المحتوى الرئيسى

هل انطلق قطار محادثات تشكيل ائتلاف كبير في ألمانيا؟

12/14 01:00

أعلن قادة تحالف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، تأييدهم لإجراء محادثات استطلاعية حول تشكيل  حكومة مستقرة مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي. ومن المقرر أن يقرر الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار الوسط ) ما إذا كان سيوافق على المرحلة القادمة من المحادثات يوم الجمعة، وفقا لما ذكره الجانبان بعد حوالى ساعتين ونصف من المحادثات في برلين.

وكان قادة تحالف المستشارة الألمانية ميركل المسيحي، وقادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، قد بدأوا مساء اليوم الأربعاء (13 كانون الأول/ ديسمبر 2017)، مشاورات للبحث عن مخرج في أزمة تشكيل حكومة جديدة تقود البلاد خلال الفترة التشريعية المقبلة.

أيدت قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي إجراء مباحثات مفتوحة النتائج حول تشكيل حكومة مع الاتحاد المسيحي بزعامة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، معتبرة أن هذا خيار ضمن ثلاثة سيتم الحسم فيها لاحقا خلال المؤتمر العام للحزب. (04.12.2017)

بعد أنباء أوردتها صحيفة "بيلد" حول قرار الاشتراكيين بدء مشاورات تشكيل حكومة موسعة مع ائتلاف ميركل، نفى زعيم الاشتراكيين تلك المعلومات "الخاطئة"، مشددا أن حزبه سيدرس جميع الخيارات الأسبوع المقبل. (01.12.2017)

وشارك في المشاورات كل من ميركل ومارتن شولتس، زعيم الحزب الاشتراكي، وهورست زيهوفر، زعيم الحزب البافاري، واندريا ناليس زعيمة الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي وفولكر كاودر، زعيم الكتلة البرلمانية للتحالف، والكسندر دوربينت، زعيم المجموعة البرلمانية للحزب البافاري.

ويأتي ذلك بعد مضي ثلاثة أسابيع ونصف الأسبوع على فشل المحادثات الاستكشافية بين تحالف ميركل، والحزب الديمقراطي الحر، وحزب الخضر لتشكيل ائتلاف ثلاثي معروف باسم (جامايكا). ويذكر أن تحالف ميركل يضم كلا من حزبها المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري.

ويشار إلى أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي كان قد أعلن فور إعلان نتائج الانتخابات التشريعية في أيلول/ سبتمبر الماضي نيته الانتقال للمعارضة. بيد أنه وبعد فشل محادثات "جامايكا" ودعوة الرئيس الألماني شتاينماير للأحزاب للعودة إلى محادثات تشكيل ائتلاف حكومي غير الاشتراكيون موقفهم قليلا.

تعود جذور "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" إلى عهد الثورة الديمقراطية الشعبية عام 1848. وكانت الفترة بين 1863 و1869 المرحلة الجينية لتأسيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وفي عام 1875 جاء تأسيس الحزب عن طريق اندماج "الجمعية العامة لعمال ألمانيا" ADAV التي أسسها فرديناند لاسال، و"حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي" SPDA والذي أسسه كل من أوغست بيبيل وفيلهلم ليبكنشت.

انشق عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1920 جناح، بزعامة كل من روزا لكسمبورغ وكارل ليبكنشت. واحتج المنشقون على تأييد الحزب لمشاركة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.

بعد أن كان الحزب قد أعلن تبنيه الفكر الماركسي بشكل صريح عام 1891، تم حظره رسمياً عام 1933 بعد صعود النازيين للسلطة. وتعرض نشطاؤه وأعضاؤه للسجن والتعذيب. وفي عام 1945 تمت إعادة تأسيس الحزب من جديد.

بعد الحرب العالمية الثانية تخلى الحزب نهائياً عن الفكر الماركسي، وظل منذ عام 1949 في صفوف المعارضة البرلمانية وذلك حتى عام 1966.

في عام 1966 شارك الحزب الاشتراكي الديموقراطي في أول ائتلاف حكومي كبير مع التحالف المسيحي ("الحزب المسيحي الديمقراطي" وشقيقه "الحزب المسيحي الاجتماعي" البافاري). شغل قائد الحزب الاشتراكي آنذاك فيلي برانت منصب وزير الخارجية في تلك الحكومة.

بعد الفوز الكبير الذي حققه الحزب الاشتراكي الديمقراطي في انتخابات عام 1969، وصل مرشحه فيلي برانت لمنصب مستشار ألمانيا، في الحكومة، التي تشكلت بالائتلاف مع "الحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي). استمرت الحكومة إلى عام 1982، لكن بعد فضيحة تورط مساعد بارز لبرانت في التجسسس لصالح ألمانيا الشرقية، استقال برانت من منصبه عام 1974.

بدأ هيلموت شميت مشواره السياسي بالتحاقه بالحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1946. ثم تمكن بعد ذلك من الوصول إلى البرلمان الاتحادي الألماني عام 1953 ممثلاً للحزب الاشتراكي. في عام 1974 انتخب هيلموت شميت مستشاراً لألمانيا خلفاً للمستشارالسابق فيلي برانت.

بعد سحب الثقة من هيلموت شميت عام 1982 عاد الحزب مجدداً إلى صفوف المعارضة وامتدت هذه الفترة حتى عام 1998.

حصد الاشتراكيون الديمقراطيون عام 1998 حوالي 40.9 في المائة من الأصوات في الانتخابات. وتمكنوا بذلك من دخول البرلمان بقوة أكبرهذه المرة. وشكل الحزب بقيادة زعيمه غيرهارد شرودر ائتلافاً حكومياً مع حزب الخضر امتد لثماني سنوات.

حل الحزب الاشتراكي الديموقراطي في المرتبة الثانية في الانتخابات العامة عام 2005. وشارك الحزب، الذي كان يتزعمه فرانك فالتر شتاينماير، في حكومة الائتلاف الكبير مع التحالف المسيحي بقيادة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل.

تكبد الحزب الاشتراكي الديموقراطي هزيمة كبيرة في انتخابات عام 2009، ما جعله يعود أدراجه من جديد للجلوس على مقاعد المعارضة في البرلمان الألماني.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل