المحتوى الرئيسى

أسبوع على قرار "القدس".. انتهاكات الاحتلال يفشلها صمود الشعب الفلسطيني

12/14 22:23

شكَّل اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، الخبر الأخطر خلال هذا الأسبوع، وإضافة لمفاعيل القرار السياسيّة، وما يمكن الاحتلال أن يستفيد منه في تعزيز خططه الاستيطانية ومحاولات سيطرته على المسجد الأقصى.

وحسب "موقع القدس"، فإن القرار شكَّل إحياءً للتضامن الشعبي الكبير مع القدس، فقد خرجت مظاهرات في كل أنحاء العالم رافضة للقرار الأمريكي، وشهدت المدن الفلسطينية مواجهات عديدة مع قوات الاحتلال، في تجديد واضح لانتفاضة القدس.

ومع الرفض الرسمي والشعبي لهذا القرار، شكَّل زيارة الوفد البحريني للاحتلال، صورة شاذة عن هذه الحالة العامة من التضامن والتفاعل، لتؤكد من جديد، أن خطر تمييع القضية من الصف العربي، يشابه الأخطار الأخرى ولو كان اعترافًا أمريكيًا، أو نقلًا لسفارة دولة إلى القدس المحتلة.

- التهويد الديني والثقافي والعمراني:

تتابع أذرع الاحتلال المختلفة تهويدها للقدس المحتلة، ففي 10/12 اقتحمت طواقم تابعة لسلطتي "الآثار" و"الطبيعة" الإسرائيليتين، مقبرة باب الرحمة الملاصقة لجدار المسجد الأقصى، وقصت أشجارٍ في المقبرة، وعبثت في العديد من المقابر، في انتهاك صريح لحرمة المقابر والأموات.

وفي 11/12 كرَّرت هذه الطواقم اقتحام المقبرة، وأعادت اعتداءاتها السابقة، وفي 12/12 اقتحمت الطواقم الإسرائيلية المقبرة لليوم الثالث على التوالي، وعملت على إزالة بعض الأشجار ونبش لعددٍ من القبور، وقد حاصرت قوات الاحتلال المقبرة، ومنعت دخول المواطنين إليها.

وتعمل سلطات الاحتلال للاستيلاء، على أجزاء مهمة من المقبرة، لهدف وضع قواعد "التلفريك" وبناء مطلات للحدائق التلمودية.

وتعرضت المقبرة لعمليات قضم متتالية لأراضيها من قبل أذرع الاحتلال، ومما يؤكد ذلك، اكتشاف مدفن كبير خلال أعمال تمديدات خدمية في الشارع الملاصق لمقبرة "مأمن الله"، وتعود الهياكل العظمية التي وجدت إلى القرنين الثامن أو التاسع عشر، وهو ما يؤكد الامتداد الأصلي للمقبرة التي تعمل سلطات الاحتلال على فرض سيطرتها عليها.

وفي سياق آخر من التهويد، تستمر اقتحامات المسجد الأقصى، وتؤمن قوات الاحتلال الحماية للمستوطنين خلال أدائهم لصلوات تلموديّة في الأقصى، وقامت بإبعاد الحراس عن المستوطنين لمسافة مئة متر، وقامت باحتجاز هويات المصلين، وأعطتهم بطاقات ملوّنة بدلًا منها، لضمان خروجهم من الأقصى، وعدم رباطهم فيه.

يعمل الاحتلال على استفادته من أي مناخ دولي لدعم الاستيطان في القدس المحتلة، فبعد قرار ترامب حول مدينة القدس، تستعد حكومة الاحتلال للمصادقة على بناء 14 ألف وحدة استيطانية بمدينة القدس المحتلة.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير البناء والإسكان في حكومة الاحتلال يوآف جالانت أعد الخطة لتوزيع هذه الوحدات، وهي تشمل بناء ألف وحدة استيطانية في مستوطنة "بسغات زئيف" وثلاثة آلاف في مستوطنة "كتمون" وخمسة آلاف في سلسلة جبال "لوفن" داخل حدود القدس المحتلة، بالإضافة لبناء خمسة آلاف وحدة استيطانية بمستوطنة "عطاروت".

وفي سياق متصل كشفت أسبوعية "كول هعير" الإسرائيلية، عن إعداد الاحتلال لمشروع بناء استيطاني ضخم في منطقة جبل المكبر.

وكشفت الصحيفة عن تعاقد مستوطنة "رمات" مع مجموعة "الإخوة نوحيمان"، للبدء بإقامة المشروع على أراضٍ تقع في حي "الأرنونا" ومنتزه قصر المندوب السامي على "جبل المكبر"، لبناء مئات الوحدات الاستيطانية وفندقين ومركز تجاري كبير.

حقق ترامب وعده الأهم في حملته الانتخابية، ففي 6/12 أعلن ترامب اعتراف بلاده بالقدس "عاصمة" لدولة الاحتلال، وأعلن نقله للسفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس، قائلًا إن هذه "الخطوة تأخرت"، وأعلن عن أنه سيوجّه وزارة الخارجية "للمباشرة بإجراءات نقل السفارة"، لكنّه وقّع على تأجيل البدء بالإجراء الفعلي لـ 6 أشهر.

ودعا "ترامب"، إلى الإبقاء على "الوضع القائم" في القدس، قائلًا: "يجب أن تبقى (القدس) مكانًا يتعبد فيه اليهود على حائط المبكى، والمسلمون في المسجد الأقصى"، على حد تعبيره.

وأثار القرار الأمريكي، سخطًا ورفضًا دوليًا، حيث اعتبرته الحكومة الأردنية خرقًا لقرارات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، وأكدت على أن الاعتراف الأمريكي لن يغير وضع المدينة كأرض محتلة؟، ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القرار بـ"المؤسف"، فيما وصفه وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو بأنه غير مسؤول.

وفي إطار عمل الاحتلال على الاستفادة من القرار، كشف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن اتصالات مع عدد من الدول للاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية، في محاولة لتشكيل حالة دولية حول القرار، وهو الذي لم يحصل، وقد وصف نتنياهو قرار ترامب بأنه "إعلان تاريخي"، وبأن ترامب "ربط نفسه إلى الأبد بتاريخ عاصمتنا".

وفي إطار ردود الفعل حول القرار الأمريكي، موافقة مجلس النواب الأردني في 10/12، على إعادة دراسة مجمل الاتفاقيات مع الدولة العبرية بما في ذلك اتفاقية "وادي عربة"، وناقش المجلس في الجلسة ذاتها موضوع نقل السفارة الأميركية الى القدس، ولم يعرف المدى الذي يمكن أن يصل إليه المجلس في هذه الخطوة، فلم تقم الأردن بتجميد هذه الاتفاقية عدا عن إلغائها.

أما على الصعيد الشعبي، فشهدت مختلف دول العالم تظاهرات حاشدة رافضة للقرار الأمريكي حول القدس، وبلغ عدد المظاهرات في 8/12 نحو 521  مظاهرة، وشهدت كل من تركيا والولايات المتحدة وألمانيا والسويد العدد الأكبر من التظاهرات، بالإضافة لعواصم ماليزيا وإيران وباكتسان والهند وأندونيسيا.

وشهدت المدن الفلسطينية المختلفة وعلى رأسها قطاع غزة ونابلس وقباطية وجنين والخليل وطوباس وقلقيلية مظاهرات حاشدة، فيما شهد بعضها مواجهات مع قوات الاحتلال.

وكما شهدت مخيمات لبنان مظاهرات وفعاليات مختلفة، بالإضافة لتنظيم عددٍ من الوقفات في 10/12 أمام السفارة الأمريكية في بيروت، ولم يتوقف اعتصامات الأردنيين أمام السفارة الأمريكية في عمان منذ الإعلان عن القرار الأمريكي، وتستمر الوقفات والمظاهرات الفلسطينية والعربية طيلة أيام الأسبوع، في حراك أظهر بشكل واضح مكانة القدس في الوجدان الشعبي العربي، وأكد أهمية استثمار حالة التعاطف مع القدس لبرامج عمل فاعلة على أرض الواقع.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل