المحتوى الرئيسى

"حضانة الموت".. تفاصيل وفاة "ميس منال" و4 من تلاميذها أثناء الدرس

12/14 13:45

كتب- طارق سمير وسامح غيث:

كعادتهم كل ثلاثاء، ذهب 4 أطفال بالصف الأول الابتدائي، الثلاثاء الماضي، إلى حضانة "يوسف"، لحضور درس اللغة الإنجليزية، مع مالكة الحضانة "المُدرسة منال"، ومع انهماك المدرسة في الشرح انتشر غاز مُسرب من "البوتاجاز" في أرجاء الشقة، ما أسفر عن وفاتهم ومُدرِّستهم خنقًا.

وقال مصدر أمني إن "ميس منال حمدي حلمي"، مالكة الحضانة، توفيت على الفور وقت الحادث، ومعها 3 أطفال هم كريم وليد سيد مختار- 7 سنوات، وبسمة الله السيد حامد - 9 سنوات، وعمر سيد حامد - 8 سنوات، بينما توفي الطفل حامد سيد صالح - 5 سنوات، صباح اليوم التالي للواقعة أثناء محاولة إسعافه في مستشفى الدمرداش.

"ميس منال".. سيدة أربعينية تدير حضانة "يوسف" منذ سنتين بالطابق الأرضي لمنزلها بشارع حمدي المُهر بالمطرية، لتعليم الأطفال حتى 7 سنوات، إضافةً إلى إعطاء دروس خصوصية لطلاب المرحلة الابتدائية، وتزوجت قبل 10 أيام فقط، للمرة الثانية بعد انفصالها عن زوجها الذي أنجبت منه طفلًا.

في الثالثة من ظهر الثلاثاء الماضي، كان الهدوء يخيم على أرجاء شارع الحضانة، قبل أن يقطعه صوت صراخ أهالي الأطفال المتوفين "عيالنا فين بقالنا ساعة بنخبط على الباب محدش بيرد"، لم يَكف أسر الضحايا عن الصراخ والعويل والتمتمة بكلمات "هيموتوا من ريحة الغاز دي حرام"، بعد 5 دقائق حضرت غادة زوجة شقيقة المتوفية "منال"، وحاولت تهدئة الأمر "ماتقلقوش هنكسر الباب"، لكن الأهالي لم يتمكنوا من فتح باب الشقة.

لجأت "غادة" إلى تشبيك يدها، ليتمكن أحد أطفال الشارع من القفر على "حديقة الحضانة"، ومن ثم فتح الباب، يقول "أحمد م." (15 سنة): "دخلنا لقينا 3 أطفال مرميين على الأرض في الصالة وفوقهم الدكك، وطفل على السرير، والمُدرسة مرمية جنب التلاجة"، لم تتحمل زوجة شقيق المتوفية رائحة الغاز، وفقدت وعيها وافترشت أرض الحضانة.

مضى الطفل يقول: كان جسمهم أزرق وفي رغاوي على بقهم، حاول الأهالي إفاقتهم معتقدين أنهم في حالة اغماء إلا أنهم فشلوا.

أُصيب الأهالي بالفزع؛ هاتفوا الشرطة على الفور، وخلال 20 دقيقة من الواقعة، حضر رجال شرطة قسم المطرية، والإسعاف، ونقل 4 أطفال بينهم واحد على قيد الحياة، والمُدرسة (متوفية)، وزوجة شقيقها (مصابة بغيبوبة)، إلى مستشفى المطرية، بينما كثف رجال الأمن بقيادة المقدم محمود الأعصر من تواجدهم للوصول إلى تفاصيل الحادث.

"حد من الأطفال أو المدرسة ساب عين البوتاجاز مفتوحة ونسيها، وماحسوش بيها إلا لما خنقتهم"، قالها مصدر أمني قبل أن يضيف أن القضية لم يشوبها تورط أحد في تنفيذها، وما زالت التحريات مستمرة حتى التأكد من كونها واقعة "قضاء وقدر".

بينما وقف رئيس المباحث، وعدد من أفراد الأمن، ووكيل النائب العام وسكرتيره الخاص، قطع زوج المتوفية معاينتهم "هي مراتي مش بترد ليه من الصبح حصل أيه"، ليبلغه أحد الشرطيين بمصرعها، فصرخ فزعًا "إزاي .. إزاي"، ومن ثمّ هرع نحو مستشفى المطرية لرؤيتها قبل دفنها.

أمام مبنى العمليات بمستشفى المطرية، جلست والدتي الأطفال الضحايا تلتف حولهن نسوة متشحات بالسواد، للاطمئنان على الطفل "حامد" الذي كان لا يزال على قيد الحياة، ونقل إلى مستشفى الدمرداش دون علمهم، وسط تواجد أمني مكثف تزامنًا مع وصول قيادات أمنية، وحينما وطأت أقدامهم المستشفى سارع الأهالي ليطالبونه بضرورة التحقيق في الواقعة لظنهم أنها "بفعل فاعل" وليست "قضاء وقدر" ليرد الأخير "متقلقوش احنا هنعمل اللازم".

"أعيش من غيركم إزاي" قالتها والدة الأشقاء الثلاثة الضحايا مصحوبه بكلمات غير مفهومة، قبل أن تدخل في حالة اغماء تسقط على إثرها أرضا.. انصرف الجميع بناء على طلب لواء شرطة، وهم يدعون الله أن ينقذ الطفل الرابع من الموت، فهو الشاهد الوحيد على ما حدث.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل