المحتوى الرئيسى

نجيب محفوظ.. عنوان واحد وإبداعات مختلفة

12/15 13:19

كتب مختلفة تناولت مسيرة الروائي الكبير نجيب محفوظ، التقى بعض مؤلفيها بالروائي الراحل وعايش سنواته الأخيرة، ومنهم من أجرى معه حوارات مطولة، وآخرون تتبعوا لقاءاته الصحفية في شبابه وسنوات صعوده، أو حضروا ندواته الثقافية الأسبوعية ثم شرعوا في سرد أكبر تفاصيل عن "محفوظ" لتصبح كتاباتهم مرجعًا لعشاق "أديب نوبل المصري"، نلقي الضوء على عدد منهم. 

الكاتب محمد سلماوي، رئيس اتحاد كتاب مصر السابق، أحد أبرز الأسماء التي كتبت عن "محفوظ" خاصة بعد ارتباطه بصورة كبيرة به، إذ طُلب منه إلقاء خطاب نوبل أمام الأكاديمية السويدية بدلًا منه لتعذر سفره، وهو ما جرى بالفعل. 

نشر سلماوي كتابه "في حضرة نجيب محفوظ" في ديمسبر من عام 2011 عن دار الشروق المصرية، أكثر من 400 صفحة يحكي من خلالها الكثير من الأسرار عن حياة الأديب المصري من خلال وثائق وأوراق وتسجيلات خاصة تُنشر للمرة الأولى لنجيب محفوظ.

الكتاب من 3 أبواب، الأول عبارة عن لقاءات جمعت "محفوظ" بشخصيات أدبية وسياسية وعلمية من العرب والعالم، من بينهم الدكتور أحمد زويل، والأديب البرازيلي باولو كويليو، والكاتب المسرحي آرثر ميللر، فيما ركز الباب الثاني على القضايا الأدبية والعامة التي خاضها في مسيرته.

الباب الثالث اختصه "سلماوي" بنشر كلمات محفوظ الرسمية في مناسبات عدة سواء دولية أو داخل مصر، فضلًا عن صور نادرة له في مناسبات عدة.

وكان سلماوي قد تعرف على "محفوظ" في فترة السبعينيات، وامتدت العلاقة بينهما لـ 3 عقود، انتهت باختياره لإلقاء كلمة "نوبل"، واللحظة الأخيرة التي جمعتهما بحمل رئيس اتحاد كتاب مصر السابق نعش الأخير.

وكشف سلماوي بين أوراق "في حضرة نجيب محفوظ" ما جرى له في السويد، من محاولة رئيس لجنة نوبل الاتصال به لتعديل جزء في كلمة الروائي المصري الحاصل على الجائزة.

توقع سلماوي في البداية أن الأمر يتعلق بالسطور الخاصة بالقضية الفلسطينية، لكنه فوجئ بهم يطالبون بتوجيه الشكر للأكاديمية السويدية بدلًا من لجنة نوبل فقط ليرد "لنترك ما كتبه الأستاذ كما هو ونضيف إليه فقط اسم الأكاديمية، وهكذا يوجه الشكر للأكاديمية واللجنة أيضًا".

كما نُشر أيضًا له كتاب آخر وهو "نجيب محفوظ.. المحطة الأخيرة"يتحدث عن محفوظ منذ يوليو 2006 عند دخوله المستشفى حتى وفاته في 31 أغسطس 2006.

 وكتب سلماوي في تقديمه للكتاب موضحًا أنه ليس يوميات للشهور الأخيرة في حياة محفوظ فقط، لكنها محاولة لتقديم صورة رجل لم يكن كمثله أحد -على حد وصفه- مؤكدًا أنه لم يرَ شخصا في أخلاقه السامية وشخصيته الفريدة وإنجازه الأدبي غير المسبوق.

في كتاب ممتع مكون من 151 صفحة، يصطحبنا الكاتب جمال الغيطاني، في رحلة مع "محفوظ" داخل الحارات والشوارع التي استوحى منها شخصيات أعماله الأدبية، يتحدث إليه الأديب الكبير عن كواليس كتابة رواياته، ويُعلن عن المنزل الذي اختاره في منطقة الحسين ليصبح بيت أحمد عبدالجواد في الثلاثية الشهيرة. 

الكتاب صدر عام 2013 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن سلسلة أعمال نُشرت عن نجيب محفوظ، وكتب عنه أديب نوبل عام 1987: "هذا الكتاب أغناني عن التفكير في كتابة سيرة ذاتية لما يحويه من حقائق جوهرية وأساسية في مسيرة حياتي فضلا عن أن مؤلفه يعتبر ركنًا من مسيرتي الذاتية.

ويتطرق "الغيطاني" من خلال كتابه إلى طفولة "محفوظ" والحياة بين منطقتي الحسين والعباسية، أول علاقة حُب في حياة الأديب المصري، عشقه للتاريخ والقراءة بنهم، دراسته للفلسفة وتأثيرها على أعماله، أشهر شخصيات رواياته، المرة التي كاد أن يفقد بها حياته وجلوسه الدائم في المقاهي الشعبية.

مرّ الغيطاني في كتابه على صلة "محفوظ" بالكاتب توفيق الحكيم، ودور أم كلثوم في مسيرته، صوتها الذي يطمئن إليه قلبه فيكتب بسعادة، بداية تجربة القصص القصيرة، زواجه المتأخر وأسرته الصغيرة، ومسيرته المهمة في عالم السينما.

الغيطاني قام بتحويل الرحلة التي عايشها مع "محفوظ" في الواقع خلال حلقات برنامجه "تجليات مصرية" تنقل بالكاميرا في منطقة الحسين للتعرف على "قاهرة محفوظ".

تجدر الإشارة إلى أن الغيطاني كاتب مصري وصحفي كبير، لديه عدد من الروايات من أبرزها "الزيني بركات" و"أوراق شاب عاش منذ ألف عام" و"وقائع حارة الزعفراني"، وسبق أن ترأس جريدة أخبار الأدب.

الصحفي إبراهيم عبدالعزيز، أحد أكثر الكتاب غزارة في إصدار كتُب عن "محفوظ" أبرزها "أنا نجيب محفوظ" و"ليالي نجيب محفوظ في شِبرد" و"نجيب محفوظ بقلم نجيب محفوظ.. سيرة وطن" ويمتاز الرجل بلغته السلسلة وجمعه لعدد كبير من حوارات أديب نوبل عن مسيرته. 

ولـعبدالعزيز" ذكرى هامة مع "محفوظ" لأنه الشخصية الأدبية الأولى التي أجرى معها حوارا صحفيًا في بداية العمل ببلاط صاحبة الجلالة، وسط تشجيع من أديب نوبل، ويعتبر الصحفي الكتب التي أصدرها شهادة لكافة الأجيال".

وصدر كتابه الأخير في نوفمبر  تشرين الثاني من العام الجاري وهو الجزء الثاني من "ليالي نجيب محفوظ في شبرد" عن مؤسسة بتانة الثقافية، وأكد "عبدالعزيز" على أنه جمع في الجزأين 122 ليلة من صالون الروائي الشهير في شِبرد، وكانت تلك الجلسات تتاح بها مناقشات عامة عن الأدب والكتابة والأحوال السياسية والاجتماعية لمصر والعالم.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل