المحتوى الرئيسى

عادل حمودة يكتب: ناجح إبراهيم .. الإرهابي يطلق الرصاص .. ويعظ !

12/16 13:24

شارك في مذبحة » عيد الأضحي »‬ أمام مسجد »‬ ناصر » في أسيوط بعد قتل السادات بيومين لإسقاط نظام الحكم بالقوة المسلحة !

اقترح التنظيم سرقة محلات ذهب المسيحيين لتمويل عملياته الإرهابية فهتف : هذا والله من وحي السماء!

استنكر علي داعش عدم إطلاق رصاصة واحدة في اتجاه إسرائيل ونسي أن تنظيمه هوأول أفتي بذلك!

لا تتوافر فيه شروط الاجتهاد الصعبة لكننا منحناه بسهولة لقب «المفكر الإسلامي الكبير»!

ما أن جاء حكم الإخوان حتي ارتد أمراء في تنظيمه ــ مثل عاصم عبد الماجد ــ عن التوبة وانضموا إلي اعتصام رابعة العدوية!

يطالب بإعادة الإخوان لمواجهة الإرهاب ونسي أن حلمي الجزار كان الأمين العام للتنظيمات المتشددة وعصام العريان هوأمين الصندوق!

يستحيل اختيار تاجر مخدرات وزيرا للداخلية .. أوفاسد وزيرا للمالية .. أوطبيب إجهاض وزيرا للصحة .. لكن .. ممكن بسهولة اختيار إرهابي مدان جنائيا مفكرا إسلاميا .. وكاتبا سياسيا .. ومخططا استراتيجيا .. يقدم إلينا الحكمة والخبرة والنصيحة والموعظة ويرشدنا إلي طريق الهداية وتنشر مقالاته ثلاث صحف يومية وتستفتيه القنوات الفضائية بلا تردد في حالة تثير الدهشة قبل الكارثة .. هل يكفي أن يعلن أمير »‬ جهادي »‬ توبته من تكفير المؤمنين ويغسل يديه من دماء المصريين وينكر تنظيمات المسلحين حتي نسمعه ونصدقه ونستشيره ونتبعه ونثق فيه ؟ .

كيف نطمئن إلي أنه لن يعود إلي سوابقه كما فعل زملاؤه في نفس التنظيم مثل عاصم عبد الماجد ؟ .

هل يتبع مبدأ »‬ التقية »‬ حيث يحق له أن يعلن عكس ما يؤمن به تجنبا للاذي وانتظارا ليوم يسيطر فيه تنظيمه علي السلطة ليكشف لنا عن حقيقته ؟ .

لنبدأ قصة الطبيب ناجح عبد الله الذي يقدم نفسه إلينا الآن باسم ناجح إبراهيم من أولها أومن آخرها فكل الطرق تؤدي إليها وهي قصة مثبتة في القضية رقم ( 48 ) لسنة 1982 أمن دولة عليا التي عرفت بقضية تنظيم الجهاد وتولاها المستشار عبد الغفار محمد .

بعد مجزرة مسجد »‬ الروضة »‬ كتب ناجح إبراهيم في جريدة »‬ الوطن »‬ : »‬ ذهب سكان سيناء إلي المسجد آمنين مطمئنين فإذا بهم يخرجون منه جثثا وأشلاء »‬ .. »‬ لم يرحم الطغاة الجبناء الأطفال من المجزرة الخسيسة »‬ .. »‬ داعش تخصصت في قتل العزل وتفننت في قتل المصلين في يوم الجمعة أويوم الأحد »‬ .. »‬ كل معاركها دائما ضد المدنيين أوبتفجير دور العبادة أوألاسواق أوعن طريق الغدر بالآخرين »‬ .

كلمات من نار .. لكنها .. خرجت من رجل يوحي إلينا بفقد الذاكرة .. ويسعي بدأب إلي غسل عقولنا مما أرتكب هو وتنظيمه من قبل في صلاة عيد الأضحي يوم الخميس 8 أكتوبر عام 1981 بعد 48 ساعة علي اغتيال السادات في حادث المنصة بفتوي من التنظيم نفسه .

في الساعة السادسة وخمس دقائق من ذلك اليوم نزل مسلحون يرتدون لباسا عسكريا من سيارة بيجو( 404 ) ــ مدهونة بطلاء أزرق فوق لونها الأبيض وتحمل أرقام ( 12600 ــ ملاكي القاهرة ) ــ أمام مسجد »‬ ناصر »‬ في مدينة أسيوط وراحوا يطلقون النار علي رجال الأمن والمصلين وفي الوقت نفسه كانت هناك مجموعة ثانية منهم تهاجم مديرية الأمن ومجموعة ثالثة تهاجم أقسام الشرطة ومباحث التموين .

أسفرت العملية عن قتل عميد شرطة وثلاثة ضباط برتبة ملازم أول و62 جنديا و21 شخصا من الأهالي وإصابة 15 ضابطا و190 جنديا و32 مواطنا في مجزرة تقترب في بشاعتها من مجزرة مسجد الروضة في سيناء .

شارك في تلك المجزرة 84 إرهابيا تتراوح أعمارهم ما بين 18 و26 سنة .. منهم 45 طالبا في الجامعة والثانوي و3 تجار و3 مدرسين و9 حرفيين .

وتولي قياداتهم أميرا التنظيم في المنيا : محمد عصام دربالة ( 24 سنة طالب بهندسة أسيوط ) وفؤاد أحمد حنفي ( 28 سنة تاجر موبيليا ) وأمراء التنظيم في أسيوط : عاصم عبد الماجد ( 24 سنة طالب بهندسة اسيوط ) واسامة إبراهيم حافظ ( 27 سنة طالب بهندسة اسيوط ) وناجح عبد الله إبراهيم ( 27 سنة طبيب ) وأمير التنظيم في سوهاج : حمدي عبد الرحمن ( 28 سنة طالب بهندسة أسيوط ) وأميرا التنظيم في نجع حمادي : طلعت فؤاد قاسم ( 24 سنة طالب بهندسة المنيا ) وأميرا التنظيم في نجع حمادي علي الشريف ( 25 سنة طالب مفصول من هندسة اسيوط ) .

كانت مهمة ناجح إبراهيم بالتحديد قيادة مجموعة من 9 أفراد راحت تطلق النار عشوائيا علي مباحث التموين ثم توجهوا إلي قسم شرطة أول أسيوط واستولوا علي ما به من أسلحة وذخائر وهناك اصيب وهرب علي دراجة بخارية احضرها إليه أحمد السيد حرب .

ولوكان من السهل علي التنظيم تجنيد الشباب فإن مشكلته الصعبة كانت في تمويل عملياته .

هنا قال علي الشريف : »‬ ليس أمامنا سوي مهاجمة محلات »‬ الصياغ »‬ المسيحيين وقتل من فيها والاستيلاء علي محتوياتها .

فأبدي ناجح إبراهيم إعجابه بما سمع قائلا : »‬ هذا والله وحي السماء »‬ .

وتحمس عبود الزمر للفكرة قائلا : »‬ علي بركة الله »‬ .

لقد اعتبر ناجح إبراهيم الذي نصفه في برامجنا التلفزيونية »‬ بالمفكر الإسلامي الكبير »‬ فتوي قتل المسيحيين واستباحة أموالهم »‬ وحي من السماء »‬ ليتعجب فيما بعد من قتل داعش للمسيحيين وهم يصلون في كنائسهم يوم الأحد .

وما يثير الدهشة أن المواقع المسيحية علي شبكة الإنترنت تحتفي به وتهلل له وتعيد نشر ما يكتب في حالة غريبة من التوحد يصعب فهمها .

نفذت عملية ضد محلين للذهب في نجع جمادي يملكهما فؤاد صادق غالي وفوزي اسكاروس قتل فيها أربعة مسيحيين ومسلم ونفذت عملية أخري ضد محل ثالث تملكه مرفت شكري في منطقة أرض نوبار .

ويتهم ناجح إبراهيم التنظيمات الإرهابية بتلقي أموال من الخارج وهوما سبق أن ثبت علي تنظيمه الذي تلقي 21 ألف دولار و10400 مارك الماني و26 ألف جنية مصري من مصريين يعملون في الخارج لينفذ التنظيم جرائمه وإن بقيت سرقة محلات الذهب مصدر التمويل الأول لهم .

لقد كان هدف تنظيم ناجح إبراهيم قلب نظام الحكم بالقوة المسلحة وبدأت الخطة باغتيال رئيس الجمهورية علي أن يتبعها ذبح القيادات السياسية في نفس الوقت الذي ستخرج فيه مجموعات في القاهرة للاستيلاء علي المواقع الحيوية وإذاعة بيان الثورة الإسلامية في الإذاعة والتلفزيون ومكبرات الصوت في المساجد علي أن تتحرك محافظات الوجه القبلي للقضاء علي رجال الشرطة والسيطرة عليها وإثارة الجماهير وتحريكها للزحف علي محافظات الوجه البحري .

وليس جديدا أن نذكر أنهم »‬ خانوا »‬ السادات الذي راهن عليهم ومنحهم الدعم والرعاية ولعب هذا الدور رجلان قريبان من السادات هما صهره عثمان أحمد عثمان ومحافظ أسيوط وقتها محمد عثمان إسماعيل نجحا عام 1979 في فرض سيطرة الجماعات الإسلامية علي الإتحادات الطلابية في غالبية الجامعات المصرية .

وفي العام التالي كونت تلك الجماعات جهازا مركزيا لها علي مستوي الجمهورية وأختير الدكتور حلمي الجزار أمينا عاما له واختير الدكتور عصام العريان أمينا للصندوق وهوما يثبت الصلة الوثيقة بين التنظيمات »‬ الإرهابية »‬ وجماعة الإخوان وربما لهذا السبب نجد ناجح إبراهيم يدعو في ثوبه الجديد ــ إلي الاستعانة بالإخوان لمحاربة الإرهاب وهي دعوة لا تخلومن الخبث والتضليل .

ويأخذ ناجح إبراهيم علي تنظيم «داعش»‬ أنه »‬ لم يتحدث أبدا عن قضية فلسطين القضية المحورية العربية لكل التيارات الإسلامية.

وما قال ــ في الحقيقة ــ نوع من الثرثرة فليس هناك تنظيم إرهابي واحد فكر في فلسطين أوأطلق رصاصة واحدة في اتجاه إسرائيل بما في ذلك تنظيم ناجح إبراهيم نفسه .

وبررت تلك التنظيمات تجاهلها للجهاد ضد إسرائيل بنظرية »‬ سحق العدوالقريب يسبق مواجهة العدوالبعيد »‬ .. والعدوالقريب هوالنظام الحاكم الذي يجب الإجهاز عليه قبل قتال العدوالبعيد أوإسرائيل .. وكانت الحجة : لوبدأنا بالعدوالبعيد سيقوي العدوالقريب ويزداد تحكما .

وليس هناك تفسير لتلك النظرية المقلوبة سوي أن تلك الجماعات لا تهدف إلا للسيطرة علي السلطة .. بل إنها لن تتردد في التفاهم مع إسرائيل كما فعل محمد مرسي الذي قدم بتصرفاته وخطاباته لقادة إسرائيل أكثر من دليل علي ذلك .

وقد سمعت من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبومازن ) عندما أجريت معه حوارا أخيرا في رام الله : »‬ أن محمد مرسي عرض عليه التوسط في مباحثات سرية أوعلنية بينه وبين إسرائيل والولايات المتحدة »‬ .

ولا نعرف ما هوعمق الثقافة الدينية التي يتمتع بها ناجح إبراهيم ليحظي بلقب »‬ المفكر الإسلامي الكبير »‬ ؟ .

إن حيثيات الحكم في القضية التي أتهم فيها لم تعط الحق له أولغيره ــ ما عدا الدكتور عمر عبد الرحمن ــ الحق »‬ في أن ينفذوا فتواهم الدينية لعدم توافر شروط الاجتهاد لديهم »‬ .

إن »‬ الاجتهاد يحتاج إلي عالم فقيه متمكن في الدين يكون علي علم تام بأحكام القرآن وبالأصول الشرعية العامة التي قررها ويكون علي نفس العلم بالسنة وما صدر عن الرسول الكريم من أحكام وتشريعات وأقوال ويكون قادرا علي جمع وفهم ما أجمع عليه المجتهدون من قبله ويكون قادرا علي القياس وفاهما لآداب اللغة العربية واسرار بلاغتها ونحوها وصرفها »‬ .

وتضاف إلي تلك الشروط الصعبة شروط اصعب منها الاستقلال والخلق والبعد عن الهوي وعدم الخوف من حاكم ظالم أوسلطان جائر .

والمؤكد أن غالبية هذه الشروط لا تتوافر في ناجح إبراهيم الذي اعترف هووزملاؤه بأن معلوماتهم الدينية »‬ مصدرها كتب السلف »‬ .. ولكن .. الرد عليه كان سهلا وبعبارات مناسبة .. منها : »‬ ليس لكل من نظر أن يقول إنه نظر »‬ .. أي »‬ ليس كل من يقرأ يفتي »‬ .. و» ليس كل من أطلع أصبح مجتهدا »‬ .. و» ليس كل من حفظ القرآن وبعض الأحاديث أصبح فقيها وعالما »‬ .. حسب ما شهد به الشيخ صلاح أبوإسماعيل أمام المحكمة .

علي أننا رغم ذلك نطلق علي ناجح إبراهيم المفكر الإسلامي الكبير .

وبتلك الصفة يكتب مقالاته في أكثر من صحيفة ويدلي بأحاديثه في غيرها وتستضيفه القنوات الفضائية والجامعة الأمريكية في مناظرة بينه وبين باسم يوسف .

ومادامت الكتابة الدينية بهذه السهولة فلم لا يتمدد إلي الكتابة السياسية ويفتي في الشئون الإقليمية والدولية .. »‬ هيصة »‬ .

إننا أمام قاتل .. حكم عليه بالاشغال الشاقة المؤبدة ولوتاب عن الجريمة .. أمام شريك في سرقة محلات ذهب ولواستغفر الله .. أمام محرض علي رجال الشرطة ولوأعلن فيما بعد أن حبيب العادلي أفضل وزير داخلية .. أمام أمير جهادي سعي إلي قلب نظام الحكم بالقوة المسلحة ولو اعتبر السادات أفضل حاكم جاء إلي مصر .

وقد توقعت بعد إعلان توبته أن يتفرغ لكشف التنظيمات التي أسسها أوشارك فيها : كيف تجند الشباب وتوقع بهم ؟ .. ما هي الأفكار التي يزرعونها في عقولهم ؟ .. كيف تتواصل التنظيمات المختلفة ببعضها البعض ؟ .. من أين يمولون عملياتها ؟ .. كيف نتحقق من صدق بياناتها ؟ .. وكيف يمكن مواجهتها وإنقاذ الشباب منها ؟ .

أتذكر أن التليفزيون المصري حاور إرهابيا تائبا في عام 1995 هوعادل عبد الباقي أجاب علي كل هذه الأسئلة بحماس ومن تلقاء نفسه وأفاد بما قال البلاد كلها ورسم خارطة طريق للنجاة من شرور تلك التنظيمات المدمرة .

لكن .. عادل عبد الباقي تاب من نفسه .. دون صفقة أمنية كالتي عقدت مع أمراء الجهاد ــ ومنهم ناجح إبراهيم ــ ليخرجوا من السجون بشرط أن يعلنوا توبتهم عن كل ما سبق ان آمنوا به .. فلم يترددوا في منح صك من صكوك الجنة للسادات بعد أن أفتوا انه في النار .. وأدانوا تكفير الحاكم بعد أن قتلوه ..

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل