المحتوى الرئيسى

تعرف على أهم المواصفات الفنية لـ«مفاعل الضبعة النووي» (التفاصيل) | المصري اليوم

12/12 21:33

يتمتع مفاعل الضبعة النووى بكل مواصفات الأمان المطلوبة، حيث تم إقرار مجموعة من عوامل الأمان التي من شأنها أن تحول دون تكرار كارثة فوكوشيما النووية في اليابان، وذلك مع الحفاظ على المفاعل كأكثر أنواع المفاعلات كفاءة وقوة، كما أن مكونات الأجزاء المكونة للمفاعل يمكن أن تعمل حتى 60 عاما.

ويعتمد المفاعل الجديد على نظام تبريد بواسطة برج تبريد واحد فقط، خلافا لما كان سائدا من قبل في المفاعلات الروسية باستخدام برجى تبريد، ويسهم هذا التعديل التكنولوجى في الحد من الطاقة التي يتم إهدارها في تبريد المفاعل، كما يقل من تكلفة رأس المال المستخدم في إقامة الأخير، ويقلل من المساحة التي يشغلها المفاعل بشكل واضح، ومن شأن تقليل المساحة والحد من هدر الطاقة أن يسهما في تحسين مواصفات الأمان للمفاعل لسهولة التشغيل والمتابعة والحد من عمليات الصيانة المطلوبة.

ويسهم التصميم الجديد للمفاعل في إمكانية وضعه في أي مكان أينما كانت الظروف الطبيعية أو الجغرافية فيه، بما يجعل موقع المفاعل أكثر مرونة وييسر عملية وضعه في أي بقعة في الدولة خلافا لما كان سائدا قبل ذلك، حيث إن المفاعل يمكن وضعه على 9 أنواع من التربة تبدأ من الصخر حتى التربة الرخوة نسبيا، ويعطى التصميم الجديد إمكانية لتدعيم المفاعل وزيادة قوة أبنيته وذلك دون أي تغيير في المبانى أو الهياكل (ويعتبر هذا الأمر من أهم التعديلات التي تم إدخالها في أعقاب كارثة فوكوشيما في اليابان، حيث تسمح بتدارك الأمر حال حدوث أي تغير في الأرض المحيطة بالمفاعل، خاصة أن الكارثة اليابانية وقعت بسبب حدوث زلزال).

ويوجد بالمفاعل ما يمكن تسميته بمجموعة من العوامل النشطة والخاملة التي تساعد على حفظ المفاعل وتجعله مقاوما للتأثيرات الخارجية والداخلية، ومن أهم تلك العوامل وجود نظام متكامل يعمل على التأكد من أن المواد المشعة ليست خطرا على البيئة المحيطة ولمنع تسربها، وذلك من خلال استخدام المفاعل لحائط مزدوج، الأول يعمل على منع تسرب الإشعاعات إلى البيئة المحيطة ويعمل وكأنه حائط صد لها ويبقى الإشعاعات داخل المفاعل والآخر حائط قوى بوسعه أن يتصدى للظواهر الطبيعية (الأعاصير، الزلازل، الفيضانات.. إلخ)، كما بوسعه أن يصمد أمام محاولات التخريب المتعمدة سواء كانت باستخدام المتفجرات أو حتى إذا ارتطمت به طائرة.

وبالمفاعل أنظمة سلامة يمكنها العمل حتى في حالة الانقطاع التام لمصادر الطاقة عن المفاعل، ويمكنها أن تكون فعالة حتى مع غياب التشغيل والمتابعة عن أنظمة الأمان في المفاعل لأى ظرف كان.

ويعد المفاعل الجديد أيضا أول مفاعل روسى به نظام أوتوماتيكى للتخلص من الحرارة، ويعمل على التخلص من الحرارة من قلب المفاعل بما يحفظ الأمان له، ويعد هذا النظام «سلبيا» أي أنه لا يحتاج لتدخل بشرى لكى يعمل، لكنه يعمل بصورة أوتوماتيكية ويعتمد على العوامل الطبيعية فقط.

كما يتواجد بالمفاعل خزانان عملاقان للمياه، وفى حالة الطوارئ ووصول ضغط المفاعل أو درجة حرارته لنقطة معينة يتم ملء المفاعل بالمياه لكى تعمل على تبريد قلب المفاعل، كما أن وجود المياه بقرب المفاعل من شأنه أن يمتص أي كمية إضافية غير مرغوبة من النيوترونات ويعيد الاستقرار للمفاعل في حالات الطوارئ. كما يتمتع المفاعل الجديد بنظام حماية مزدوج يعمل على احتواء المواد المشعة داخل المفاعل أيا كانت العوامل المؤثرة عليه، حيث إن هناك نظامى احتواء أحدهما داخلى والآخر خارجى، ولا يسمح نظام الاحتواء الخارجى للمواد المشعة بالتسرب إلى البيئة المحيطة حتى إذا حدث فشل في أنظمة الحماية الداخلية.

ويوجد بالمفاعل أيضا جهاز بوسعه أن يعمل على «إذابة» قلب المفاعل تماما، وذلك كآخر إجراء الاحتواء إذا ما تعرض المفاعل لكارثة افتراضية ما، حيث يعمل هذا الجهاز على تبريد قلب المفاعل الذي يحتوى على المواد المشعة والتخلص من المواد الموجودة به وذلك كإجراء وقائى أخير إذا تعرض قلب المفاعل النووى لحادثة ما، وتسمح هذه الخطوة بتلافى تسرب المواد المشعة إلى البيئة المحيطة وذلك في حالة حدوث حادثة افتراضية كارثية.

ومنذ سبتمبر 2014 تعتمد المفاعلات على جهاز يعمل على إذابة قلب المفاعل بشكل أكثر سلاسة مع الحد من أي تأثيرات للمواد المذابة على البيئة المحيطة، وذلك أيضا من التعديلات التي فرضتها كارثة فوكوشيما. ويتم تصميم المفاعل بحيث يتوسط كافة المبانى الملحقة به، على أن تنقسم المناطق المحيطة بالمفاعل إلى منطقتين، الأولى هي منطقة العمليات الطبيعية، والأخرى هي منطقة معايير الأمان. وتتضمن المنطقة العادية لوحات التحكم في المفاعل وقسم تشغيل التوربينات بجانب مسؤولى مراقبة دورة العمل، كما يوجد في غرفة التحكم الرئيسية في المفاعل شاشات يتم من خلالها رصد كافة المعلومات المتعلقة بما يسمح بتقييم دقيق ولحظى لكافة التطورات به، كما يسمح بتوجيه آنى للعاملين لاتخاذ ما يلزم من إجراءات.

وفى حالة وجود مشكلة تحول دون قيام غرفة التحكم الرئيسية بدورها فإن هناك ما يعرف بغرفة التحكم في حالات الطوارئ، ويتم إرفاق كافة الأجهزة والشاشات بغرفة الطوارئ لتقوم بالعمل نفسه الذي تقوم به غرفة الطوارئ، وتتمتع غرفة التحكم في حالات الطوارئ بجهاز خاص من شأنه أن ينقل السيطرة من غرفة التحكم الرئيسية إلى تلك الطارئة. كما تم إرفاق توربينة سريعة مع المفاعل الجديد، حيث تم تصنيعها خصيصا من أجل المفاعل النووى، ويصل عدد لفات التوربينة إلى 3 آلاف لفة في الدقيقة بقوة توليد تصل إلى 1200 ميجاوات.

ويتميز المفاعل أيضا بأن حوالى 98% من النفايات المشعة له هي عبارة عن مواد خفيفة أو متوسطة، وبالتالى لا يصعب التخلص منها، بينما يتم التعامل مع الـ2% الباقية وهى المواد المعقدة بواسطة الخبراء للتخلص منها وقلة نسبة المواد المعقدة تقلل من تكاليف التخلص من النفايات المشعة، كما أن المفاعل نفسه يعمل عن طريق عملية معقدة على التخلص من غالبية المواد المشعة تستخدم فيها الحرارة والهواء المضغوط، ويؤدى هذا إلى أن المفاعل، وبعد مرور 50 عاما يقلص كثيرا من الآثار المشعة التي يتركها في البيئة المحيطة، أما المخلفات المتبقية (المعقدة) فيتم شحنها في حاويات غير منفذة للإشعاعات لكى يتم التخلص منها بالطرق الآمنة.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل