المحتوى الرئيسى

مرصد الأزهر يضع 3 سيناريوهات لعناصر داعش الهاربة من سوريا والعراق

12/14 11:56

وضع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف والإرهاب 3 سيناريوهات لعناصر تنظيم داعش الهاربة من سوريا والعراق، وهي العودة لبلادهم أو التحول إلى مناطق عدم استقرار أخرى، أو ظهور نسخة ثانية من داعش.

وقال المرصد في بيان له: "بدأت ظاهرة العائدين من داعش في البروز إلى السطح، حيث وجد بعض المنضمين إلى داعش ممن خُدعوا بدعايتها إظهارها المثالية أن الأوضاع على أرض الواقع تختلف اختلافًا جذريًا عن تلك الدعاية، ومن ثم قرروا ترك التنظيم والعودة إلى بلادهم، ومع تزايد العمليات ضد التنظيم تزايدت أعداد العائدين من داعش، ويبلغ عدد العائدين إلى بلادهم الأصلية على الأقل 5600 مواطن أو مقيم من 33 دولة حول العالم، وفق إحصائية لمنظمة مشروع كلاريون، ويمثل هؤلاء العائدون من داعش تحديًا كبيرًا للدول التي يعودون إليها؛ حيث يتبنى التنظيم فكرة عمليات الذئاب المنفردة، والتي يمكن أن يقوم بها شخص واحد محدثًا آثارًا كبيرة مدمرة".

وأضاف أن احتمالًا آخر بظهور خلايا وتنظيمات إرهابية جديدة، فمن المتوقع بناءً على التقارير والتحذيرات الواردة في سياق الحديث عن القضاء على داعش في العراق وسوريا، أن تتكون خلايا إرهابية أو تنظيمات جديدة على أنقاض "داعش"، وهو ما قد يُعاني منه العالم لسنوات آخرى تستنزف من البشرية طاقات وأموالاً طائلة؛ لذا ينبغي على جميع الدول الحذر وعدم الإفراط في السعادة عقب الأخبار التي تتحدث عن سقوط داعش، ومواصلة العمل المشترك الذي يهدف إلى تبادل الخبرات والمعلومات بشأن العمليات الإرهابية ومنفذيها، من أجل الحيلولة دون تمكن مثل هذه الجماعات من تكوين جيوب جديدة يمارسون منها أنشطتهم المتطرفة، واحتمال ثالث بالتحول إلى مناطق عدم استقرار أخرى.

ويرى محللون أن بعض مقاتلي داعش ينتقلون من الأماكن التي كان التنظيم يسيطر عليها في العراق وسوريا، والتي باتت الآن تحت سيطرة حكومتي الدولتين وقوات التحالف إلى مناطق صراع أخرى حول العالم؛ حيث تمثل هذه البؤر أماكن مثالية يمكن لهذه العناصر أن تستأنف على أرضها عملياتها المتطرفة، وتنشر فيها فكرها المتطرف، ومن بين هذه الأماكن أفغانستان وليبيا؛ حيث تتشابه الأولى مع العراق وسوريا؛ إذ توجد أقلية شيعية مما يمكن هذه الجماعات من اللعب على وتر الطائفية، بينما تمتلك الثانية ثروة نفطية هائلة توفر لهم موارد مالية ضخمة.

وتابع أن الاحتمال الأخير وهو ظهور نسخة ثانية من داعش وفقًا للموقع الإلكتروني لصحيفة فورين بولسي وموقع إس بي إس، من المرجح أن تظهر نسخة جديدة من تنظيم داعش أطلقا عليها موقع "إس بي إس" "ISIS 2.0." حيث يتوقع وفق هذا السيناريو أن يظل المقاتلون الذين كانوا يشكلون الدوائر المقربة من الخليفة المزعوم البغدادي في العراق، يشكلون مقاومة سرية؛ ويقومون بعمليات متفرقة وهجمات انتحارية، كما أنهم قد يغيرون من ولاءاتهم بين المجموعات العاملة على الأرض مثل جبهتي فتح الشام وأحرار الشام.

وقال المرصد إن التوقعات والسيناريوهات تخضع جميعها للكثير من العوامل التي قد تجعل من بعضها خيارات صعبة التحقق على أرض الواقع، كما أن تعزيز الجهود الدولية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف وتعاون الدول استخباراتيًا وعسكريًا، ولا بد وأن يحول دون ظهور مثل هذه التنظيمات في أماكن جديدة، أو على الأقل يحد من هذا الأمر، كما أن تعامل كل دولة مع المقاتلين العائدين إليها سيحدد إلى أي مدى يمكن أن يشكل هؤلاء العائدون خطرًا على الدولة، أو عاملًا إضافيًا يسهم في تعزيز فهم الدولة المعنية لفكر هذه الجماعات وكيفية محاربته، ومن ثم فمن المؤكد أنه كلما امتكلت الدولة برامج متقدمة لتأهيل هؤلاء العائدين، وتيسير إعادة دمجهم في مجتمعهم، عظمت الاستفادة منهم، وقل ما يمثلونه من خطورة، ومن المؤكد أن إعلان القضاء على داعش ليس نهاية المطاف، ولكنه قد يكون أمرًا مبشرًا بأن تكاتف الجهود الدولية يؤدي إلى تحقيق نتائج ملموسة في سياق القضاء على التطرف، بيد أنه مع حصر هذه الجهود المشتركة في مناطق دون أخرى، تظل المشكلة قائمة؛ حيث يتسنى لعناصر هذه الجماعات المتطرفة التحول من منطقة إلى أخرى، وعندئذٍ لا يعدو الأمر سوى أننا نقضي عليهم في جهة لنسمح لهم أن يطلوا برأسهم من جهة أخرى، كما أن الأهم من ذلك الجهد العسكري هو القضاء على أيديولوجيات هذه الجماعات وأفكارها المتشددة؛ حيث نحصن الشباب من الوقوع في براثنها، بل وحملهم على الوقوف صفًّا واحدًا في مواجهتها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل