المحتوى الرئيسى

نصب دولى! | المصري اليوم

12/16 01:01

هل السياسة الدولية تشهد حالة نصب واحتيال؟.. وهل الذين يمارسون النصب يمكن أن يكونوا رؤساء دول عظمى؟.. وهل السياسة الدولية أصلاً هى حالة من حالات النصب والاحتيال على الدول الصغرى وغيرها؟.. وهل يعرف رؤساء الدول المنصوب عليهم أنهم مضحوك عليهم بالفعل، أم يسمون ذلك «لعبة المصالح»؟.. سأترك هذه الأسئلة وغيرها لإجاباتك أنت وقناعاتك أنت، إذا كنتَ تشاركنى الرأى!.

جريمة النصب والاحتيال ليست من خيال الكاتب أبداً.. لكن الروس يتداولون هذه المصطلحات فى وصف نظرائهم الأمريكان.. بما يعنى أن هذه المعانى أصبحت ظاهرة على السطح.. وبما يعنى أن قاموس السياسة لا يخلو من هذه الموبقات.. لكن الروس أنفسهم لا يعرفون أنهم يمارسون النصب والاحتيال أيضاً على غيرهم.. وأن هذه المسألة كامنة فى العقل الباطن الروسى، أو أنها هى السياسة المعلنة!.

وأحيلك الآن فوراً إلى ما قاله المتحدث الرسمى باسم وزارة الدفاع الروسية، عن الوضع فى سوريا، ورغبة القوات الأمريكية فى البقاء هناك بعد الانتصار على داعش.. يقول المتحدث الرسمى: «إن البنتاجون يخدع عمداً المجتمع الدولى والأمريكى، بما فى ذلك قائده الأعلى، لأنه لم يعد هناك أى أساس أو حتى ذريعة رسمية لوجود القوات الأمريكية فى سوريا».. ويؤكد أنه «احتيال على المجتمع الدولى»!.

فنحن أمام حالة من التلاسن بين الروس والأمريكان، واتهامات بالنصب والاحتيال.. روسيا ستبقى هناك، ولا تدرى لماذا؟.. وأمريكا ستبقى هناك، ولا تدرى لماذا؟.. هل انتهى الدور أم انتهت الحرب؟.. أم أن سوريا أصبحت مطمعاً للأمريكان والروس بعد داعش؟.. فى تقديرى أن الروس محتالون والأمريكان محتالون أيضاً.. خصوصاً أننا أصبحنا أمام رئيسين ينتميان لطائفة «التجار» و«السماسرة»!.

فبماذا يمكن أن تسمى ما فعله «بوتين» مع مصر؟.. وبماذا يمكن أن تسمى ما فعله «ترامب» مع السعودية؟.. قلت فى مقال سابق إن بوتين جاء إلى مصر فى مأمورية لعدة ساعات، خطف فيها المفاعل النووى، ثم وعد بعودة الطيران والسياحة أول «فبراير».. وصباح أمس، قرأت أن المفاوضات مازالت جارية بشأن عودة الطيران.. أليس هذا من قبيل «النصب والاحتيال»؟.. فهل تعرف مصر أنه يراوغ؟!.

والله أعلم إن كان «بوتين» سيصدق فى وعوده أم لا؟.. وربما يطلب تأجيل الأمر كله بعد الانتخابات الرئاسية المقرر انعقادها فى النصف الثانى من «مارس».. فالدب الروسى يواجه أزمة داخلية وانتخابات رئاسية.. وقد يواجه اتهامات بالفشل بلا حدود.. وبالتالى فهو يستخدم أوراقه فى المنطقة كأوراق للعبور.. أيضاً «ترامب» يواجه اتهامات بالتزوير قد تطيح به كرئيس.. والأوراق الخارجية قد تسنده!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل