إجراء «العملية»، كان الصراخ فيها سيد الموقف بسبب الآلام الشديدة التى شعر بها الشاب العشرينى، بالتزامن مع خروج «رائحة كريهة» من قدمه المصابة، وهو ما دفع والده للاتصال بالطبيب- مُجرى العملية- فما كان من الأخير إلا أن طمأنه بأنه لا شىء يستدعى القلق، وأن الأمر يتطلب «الصبر» لمدة أسبوع.

ومع خروج الأمر عن قدرة التحمل البشرية، وبدء «التعفّن» يلوح فى الأفق بقدم «العسال الابن»، حمل الأب نجله الموجوع بشدة، وانطلقا معًا إلى المستشفى، فجاء رد الطبيب صاعقًا: «الموضوع كبر للغاية.. اذهبوا به حالًا إلى طوارئ المستشفى الجامعى»، وهناك ذكر فريق الطوارئ للوالد وابنه أن سبب ما حدث هو «تلوث أدوات العملية الجراحية».

المفاجأة الأخرى التى كشفها فريق الطوارئ بـ«طنطا الجامعى» للوالد أن سبب تلوث هذه «الأدوات» هو «تكاسل» ممرضى المستشفى الخاص سالف الذكر فى تعقيمها جيدًا قبل إجراء العملية الجراحية، وهو ما استدعى «بتر» قدم الابن المصابة بـ«فيروس».

لم يقتصر الأمر على ذلك، بل إن «الفيروس» امتد إلى باقى جسده وصولًا إلى المخ، حتى وضعوه على أجهزة التنفس الصناعى، وأجهزة أخرى لتغيير الدم، لكن شاءت الأقدار وتوفى «العسال»، أو قل تم قتله بـ«إهمال طبى» ارتكبه مجموعة من الممرضين غير الأكفاء، ممن لم يتلقوا تعليما طبيا وتخرجوا لـ«قتل» المرضى لا لـ«علاجهم».

بعد سنتين على الواقعة، التقت «الدستور» شقيقة الضحية وتدعى «فاطمة»، التى قالت إنه منذ تحرير والدها محضرا رسميا فى قسم ثان طنطا، حمل رقم «٢٦٧٩٥٢٠١٥»، مرورا بتنظيم مجموعة من الوقفات الاحتجاجية أمام مبنى ديوان عام محافظة الغربية وأمام المستشفى الخاص، وإطلاق العديد من «الإيفنتات» الداعمة لحق شقيقها على مواقع التواصل الاجتماعى، لم يحدث شىء.

وأضافت شقيقة الضحية، التى أمدتنا بالتقارير الطبية وصورة المحضر الشرطى «تم على إثر تحركاتنا غلق المستشفى الخاص لمدة أسبوع فقط، بهدف تهدئة الأمور، لكنه عاد للعمل بشكل كامل، وكأن شيئًا لم يكن».

«العسال» لم يكن الحالة الوحيدة فى قائمة «ضحايا الممرضين غير المؤهلين»، فهناك أيضا «أم كريم»، وهى سيدة خمسينية من «عزبة عبدالرحمن» بمدينة «نجع حمادى»، التابعة لمحافظة قنا، التى عانت على مدار سنوات مضت من أزمات صحية كبيرة فى العمود الفقرى، حتى دلها أحد المتعافين من نفس المرض على طبيب شهير فى القاهرة.

وفور توجهها إلى الطبيب، أجرى الكشوف والأشعة المطلوبة، وبعدها أخبرها الطبيب بضرورة إجراء عملية جراحية عاجلة فى فقرات الظهر، بتكلفة تتعدى ١٠٠ ألف جنيه، وبالفعل أجرتها ونبه عليها الطبيب بضرورة أخذ «حقنتين»، واحدة كل ٦ أشهر، وهو ما انتهى بجلوسها على كرسى متحرك.

قالت «أم كريم» عما حدث: «أخذت الحقنة الأولى بسلام، وبعد ٦ أشهر أخذت الثانية على يد ممرض من جيرانى فى القرية بشكل غير سليم فى العمود الفقرى، وهو ما تسبب فى إصابتى بضمور كامل فى الفقرات أقعدنى على كرسى متحرك».

وفى قرية «الدراكسة» التابعة لمركز «منية النصر» بمحافظة الدقهلية، خرج الطفل عبدالله رضوان الإمام بصحبة والده متجهين إلى الدكتور محمد نصر بمستشفى «دار الشفاء» فى حلوان، لإجراء عملية جراحية للطفل الذى يبلغ ١٣ عامًا، فى قلبه.

العملية أجريت بنجاح، وفق تأكيد التقرير الطبى، لكن الطفل ظل فاقدا الوعى دون حركة لمدة يومين، فاتصل والده بالطبيب مجرى العملية الذى أكد ضرورة عرض الطفل على طبيب مخ وأعصاب، الذى بدوره صعقه بالقول: «ابنك ميت إكلينيكيًا وخلايا مخه مدمرة».

وقال والده لـ«الدستور»: «أثناء إجراء العملية رأيت بعينى أكوابا من الشاى والمشروبات والمأكولات فى غرفة العمليات، وتأكدت أن السبب فى الوفاة كان توقف جهاز شفط الدماء نتيجة خطأ من طاقم التمريض فى ضبطه والتأكد من سلامته قبل العملية، فدخل إلى قلب الصغير هواء تسبب فى وفاته».

أطباء ومشرفو تمريض: بعضهم لا يعرفون القراءة أو الكتابة وآخرون جاهلون بـ«أبسط القواعد الطبية»

حتى لا يقتصر الأمر على رواية «المرضى» فقط، توجهنا إلى أطباء ومشرفى تمريض، كشفوا عن مجموعة من الأزمات الدائمة مع الممرضين «المتكاسلين»، وغير المؤهلين لأداء العمل الطبى، بسبب ضعف التعليم الذى تلقوه، وفتح الباب على مصراعيه أمام أى راغب للالتحاق بمعاهد التمريض المختلفة. قالت «نهى صفوت»، طبيبة أسنان، إن رئيسة التمريض فى الوحدة الصحية بقرية «كفر عصام» فى مدينة طنطا بمحافظة الغربية، التى كانت تعمل بها، لم تكن تؤدى مهام عملها المطلوبة منها، فضلا عن «جهلها» بالأساليب التى تقى المريض الأزمات الصحية المختلفة، وبأبسط القواعد الطبية، موضحة أن «الكرسى الذى يعالج عليه المريض لابد أن يتم تنظيفه جيدًا بين كل فترة وأخرى، لكن هذا لم يكن يحدث». وأضافت أنّه فى ٢٠١٦، حضر وفد من وزارة الصحة مكون من ٥ أفراد بينهم أحد أعضاء إدارة «العلاج الحر» فى الوزارة للتفتيش على الوحدة الصحية، وأثناء التفتيش داخل عيادة الأسنان اكتشفوا وجود «بقع دماء» بها، فوبخوها بشدة، قائلين: إن «تلك الدماء يمكن أن تتسبب فى نقل العدوى بين المرضى». وأشارت إلى أن وفد الوزارة وجّه تعليمات مشددة لها بعدم دخول أى مريض آخر إلى عيادة الأسنان، إلا بعد الانتهاء من «تعقيم» العيادة بجميع مشتملاتها بشكل كامل، موجهًا انتقادات شديدة لممرضة العيادة على تلك «الجريمة الطبية»، لافتة إلى أنهم اكتفوا بمعاقبة الممرضة بـ«لفت نظر» لكِبر سنها. بدوره، قال أحمد معوض، مشرف عام التمريض فى أحد المستشفيات الخاصة بمحافظة الجيزة، وهو خريج كلية التمريض جامعة القاهرة، إنه منذ ٤ سنوات تقريبًا كان ممرضًا فى الرعاية الخاصة، حيث جلبت له مشرفة التمريض ٣ أشخاص يساعدونه فى أعمال التمريض المختلفة، مخبرة إياه بأنهم «ما زالوا يدرسون فى أحد معاهد التمريض». وأضاف «معوض» أنه «بعد ساعات فقط تيقّنت أنهم لا يعلمون أى شىء عن التمريض.. كانوا (ميح)»، لافتا إلى أن اثنين منهم كانوا ضعافا فى القراءة والكتابة باللغة العربية، فى الوقت الذى يعد فيه غالبية العمل الطبى- قراءة وكتابة- باللغة الإنجليزية. وأشار إلى أنه سأل هؤلاء الممرضين عن دراستهم، فأخبروه بأنهم فى السنة الأولى بمعهد يدعى «سايبر سوفت للدراسات» فى حى «الهرم»، وهو ما جعله يأخذ حذره تمامًا ويمنعهم من التعامل مع المرضى تمامًا، مضيفًا «الدراسة فى كلية التمريض أو المعاهد المعتمدة تعلمهم كيفية تجنب الوقوع فى أخطاء كارثية، لكن هذه الأكاديميات والمعاهد الخاصة لا تعلّمهم إياها، بما يهدد حياة المريض»، مرجعًا ذلك إلى عدم وجود هيكل دراسى واضح أو أعضاء تدريس مؤهلين فيها. وكشف عن أنه تلقى عرضًا عندما كان مسئولًا عن مجموعة «الامتياز» فى «قصر العينى» بالتدريس فى أحد تلك المعاهد تحت مسمى «كورسات تمريض»، وعندما استعلم عن المعهد أخبروه بأنه حاصل على رخصة من وزارة التعليم العالى لتقديم «كورسات مخففة» للطلاب، لافتًا إلى أن الأمر الخطير هو عدم متابعة الوزارة للمناهج المقدمة فى هذه «الكورسات». وأضاف «القاهرة بها عجز فى ١٥٠ ألف سرير عناية مركزة، وهو ما دفع بعض الأطباء لفتح مراكز عناية خاصة، ولكى يقلل نفقاته فيها يعمد إلى الاستعانة بتمريض يقبل براتب ضعيف، فيتجه لمعاهد التمريض الخاصة، خاصة أن الممرض الحاصل على ترخيص بمزاولة المهنة سعره مرتفع»، لافتًا إلى أن الأخطر من ذلك أن بعض المرضى قد يكونون فيمن بينهم «مركزًا للعناية الخاصة». واختتم «معوض» بقوله: «لا يستطيع العامة رصد مشكلات وأزمات التمريض، ففى الوقت الذى يظهر فيه المستشفى أمام الزوار فى أفضل صورة، إلا أن المستشفى فى الداخل يعانى من كوارث ومشكلات عديدة، من بينها التمريض»، منتقدًا عدم معاقبة أى من موزعى الأوراق الدعائية لتلك المعاهد والأكاديميات.

الدراسة يوم أسبوعيًا فى «ابن مجد» و«ابن سينا».. و«الصحة»: يصلحون عمال نظافة فقط

«إذا كنت من أصحاب النسب الضعيفة فى الثانوية العامة، فلا تنزعج، فالحلم أصبح حقيقة، والآن فقط يمكنك الالتحاق بمعهدنا وتعلّم التمريض والحصول على شهادة موثقة من وزارة التعليم العالى وأكثر من جامعة عالمية».. عبارة تلخص محتوى غالبية الإعلانات التى توزعها الأكاديميات والمعاهد الخاصة للتمريض، خاصة أمام الجامعات فى فترة «تنسيق الثانوية».

وحصلت «الدستور» على إعلانات لـ٤ من تلك المعاهد والأكاديميات، هى: «ابن مجد» و«ابن سينا» فى مدينة طنطا بمحافظة الغربية، و«سايبر سوفت» فى حى الهرم بمحافظة الجيزة، و«الأكاديمية المصرية للتمريض» فى بنى سويف، ثم بدأت رحلتنا لمعرفة ما يدور بداخلها.

البداية من معهدى «ابن مجد» و«ابن سينا»، وهما الأكبر فى محافظة الغربية، ومقرهما الرئيسى فى مدينة «طنطا»، داخل مبنيين منفصلين، وقد توجه إليهما محرر «الدستور» لمعرفة الأوراق المطلوبة وكيفية التقديم فيهما، متقمصًا دور شاب حاصل على مؤهل متوسط «دبلوم صناعى».

المبنيان الكبيران بلا أى لافتة من الخارج، ويظهران كأى مبنى سكنى فى المنطقة، ومن الداخل تظهر ساحتان صغيرتان، استقبلنا فيهما موظفين أخبرونا بأن المعهدين يقبلان خريجى الثانوية العامة والأزهرية والتعليم الفنى، بمجموع ٥٠٪، مشيرين إلى انتهائهما من قبول أوراق المتقدمين، بعد استيفاء العدد المطلوب للدراسة التى بدأت منذ فترة.

وحسب هؤلاء الموظفين، فإن مصروفات المعهدين تقارب الـ٥ آلاف جنيه سنويًا لكل معهد، و«من الممكن تقسيط هذا المبلغ على أكثر من دفعة، ويطلب كل منهما صورة من البطاقة الشخصية للطالب ولوالده، وصورة المؤهل، و٦ صور شخصية».

ويدرس طلاب المعهدين مناهجهما يومًا واحدًا فى الأسبوع، وباقى الأيام إجازة، ويوهم المعهدان المتقدمين بأنه فى إمكانهم الحصول على وظيفة فى أى مستشفى طالما اجتازوا مدة الدراسة، التى تصل لعامين فى بعض المعاهد، وعام واحد فى المعهدين سالفى الذكر، مع الزعم بأن «شهادتهما معتمدة من وزارة الخارجية وإحدى الجامعات العالمية الشهيرة»، كما أخبرنا موظفو الاستقبال.

وبعيدًا عن مقر المعهدين، تمكنا من التوصل إلى «محمد يوسف»، أحد ضحايا معهد «ابن سينا»، الذى قال: «أنهيت الثانوية الأزهرية بمجموع لم يشفع لى دخول أى كلية واستكمال مراحل تعليمى قبل تأدية الخدمة العسكرية، وأثناء بحثى عن أى معهد خاص وصلت إلىّ ورقة دعائية لمعهد (ابن سينا)، تزعم منح خريجيه شهادة تمريض تتيح لصاحبها الحصول على فرصة للعمل فى كبرى المستشفيات المصرية، مختومة من جميع الجهات الرسمية، بما فيها وزارة الخارجية».

وأضاف «ذهبت وقدّمت أوراقى والتحقت بالدراسة فيه لمدة عامين تقريبًا، ولم أتعلم فيه غير بعض الأمور الطبية البسيطة، حتى تخرجت وحصلت على شهادة مختومة بختم المعهد، لكنها لم تُمكنى من دخول مجال التمريض طيلة ٧ سنوات تقريبًا، حاولت فيها التقدم لأكثر من مستشفى، كان ردها جميعًا: (الشهادة غير معترف بها)».

من جانبه، أكد الدكتور السيد العوضى، مدير عام التعليم الفنى الصحى بوزارة الصحة، عدم اعتراف الوزارة بمعاهد التمريض الخاصة الموجودة فى محافظة الغربية، ذاكرًا على الأخص معهدى «ابن سينا» و«ابن مجد»، واسعى الانتشار فى المحافظة، نظرًا لأنهما «غير مؤهلين، ولا يستوفيان شروط التمريض الموجودة فى المستشفيات، ومن الممكن توظيف خريجيهما كمشرفين على نظافة المستشفيات فقط»، طالبًا من الدولة وقف نشاطهما.

«شهادتكم غير معتمدة» تلاحق ضحايا «سايبر» و«الأكاديمية».. و«التعليم العالى»: معهد خاص واحد تابع لنا

من طنطا إلى حى «الهرم» بمحافظة الجيزة، حيث يوجد معهد «سايبر سوفت»، الذى لا يزال قائمًا رغم كل المحاضر المقدمة ضده من قبل عدد كبير من الطلاب، ومن بينهم «حامد رجب»، الذى كسابقه وقع فى يده إعلان بوجود فرص للتقديم فى المعهد «المعتمد من جامعة كامبريدج ووزارة الخارجية المصرية».

وقال «رجب»: «خلال العام الأول كانت الأمور تسير بشكل جيد، وأتاحوا لنا فرصًا مميزة للتدريب فى عدد من المستشفيات، بخلاف المناهج المتميزة، غير أنّه قبل انتهاء امتحانات العام الثانى تغيّر الوضع كثيرًا، طلبنا كدارسين إثباتات من المعهد على حصول الطلاب عند التخرج على شهادة مزاولة لمهنة التمريض، وهو ما ثبت زيفه».

«رجب»، ومعه ما يقرب من ٥٠ طالبًا، حرروا محضرًا فى قسم شرطة العمرانية، حمل رقم «٧٢٢٧»، اتهموا فيه مسئولى المعهد بالنصب والاحتيال، وتم تحديد جلسة محكمة لنظر بلاغهم، شهدت تأجيلًا أكثر من مرة، وسط حضور الطلاب وغياب مسئولى المعهد، وهو ما دفعهم لتقديم عدد من الشكاوى إلى مجلس الوزراء والنائب العام، مازالت تُنظر حتى الآن.

وأعرب ضحية المعهد عن حزنه بعدما ضيّع عامين من حياته فى ذلك المعهد، بخلاف دفعه مبلغا ماليا كبيرا كل عام، وصل إلى ٤ آلاف، بخلاف المصروفات الشخصية، ليذهب كل هذا هباءً دون أى فائدة، فى ظل تأكيد أكثر من مستشفى أن شهادة المعهد «غير معتمدة».

ورصدت «الدستور» كيانًا جديدًا تحت اسم «الأكاديمية المصرية للتمريض» فى محافظة بنى سويف، كان من بين ضحاياها «ملك السيد»، التى قالت إنها حلمت يومًا أن تكون من بين «ملائكة الرحمة»، الذين يساعدون المرضى ويخفّفون عنهم آلامهم، ما دفعها للالتحاق بتلك الأكاديمية، حتى تخرجت فيها.

وأضافت «حصلت على الشهادة منذ عامين، وقدّمت أوراقى فى عدة مستشفيات بغرض العمل ممرضة، غير أن جميعها أغلقت أبوابها فى وجهى، تارة لعدم وجود فرص متاحة فى الوقت الحالى، وأخرى لعدم الاعتراف بالشهادة التى حصلت عليها».

وأشارت إلى أنها طوال عامين فى المعهد دفعت أموالًا ضخمة رغم الحالة المعيشية الصعبة لأهلها، وهو ما دفعها للعمل فى أحد المحال، لتوفير أموال تستطيع من خلالها دفع مصروفات المعهد والكتب الخاصة به، وما يحتاجه من لوازم، لكن «كل هذا راح هباءً بعد أن تخرجت وجلست فى البيت بلا عمل»، حسب قولها.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل