المحتوى الرئيسى

دى ميستورا يحمل الحكومة السورية مسؤولية فشل مباحثات السلام

12/15 00:03

أبدى موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا اليوم الخميس (14 ديسمبر/ كانون الأول) أسفه لعدم حصول "مفاوضات حقيقية" في مباحثات جنيف الأخيرة حول سوريا متهما الحكومة السورية بأنها لم ترغب حقيقة في الحوار. وقال في مؤتمر صحافي في ختام الجولة الثامنة من المفاوضات السورية "لم نجر مفاوضات حقيقية (...) ولم أر الحكومة تسعى حقيقة للحوار، هذا مؤسف" متحدثا عن "إضاعة فرصة ذهبية".

ومنذ بداية مفاوضات جنيف في 2016 رفض وفد الحكومة السورية التفاوض مباشرة مع وفد المعارضة، ولم يقبل التفاوض إلا مع الوسيط الأممي. وقال دي ميستورا "رغم كثير من الجهود من فريقي، لم نحصل على مفاوضات حقيقية. لكن أنجزنا مباحثات ثنائية" موضحا "لكن مع الحكومة لم نتباحث للأسف إلا في موضوع واحد (..) الإرهاب".

ومنذ بداية مهمة الوسيط في 2016 نظم دي ميستورا ثماني جولات من المباحثات بلا نتيجة.

انسحب وفد الحكومة السورية من محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف اليوم الجمعة، وقال إنه لن يعود الأسبوع المقبل إذا لم تسحب المعارضة بيانا يطالب بألا يكون للرئيس بشار الأسد دور في أي حكومة انتقالية بعد الحرب. (01.12.2017)

دي ميستورا يتحدث عن سوتشي بديلا عن جنيف وسط تبدل المواقف الإقليمية والدولية مؤخرا وتجاذب في المواقف بين موسكو وواشنطن خاصة حول مصير الأسد، ما الذي نستشفه من هذه المواقف؟وما هو مستقبل سوريا؟ (14.12.2017)

وقال دى ميستورا للصحيفين فى نهاية الجولة الأخيرة من المباحثات اليوم الخميس، والتي انتهت دون احراز تقدم أيضا: "لا أرى أن الحكومة تتطلع حقيقة  إلى ايجاد طريق للحوار أو التفاوض خلال هذه الجولة". وأضاف، بينما لم تضع المعارضة أي شروط، إلا أن وفد الحكومة السورية طالب بسحب المعارضة بيانا سابقا يدعو  إلى استقالة بشار الأسد. وأوضح دى ميستورا أن مبعوثي الأسد لم تكن لديهم حتى الرغبة في التواصل مع المعارضة بشكل غير مباشر من خلال الوسطاء الأمميين.

ومن جانبه دعا مفاوض المعارضة السورية نصر الحريري المجتمع الدولي لفعل المزيد لإقناع الحكومة السورية بالتفاوض وقال "محادثات الأمم المتحدة في خطر كبير". وأضاف الحريري مساء الخميس: "روسيا لا يمكنها الضغط بدرجة كافية على الحكومة السورية بسبب دولة أخرى تضع العراقيل في مسار عملية السلام"، حسب تعبيره. 

وقبل تصريحات دي ميستورا والحريري، كان بشار الجعفري رئيس الوفد الحكومي السوري قال إن الوسيط الدولي ضرب مصداقيته كوسيط بعد أن دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للضغط على دمشق.

وكان دي ميستورا طلب مساء الاربعاء في مقابلة مع قناة ار تي اس الروسية العامة من بوتين "أن يتحلى بالشجاعة" لأقناع الحكومة السورية بقبول تنظيم انتخابات "لكسب السلام".

وقال الجعفري إن دمشق لم تكن ترغب في أن تفشل المحادثات لكن المعارضة وضعت شرطا مسبقا الشهر الماضي في بيان ختامي لمؤتمر الرياض2 الذي قالت فيه إن الرئيس بشار الأسد لا يمكن أن يكون له دور في الانتقال السياسي في سوريا.

يذكر أنه خلال المؤتمر، الذي عقد في السعودية الشهر الماضي، قالت المعارضة السورية، في بيانها الختامي (بيان الرياض2)، إنها تؤكد على العملية الإنتقالية لن تحدث دون مغادرة بشار الأسد وزمرته عند بدئها، وأن المفاوضات المباشرة غير المشروطة تعني طرح ونقاش كافة المواضيع، ولا يحق لأحد وضع شروط مسبقة

وانطلقت الجولة الأولى من جنيف في 28 نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، واستمرت 4 أيام، ثم توقفت لعدة أيام بعد مغادرة وفد النظام إلى دمشق، قبل أن تستأنف الأسبوع الماضي، لتنتهي اليوم الخميس.

ع.أ.ج/ ص ش (د ب ا، أ ف ب، رويترز)

يبقى اندلاع الحرب بحد ذاتها مؤشراً على خسارة كبيرة لحقت بالنظام السوري. اليوم تتواجد جيوش وميليشيات تابعة لأكثر من ثمان دول على التراب السوري. بيّد أن الأسد استفاد من الدعمين الروسي والإيراني في استعادة مناطق كثيرة داخل سوريا كان قد خسرها سابقاً. مما حدا بعدة أطراف كانت تشترط رحيله قبل الشروع بأي مفاوضات إلى البدء في تغيير مواقفها.

كسب الأكراد الكثير في السنتين المنصرمتين، وبدأ صوتهم بالارتفاع ونفوذهم بالتزايد، مقارنة بحالهم في السابق. إذ أنهم سيطروا على مناطق كبيرة غنية بالنفط في شمال شرق البلاد. وتعاظمت قوتهم العسكرية؛ فهم يشكّلون العصب الرئيسي لـ"قوات سوريا الديمقراطية" التي حرّرت الرقة بدعم من "التحالف الدولي". كما أقام الأكراد "إدارة ذاتية" في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

ظهرت المعارضة السورية في البداية بديلاً محتملاً لنظام الأسد، إذ سيطرت على مساحة شاسعة من سوريا. غير أنها عادت وخسرت الكثير منها. تعاني المعارضة من التشتت في الرؤى والمواقف، فضلاً عن تعدّد الداعمين وتنوّع أهدافهم. مما حدا بالبعض لإطلاق كلمة "معارضات" سورية عليها. كما تعرضت المعارضة لضربة كبيرة بعد دخول التنظيمات الإرهابية كـ"داعش" و"النصرة" على الخط واستيلائها على الأراضي التي كانت تحت سيطرتها.

قبل أكثر من سنتين بدأ التدخل الجوي الروسي في سوريا. اليوم يتواجد آلاف الجنود الروس في أكثر من قاعدة عسكرية في سوريا، أهمها "قاعدة حميميم". يتحدث مراقبون عن أن الساحل السوري منطقة نفوذ روسية. سياسياً استطاعت موسكو فرض نفسها كلاعب سياسي أساسي في المشهد السوري؛ فهي عرابة "محادثات أستانا" و"مناطق خفض التصعيد" مع كل من تركيا وإيران. كما تدعم تيار في المعارضة يُدعى "منصة موسكو".

تعوّدت واشنطن على تحقيق سريع لرهاناتها العسكرية في الشرق الأوسط كما حدث في العراق وأفغانستان، لكن لم يتكرر الأمر في سوريا؛ فالتحالف الذي قادته ضد "داعش" تأخر كثيراً في تحقيق أهدافه. الرؤية الأمريكية لمستقبل دورها في سوريا غير واضحة وتتجاذبها أطراف عدة داخل المؤسسات الأميركية. بيّد أن واشنطن ربحت على الأقل قواعد عسكرية لها في البلاد.

لم تتخل إيران عن حليفها الأسد في سوريا طوال سنوات الحرب، وأبدت تصميماً كبيراً على بقاء النظام، موفرة دعماً عسكرياً ومالياً وغيرها من أشكال الدعم، الذي أثر بشكل كبير في تطورات الحرب. ويبدو أن طهران حصدت مؤخراً ثمار جهودها، فنفوذها تعاظم داخل سوريا بشكل أثار حفيظة خصومها في المنطقة، خاصة تل أبيب والسعودية، وفق ما نشرته تقارير إعلامية.

قدم الرئيس التركي للمعارضة كل أشكال الدعم من سياسي وعسكري ولوجستي وغيرها. لكن تداعيات هذه الحرب أرهقت النظام التركي كثيراً، إذ لم تتحقق رهاناته في سقوط بشار الأسد، ولم يستطع الحد من تعاظم دور الأكراد في سوريا. كما اتخذ "داعش" تدخل أنقرة في سوريا ذريعة لتنفيذ هجمات إرهابية بالأراضي التركية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل