«درس التشجيع».. الرحلة القاسية لـ«وايت نايتس» من القضبان إلى الأسفلت

ما بين الحماس الكروى والتعصب شعرة ضعيفة لا يفرق البعض بينهما، وهو ما ينطبق على ما حدث لجماهير الزمالك ممن يطلقون على أنفسهم "وايت نايتس" في «أحداث برج العرب» التي أسدل القضاء العسكري أمس السبت الستار بالإفراج عنهم بعد 5 أشهر عاشوها في غياهب السجون.

وترصد "التحرير" في السطور التالية رحلة جماهير النادي الأبيض من المدرجات إلى القضبان، والتي توجت بفرحة أهاليهم بخروج أبنائهم إلى النور بعد شهور من الحزن.

كان الزمالك على موعد مباراته أمام أهلى طرابلس الليبي بالبطولة الأفريقية فى 9 يوليو، ودخل «الأبيض» اللقاء ورصيده 5 نقاط مقابل 6 للفريق الليبى و8 نقاط لكل من اتحاد العاصمة الجزائرى وكابس يونايتد الزيمبابوى.

وانتهى اللقاء بالتعادل الإيجابى بهدفين لكل من الزمالك وأهلي طرابلس، ففقد «الأبيض» نقطتين، مما أضاع فرصة الصعود لدورى الثمانية فى البطولة الأفريقية.

واحتجت جماهير الزمالك على أداء فريقهم ودخلوا فى مناوشات كلامية مع اللاعبين والذين اتهموهم بالتخاذل، فضلا عن مشادات مع رئيس النادى الذى رفع لهم الحذاء.

وعقب اللقاء وقعت أعمال شغب داخل استاد برج العرب وحطمت الجماهير المدرجات، واندلعت اشتباكات بين الجماهير وقوات الأمن، وردت الشرطة على قذفهم بالشماريخ، بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع، وأنهت المعركة الحامية لصالحها بضبط 400 مشجع.

وباشرت نيابة ثاني العامرية بغرب الإسكندرية، التحقيق مع المضبوطين، وتم ترحيلهم إلى مديرية أمن الإسكندرية في منطقة سموحة بمعرفة فريق من النيابة العامة.

وأمر المستشار سعيد عبد المحسن، رئيس نيابة غرب بحبس 237 مشجعا لمدة 4 أيام على ذمة التحقيق، ووجهت النيابة للمتهمين تهمة الانضمام لجماعة "أولتراس" وحيازة تذاكر مزورة وشماريخ وقمصان تحمل عبارات مسيئة.

وشارك في التحقيقات ما يقرب من 30 محققا استعانوا خلالها بتحريات الأمن الوطنى وتفريغ الفيديوهات ومطابقة المشاركين فى الأحداث مع المضبوطين، فيما قام نحو 15 محاميا بالدفاع عن المتهمين أمام النيابة وحضروا التحقيقات معهم.

وقدرت الخسائر المبدئية بملعب استاد برج العرب بنحو مليون جنيه، بحسب تحقيقات النيابة، ويوم 13 يوليو تم تجديد حبس المتهمين 15 يوما على ذمة التحقيق.

وتجمهر عدد من أهالى وزملاء مشجعى "وايت نايتس" بميدان فيكتور عمانويل بمنطقة سموحة شرق الإسكندرية، يوم 13 يوليو، للمطالبة بالإفراج عن ذويهم وقطعوا الطريق وتم ضبط عدد من المتظاهرين.

وفى 26 يوليو نظر قاضى المعارضات بمحكمة جنح الدخيلة، جلسة تحديد مصير المتهمين، وتم صدور قرار بتجديد حبسهم لمدة شهر .

وتقرر نظر أوراق المتهمين فى 5 أغسطس وتم ترحيل ممن تقل أعمارهم عن 18 سنة إلى سجن الحضرة، إذ يلاقون معاملة "الحدث" وفقا للقانون، وبلغ عدد الشباب المحبوسين بمديرية الأمن 133 شابا من بينهم 50 شابا أقل من 18 سنة والباقى فوق السن.

وبدأت أولى جلسات محاكمة المتهمين، في 27 أغسطس، أمام النيابة العسكرية، والتى قضت بحبسهم لمدة 30 يوما.

وتقدمت هيئة الدفاع عن المتهمين حينها بطلب للسماح للأهالى بمشاهدة أبنائهم والاطمئنان عليهم، خاصة أن ذلك تزامن مع حلول عيد الأضحى المبارك.

وتم ترحيل 79 من المشجعين المحبوسين فى مديرية الأمن إلى سجن الحضرة لتخطيهم السن القانونية من أصل 135 "حدث"، وتم التجديد تباعا 4 مرات متتالية لمدة شهر بتواريخ 26 سبتمبر ثم 25 أكتوبر ثم 22 نوفمبر.

ووجه أهالي المتهمين خلال فترة حبس المشجعين، استغاثات عديدة لمحاولة الإفراج عن أبنائهم حفاظا على مستقبلهم، خاصة وأن عددا كبيرا منهم طلاب تغيبوا عن مدارسهم ومعاهدهم وكلياتهم.

وطالب الأهالي المستشار مرتضى منصور رئيس النادى بالتدخل والتنازل عن أى دعوى ضدهم واللجوء إلى رئيس الجمهورية لإصدار قرار بالعفو عنهم.

وأسدلت المحكمة العسكرية أمس السبت الستار على القضية، إذ قضت بالإفراج عن المشجعين وتم حفظ القضية بعد صدور قرار بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية ضد المتهمين.

وفي نفس السياق، أكد مصدر أمنى مسؤول في مديرية أمن الإسكندرية، فى تصريحات خاصة لـ"التحرير" بأن السلطات الأمنية أخلت سبيل 224 متهما وعادوا إلى منازلهم فى الساعات الأولى من صباح الأحد وتم الإبقاء على 11 شخص آخرين تم احتجازهم على ذمة قضايا أخرى، بينهم سيد مشاغب عضو رابطة "وايت نايتس"، مشيرًا إلى أن بينهم 3 طلاب يؤدون الامتحانات بسجن طرة.

في المقابل، احتفل أهالي المتهمين بإخلاء سبيل أبنائهم من مشجعى "الوايت نايتس" وأطلقت الجماهير البيضاء الشماريخ والألعاب النارية أمام سجن الحضرة.

وأطلق الأهالى الزغاريد، وردد زملاء المفرج عنهم هتافات تعبر عن سعادتهم بإخلاء سبيل زملائهم.