المحتوى الرئيسى

انتبه! بعض الخيال قد يكون سامًا ولكن يمكن علاجه

12/13 19:02

في هذا المقال الملهم من موقع أوبرا دوت كوم تحدثنا الكاتبة مارثا بيك عن فن متأصل في نفس كل منا وربما لا ندري عنه شيئًا. إنه فن الخيال.

تفتتح مارثا مقالها قائلة إن الخيال أمر صحي بالنسبة للإنسان، خاصة عندما يحين وقت الأجازات حيث يزداد وقت الفراغ وتتزاحم أحلام اليقظة في رؤوسنا. ولكن الخيال مثل الدواء من الممكن أن يحسن من صحتنا ويكون سببًا في شفاءنا من الأمراض، إلا إن الأدوية الخطأ أو حتى الجرعة الزائدة من الدواء الصحيح من الممكن أن تكون سامة وتودى بحياتنا. لذا يعتبر تعلم ممارسة أحلام اليقظة بطريقة صحية واحدًا من أهم المهارات التي تشك الكاتبة في أن أيّا منا قد تعلمها من قبل.

من الجدير بالذكر أن معظم اختراعات الإنسان وابتكاراته وحتى أعظم أعماله الفنية بدأت كفكرة أو حلم. يمنحنا الخيال الرؤية التي نحتاجها لنخطط لمستقبلنا كما يساعدنا على الابتكار. إن أحلام اليقظة أمر بالغ الأهمية وحيث أننا نتجه إلى موسم الخيال (أي فصل الشتاء)، فإليكم هذه المقدمة حول كيفية إتقان فن الخيال وأحلام اليقظة.

عليك أن تبدأ بملاحظة أفكارك؛ ما الذي يفعله عقلك عندما تكون في فترة الراحة، دون إرهاق نفسك في التفكير؛ اسند ظهرك إلى الوراء وتخيل المستقبل غدًا أو في الأسبوع المقبل أو حتى العام القادم.. ماذا تشعر حيال هذه السيناريوهات المستقبلية؟ هل كانت مصدر لإلهامك؟ هل تشعر بالتوتر مثلًا أو بالخدر واللا مبالاة أم ماذا؟ الغريب في الأمر أن الكثير من البشر يمارسون أحلام اليقظة بطريقة تثير فيهم الرعب والإحباط. لنر أي النماذج تبدو مألوفة لك:

إن أشد أنواع أحلام اليقظة فتكًا بالإنسان هو ما يُطلق عليه علماء النفس: الخيال الكارثي فهو بمثابة كابوس يدور حول أسوأ الأحداث التي يمكن أن تقع في حياة الإنسان: أن تحدث مشاجرة بين أفراد العائلة على مائدة العشاء في عطلة نهاية الأسبوع، أو أن تتحطم الطائرة التي سنسافر على متنها إلى إحدى الجهات أو ربما ينتشر وباء أنفلونزا الطيور في البلاد.

الخطوة التالية هي كبح جماح عقلك. إذا كنت إنسان متشاءم بطبعك فهذا الكلام سيكون أسهل بكثير من الفعل، ولكن ليس عليك إجبار نفسك على التفكير بإيجابية. في الواقع، فصراعك ضد مشاعرك لن تؤدي إلا إلى تقوية هذه  المشاعر. إن الطريق لتمنع نفسك من الانهزام هو التوقف عن التركيز على قلقك الداخلي على أن يكون الانتباه منصب على العالم الملموس. أولًا، جسدك: هل تقبض على يديك بشدة أو تتحرك بعصبية من جانب إلى آخر؟ لا تصدر أحكامًا على ردود أفعالك؛ فقط راقبها بصمت. والآن حاول الشعور بأنفاسك التي تتردد في صدرك صعودًا وهبوطًا. أنظر حولك، وانتبه لأدق التفاصيل. عندما يكون عقلك مشغولًا بشدة بهذه الحقائق الواقعية، فإن خيالك الجامح نحو الكوارث (الفانتازيا الكارثية) سيبدأ في التراجع. ليس معنى هذا أن المخاوف التي تفكر فيها غير ممكنة الحدوث- ولكنها على الأقل لا تحدث الآن. يمكنك التأقلم مع هذه اللحظة، وهذا هو كل ما يمكنك فعله.

يمارس أغلب البشر هذا النوع المدمر من أحلام اليقظة دون أن يدرك. نحن لا نتوقع أي شئ مخيف؛ فنحن ببساطة نتخيل أن المستقبل سيكون عبارة عن دائرة لا نهائية من نفس الأحداث القديمة المتكررة. فإذا نشأت مثلًا على مشهد المشاجرات بين الوالدين، فربما لا تكون قادرًا على تصور حياة زوجية سعيدة وستتوقع أنك ستكون تعيسًا في حياتك أيضًا. كذلك إذا عانيت من الفقر طيلة حياتك، فربما لا تعرف ما هي الرفاهية أصلًا، وتمنيت أن تجمع الكثير المال لتنجو من البؤس. تبدو هذه الأوهام غير خيالية ولكنها مبدعة بقوة: إنها تولد دائرة لا نهائية تعوقنا عن التقدم للأمام للوصول إلى مصائر أفضل.

إن الخيال من العطايا المجانية غير المحدودة، لذلك حاول الاستفادة القصوى منه وجرّب أن تحلم بمستقبل أفضل قليلًا. عندما تشعر بقليل من الراحة إزاء هذا الأمر يمكنك أن تضع أهداف أكبر وأصعب، فأنت لست بحاجة إلى تصور أي شئ غريب فهذا في الواقع نوع آخر من أحلام اليقظة السلبية التي ترفضه المؤلفة بدورها.

تدافع المؤلفة عن الأحلام بقولها أنها ليست ضد الاحلام الكبيرة أو البعيدة ولكنها ترى أن الأحلام لابد أن تحفز الإنسان على العمل. يمكن أن تكون الأوهام المفرطة في الخيال مثل مخدر الأفيون تتركنا في حالة من الخدر والذهول المريح؛ نحلم بكل شئ ولا نحرك ساكنًا أو نبذل أي جهد لتحقيقه. وتضيف المؤلفة أنها دربت أعداد كبيرة من الناس الذي حلموا بأن يصبحوا نجوم سينما أو من كبار المؤلفين دون التفكير في الدور الذي ينبغي عليهم أداءه مثل حضور فصول التمثيل أو التأليف مثلًا.  

ينبغي أن يمنحك الخيال طعم النجاح الذي يجعلك تستمر في سلك الطرق الوعرة التي توصلك لتحقيق أحلامك.

تكون البداية عن طريق تصور خطوات بسيطة فيمكن مثلًا أن تتصور نفسك وأنت تتدرب بسعادة مع باقي فريق السباق الثلاثي بدلًا من أن تصور نفسك على أنك الرجل الحديدي. بمجرد أن تحقق ذلك، ابدأ بالحلم كخطوة ثانية.

عندما تتمكن من صياغة النمط الصحيح من الخيال. ستتعرف عليه حتمًا لأنه سيشعرك بالسعادة. ليست خيالًا جامحًا ولكن مجرد وهج مفعم بالأمل. من الممكن أن تحلم بتسلق قمة إفرست، ولكن بلوغ هذه الغاية

ليست هي النقطة الفاصلة، وإنما يمكن أن تقودك إلى اللحظة التي رسمتها وربما تكتشف شيئًا أكبر من ذلك.

أهم أخبار مرأة

Comments

عاجل