المحتوى الرئيسى

جائزة 'نجيب محفوظ' خطوة في طريق تكريم المواهب المصرية

12/13 10:29

إن المواهب الكبرى في مجالات الإبداع المختلفة، لا تحظى بها البشرية كثيرا، فبعضها يتكرر كل عدة عقود، وبعض آخر منها كل بضعة قرون، وربما كان منها الفريد الذي لا يتكرر.

إن الموهبة هبة ربانية تأخذ نفسا مختلفا من روح الله المبدع المصور، فتتميز عن بقية خلقه، وتأتي بما لا يستطيعه عامة البشر من خلق إبداعي يظل لروعته حيا خالدا على مر السنين.

تقدر قيمة الأمم بما تهبها العناية الإلهية من مواهب فذة، تظل على مدى التاريخ موضع بحث فيما تركته من آثار، فتُمْنَح الأمة خلودا بخلود آثار مبدعيها التي منحت الإنسانية من قلبها وروحها وعقلها.

يظل أميز ما يميز مصر ما تقدمه للعالم من مبدعين، وما تسهم به - من خلال مفكريها - من عطاء للإنسانية، ولعل عصرنا الراهن، على ما نحن فيه من وهن وضعف يؤكد تأكيدا لا يقبل الشك أن مصر ستظل تمنح البشرية ما تفخر به، وأنها تظل تعطي للإنسانية عطاء يسهم في نهضتها: العقلية والروحية والعلمية، وكم من مثل يظل شامخا شاخصا شاهدا على ما يمنحه هذا البلد من قامات: علمية وثقافية وأدبية.

ليس كما يدعي البعض أن من يسهمون من المصريين في الحضارة الإنسانية الحديثة، هم هؤلاء الذين هجروا مصر أو هاجروا منها وأتيحت لهم فرص التفوق في بلدان أجنبية وخاصة الغربية، فهذا القول لا يصمد طويلا أمام الاستقراء، نعم شارك مصريون مهاجرون في النهضة العلمية والثقافية لبلدان المهجر والإنسانية كذلك.

ونماذج هؤلاء معروفة يأتي على رأسها المرحوم الدكتور أحمد زويل وراهب العلم الدكتور مجدي يعقوب وعالم الفضاء فاروق الباز وغيرهم، ولكن هناك من أسهم بسهم وافر استحق عليه تقدير العالم وهو يقيم في مصر، حيث برع في ظل ظروف بلدنا التي لا تخفى على الجميع، وأحد هؤلاء الذين نفخر بهم جميعا الدكتور جمال مصطفى سعيد الذي هو وجه مصري مشرف بأبحاثه وإنجازاته العلمية والذي تمت إعادة انتخابه عام ٢٠١١ من جمعية أبحاث السرطان الأوروبية والتي لا تضم في عضويتها علماء من خارج الاتحاد الأوروبي، وجاء هذا الانتخاب عن جدارة واستحقاق وذلك نظرًا لأبحاثه في مجال السرطان والمنشورة في جميع الدوريات العلمية.

سأظل ما حييت على قناعة تامة أن مصر العظيمة تستمد هذه العظمة من عباقرتها، وتعتلي القمم بفضل المواهب التي منحها الله، لذا نرى أنه من الواجب، بل من الفروض أن يتم تكريم هذه المواهب، ليس فقط بعدما ترحل، كما هو الحال، بل وهم على قيد الحياة.

لقد أحسنتْ صنعا جامعة القاهرة حينما أعلنت أنها قررت إطلاق جائزة مستقلة باسم "جائزة نجيب محفوظ للإبداع الأدبي والفكري" في ذكرى ميلاد عميد الرواية العربي الـ 106.

كما قررت الجامعة إطلاق اسم الأديب الراحل الكبير نجيب محفوظ (1911- 2006)على دورة عيد العلم للجامعة المقرر، يوم الثلاثاء 26 ديسمبر هذا العام.

إن تخليد أسماء المواهب المصرية بمثل هكذا عمل لأمر محمود، وإن ما قاله الأستاذ الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة من أن "الجامعة تخلد أسماء خريجيها الرواد والملهمين، وتعمل وفق وثيقتها للتنوير على تقديم القدوة الإبداعية لطلاب الجامعة الموهوبين" إنما يؤكد أن هناك من يعمل في الطريق الصحيحة، ليجعل هذه المواهب النادرة نبراسا لأجيال جديدة، نأمل أن نرى فيها "محفوظ" جديدا، وحكيم آخر وشوقي جديدا وعقاد كذلك.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل