المحتوى الرئيسى

كان خلاص هيتجوز.. «التحرير» في منزل «أسامة» قتيل الغدر بالبدرشين (صور)

12/14 14:04

«أسامة» شاب في العشرين من عمره، يقيم بالبدرشين يعمل سائقا على «توك توك» ملكه، كافح كثيرا في سبيل شرائه، جلس يداعب والدته أثناء تحضيرها وجبة العشاء له بعد عناء يوم طويل وشاق في عمله، قبل أن يرن هاتفه برقم مجهول، لتمنعه والدته من الرد.. «أكيد زبون عايزك توصله وانت تعبان في الشغل طول اليوم.. ده غير إن أنا باعملك الأكل».. ولكن إصرار المتصل على الاتصال مرة أخرى جعل "أسامة" يرد.

وكما توقعت والدته كان أحد الأشخاص يريد توصيله إلى «بركة الملك» وهو مكان بعيد نسبيا عن القرية، جعلت "أسامة"، ينسى تعبه لارتفاع أجر التوصيلة، وهمّ بارتداء ملابسه على عجل، لتوقفه والدته.. "طب استنى لمّا تاكل"، ليجيبها "لمّا آجي عشان ماتأخرش على الزبائن"، وقبّل يدها وخرج، ولأول مرة يخرج "أسامة" لعمله، وتكون والدته قلقة عليه ربما لأن الوقت متأخر، وربما قلب الأم الذي يشعر بالخطر القريب من أبنائها، وصدق حدس الأم؛ حيث قُتل نجلها غدرا في محاولة لسرقة "التوك توك"، وتم رميه في مصرف قريب بالقرية، لتكون قُبلة "أسامة" على كفيها آخر مشهد تتذكر به نجلها.

"التحرير" انتقلت إلى قرية "منشأة دهشور"، للوقوف على التفاصيل الكاملة للحادث الأليم الذي هز القرية بأكملها.

داخل شارع ضيق جلس على عتبته سيدات يتشحن بالسواد، استقبلنا "أبو أدهم"، زوج شقيقة المجني عليه، وبدأ حديثه قائلا "قتلوا أسامة غدر.. وكسَّروا دماغه بالبلطة.. وحاولوا إلقاءه في البركة.. لولا حكمة ربنا اللي أنقذ جثته من الغرق عشان ما يهربش المجرمين من عملتهم".

يصمت قليلا قبل أن تلتقط والدته طرف الحديث بعيون باكية قائلة "منهم لله، حرموني من أغلى حاجة في دنيتي.. ده كان بيجهز شقته وقرَّب يتجوز، حسبي الله ونعم الوكيل فيهم".

تجلس الأم المكلومة في نجلها، وترجِع برأسها إلى الوراء لتتذكر أحداث ذلك اليوم المشؤوم قائلة "أسامة اشترى التوك توك من سنة بالتقسيط، وكان بيشتغل عليه مع أخوه الصغير ياسر، كان نفسهم يتجوزوا مع بعض في ليلة واحدة، وكانوا بيتنافسوا على الشغل ما بينهم".

وتضيف الأم بحسرة «أسامة عشان محترم الناس كلها كانت بتحبه، وكان رقمه مع أهل القرية كلهم، بيكلموه يوصلهم في مشاويرهم، وماكانش بيعمل حاجة في حياته غير إنه يشتغل، ويوم الواقعة ماكانش نازل، عشان الوقت كان متأخر، لكن ولاد الحرام أغروه بثمن التوصيلة المرتفع.. وعرفت بعدها بساعة إنه مصاب وحالته حرجة، ومات في المستشفى تاني يوم».

وأوضح شقيقه "ياسر"، أن أحد الأشخاص هاتفه وأخبره أنه عثر على أخيه، أثناء محاولة مجهولين رميه بأحد المصارف، ولكنهم لاذوا بالفرار فور رؤيته، وتابع شقيق الضحية، أنه توجه على الفور لمكان الواقعة وفهم أنه عقب ارتكاب المتهمين للجريمة وضرب أخيه أسامة ثلاث ضربات من "بَلطة" كانت بحوزتهم، قاموا بإنزاله من التوك توك معتقدين أنه مات، وأثناء رميه بالمصرف تصادف مرور سيارة نصف نقل، فقام المتهمون برميه وتركوا التوك توك، خشية ضبطهم على يد قائد السيارة النقل، وقام السائق بمعاونة أحد المارة بإخراج جثة شقيقه من المصرف قبل أن تغرق، وحصل على رقم هاتفه من الهاتف المكتوب على ظهر التوك التوك.

وأضاف أنه عثر على شقيقه فاقدا الوعى، ومُهشم الرأس، وسارع لنقله إلى أحد الأطباء الذي أخبرهم بأن حالته حرجة وعليهم الذهاب به لمستشفى قصر العيني، وبالفعل قام بنقل أخيه للمستشفى، ولكنه توفى بعد مرور 20 ساعة في المستشفى.

سيد عبد التواب، تاجر فاكهة، والد المجني عليه، ملامح وجهه عبرت عن مصيبته قال في صعوبة إنهم أثناء نقل نجلهم للمستشفى عثروا على هاتفه المحمول، وقاموا بتقديمه لرجال المباحث، وعثروا على مكالمة مسجلة بين المتهم و"أسامة"، والتي طلبوا منه فيها توصيله، كما عثروا على "البلطة" المستخدمة في الحادث، وأحد الأحذية للمتهمين، وقامت المباحث بإعداد أكمنة للمتهمين وتم ضبطهم، وتابع: «أنا راجل على قد حالي ولسه ماشفتش محامي يتابع قضية ابني، وخايف المتهمين يلعبوا في القضية، ونفسي في محام يراعي ربنا ويتولى قضية أسامة لغاية ما نجيب حقه».

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل