المحتوى الرئيسى

شاهد| خطيب الحرم: الله عُبد في فلسطين زمنًا أطول من بقية الأرض

12/15 16:07

قال الدكتور صالح بن محمد آل طالب، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن «في قلب كل مسلم من قضية فلسطين جروحاً دامية، وله بإسلامه عهد لفلسطين».

وأضاف خطيب الحرم المكي أن «المسجد الأقصى والأرض المقدسة وفلسطين وبيت المقدس، أرض النبوات ومسرى الرسول، وإرثُ الأمةِ، فهي أكثرُ أرضٍ في هذه الدنيا خطى فيها الأنبياء، ولا يكاد وادٍ من أوديتها لم يشهد مرور نبي، وكانت الأجيال التي تتعاقب على ثراها لا تخلو من نبي أو أنبياء، وكثيرًا ما كان يتوافر عدد من الأنبياء في زمن واحد وربما قرية واحدة من قرى فلسطين، فضلاً عن المتألهين والنساك المبثوثين على صُعداتها كَبَثِّ الربيع أفانين الزهر، ومحاريب المتبتلين تلقاها في منحنيات الأودية، وصوامع المتعبدين وبِيَعهم نائية عن القرى والأبنية، عُبد اللهُ فيها زمناً أطول من أزمان بقية الأرض».

وتابع «آل طالب» أن «الضلال كان في كثير من بقاع الدنيا على هيئة وثنية أو إلحاد، فإن الضلال في الشام وبيت المقدس خصوصًا إذا وُجد، فقد كان تقصيرًا في القيام بحق رسالة، أو تحريفًا لمبادئ نبوة، مع بقاء جزء من الحق فيما بين أيديهم من صحائف أو كتب، حيث كانت فلسطين هي ميراثُ النبوات وعهدُ الرسالات وميلادُ الشرائع، أولى بها وبخلافتها رسل الله وأتباعهم إلى يوم الدين».

وأوضح خطيب المسجد الحرام أن «صلاة النبي محمد بالأنبياء في بيت المقدس ليلة الإسراء كانت إعلانًا بأن الإسلام هو كلمة الله الأخيرة إلى البشر أخذت تمامها على يد محمد صلى الله عليه وسلم، وأن آخر صبغة للمسجد الأقصى هي الصبغة الإسلامية، فالتصق نسب المسجد الأقصى بهذه الأمة الوارثة».

وأكد خطيب الحرم المكي أن «فلسطين لم تكن مجرد أرض دخلت تحت سلطان المسلمين يومًا من الأيام ويمكنها في يوم آخر أن تكون خارجه، بل تاريخًا وأرضًا ومقدسات ومعالم هي إرثٌ واجب القبول، متحتم الرعاية، لازمُ الصون، إنه ليس خيارًا يتردد فيه المترددون أو شأناً يتحير فيه المتحيرون فهي آية في الكتاب وستبقى ما بقي الزمان، ولن يستطيع بشر أن يغير هذه الحقيقة»، حيث «آلت بوعود قرآنية وتراتيب إلهية، وقد صدقت تلك الوعود، وآخرها لم يتحقق بعد وهو أن الساعة ستقوم وبيت المقدس بأيدي المسلمين».

وقال «آل طالب» إن «الثابت منذ الفتح وحتى المحشر أن بلاد فلسطين ومدينة القدس بلاد إسلامية عربية، والطارئ والاستثناء هو وقوعها في يد غيرهم، وعليه فكل إرادة وقوة تفرض غير ذلك، إنما تعبث في الدماء وتؤجج العنف والبغضاء، ثم تؤول عاقبة أمرها خُسرا».

وأكد آل طالب أن «الخطوة التي تم اتخاذها مؤخرًا لتكريس احتلال القدس، خطوة لن تنتج إلا مزيدًا من الكراهية والعنف، وستستنزف كثيرًا من الجهود والأموال والأرواح بلا طائل، ومضادة للقرارات الدولية وهو قرار يثير المسلمين في كل مكان ويسلب الآمال في التوصل إلى حلول عادلة كما أنه انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، وسيزيد المسلمين والعرب إصرارًا على التحرير».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل