المحتوى الرئيسى

سر صلاح..ماذا ينتظر الفرعون بعد جائزة «بى بى سى»؟

12/12 20:39

هو ليس بمهارة ليونيل ميسى، ولا يمتلك قوة كريستيانو رونالدو، لكنه وببساطة شديدة عرف سر كرة القدم الذى نقله بيب جوارديولا عن الأسطورة الهولندية يوهان كرويف: «أصعب شىء أن تنفذ السهل بإتقان»..هكذا جعل محمد صلاح، نجم المنتخب الوطنى ونادى ليفربول الإنجليزى، من الصعب سهلًا، ومن المستحيل واقعًا، ومن العقبات حافزًا ودافعًا، ليتوج بجائزة هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» كأفضل لاعب فى إفريقيا لعام ٢٠١٧، ويصبح قريبًا من جائزة الاتحاد الإفريقى «الأفضل» فى ٤ يناير المقبل.

عندما يمتلك محمد صلاح الكرة لا تشعر بأنك أمام لاعب عبقرى، كما تكون الكرة بحوزة البرازيلى نيمار داسيلفا، وعندما يمرر الكرات البينية لا يبدو لك بروعة البلجيكى كيفين دى بروين، وعندما يقدم مجهودات دفاعية لا يكون بالتزام منافسيه فى مركز الجناح كـ«ليروى سانى ورحيم ستيرلينج»، لكنه يبدو بين الجميع اللاعب الأكثر كمالًا وفاعلية، فقط لأنه اختار البساطة كأسلوب لعب لا يبحث عن التعقيد أو الحلول الصعبة.

إلى جانب البساطة داخل وخارج الملعب، عرف «صلاح»، على خلاف نصائح الجمهور المصرى، كيف يختار أفضل وجهة له عندما قرر الانتقال إلى ليفربول على حساب اليوفنتوس وأتليتكو مدريد، فاختار الفريق الذى يناسب قدراته، والمدرب الذى يطور قدراته، فارتفع أداؤه، وعلت معدلات أهدافه إلى السماء، فبعدما سجل ٣٤ هدفًا فى أكثر من ٨٠ مباراة مع روما، نجح فى تسجيل ١٩ هدفًا مع ليفربول فى ٢٤ مباراة فقط، ليكشف حجم التطور الكبير الذى تعرض له على يد الألمانى يورجن كلوب.

احتاج «صلاح» لفريق يوائم قدراته، لا يتعرض لضغط البطولة، كما الأمر فى مدريد ومانشستر، أو فريق بلا حلم كأتليتكو وتوتنهام، والأهم من ذلك أنه اختار فريقًا يعتمد على السرعة وتقارب المسافات والثنائيات الجميلة بين مجموعة من أحرف لاعبى العالم مثل كوتينهو، وفيرمينهو، ومانى، وفينالدوم، فكانت النتيجة أفضل نسخة من «صلاح» الذى توج، وينتظره مزيد من التتويجات.

مع بازل وفيورنتينا كانت السرعة رأس المال الوحيد لـ«صلاح»، وعندما انتقل إلى روما عاب الجميع عليه عدم الفاعلية الهجومية وغياب الإجادة أمام التكتلات الدفاعية، لكنه وبفضل يورجن كلوب عرف كيف يواجه الدفاعات المتكتلة، وكيف يطور مهارات المراوغة فى المساحات الضيقة، وإلى جانب ذلك صار اللاعب الأكثر فاعلية فى البطولة الإنجليزية فى ظل وجود نخبة من أعظم نجوم العالم، ليكشف حجم العمل العظيم الذى قام به هذا الرجل الألمانى.

«صلاح» الذى عرفه المصريون بلاعب الطرف الذى ينتظر تمريرات «تريكة» القادمة من منتصف الملعب، أصبح مع «كلوب» ورقة رابحة يغير مركزه كثيرًا ويلعب أدوارًا متعددة، ووصل به الأمر للاعتماد عليه كمهاجم وهمى، كما فعل بيب جوارديولا مع ليونيل ميسى فى ٢٠١١، فأصبحنا نراه، كما مواجهة إيفرتون الأخيرة، فى عمق الملعب بين منطقة الخصم ودائرة الوسط يتسلم الكرات ويفرغ المساحات لزملائه ويقوم بدور صانع الألعاب تارة والمسدد أو المسجل تارة أخرى، وهى أدوار لم يٌجدها فى دور المهاجم الوهمى بشكل متقن فى العالم سوى «ميسى»، ويبدو «صلاح» وفق ما يقدمه فى هذه الفترة قادرًا على تقديم المزيد فى هذا المركز.

لا أعلم ماذا سيحدث فى يناير.. بهذه الكلمات رد كلوب على سؤال وجهه أحد الصحفيين فى آخر مؤتمر صحفى بعد مباراة إيفرتون الأخيرة: «هل سيرحل كوتينهو إلى برشلونة ؟».

بالطبع تغيرت لهجة الألمانى، وتبدل إصراره وصار أكثر مرونة فيما يتعلق برحيل اللاعب البرازيلى، فاليوم ليس كالأمس بعدما صار «صلاح» أيقونة ليفربول التى يمكن البناء عليها حتى فى غياب كوتينهو.

ثقة كبيرة اكتسبها لدى مدربه وجمهوره وزملائه، وقبل كل ذلك فى نفسه، ولم يعد غريبًا الحديث عن انتقال «صلاح» إلى مدريد أو البارسا فهو هداف لأقوى دورى فى العالم وقادر على طحن أقوى الدفاعات بسرعته ومهاراته وتسديداته، لكنه اذا ما قرر الخروج غدًا فلن يكون النجم الأول فى فريق يلعب له رونالدو وإيسكو وكروس وأسينسو غير القادمين مستقبلًا، ولن يجد نفسه سوى ساعد فى هالة ليونيل ميسى اذا ذهب إلى البارسا، فهل يختار الفرعون الظل الذى رفضه نيمار وقرر الثورة وحيدًا بعيدًا عن ميسى؟، هذا ما يجب أن يفكر فيه الفرعون جيدًا فليس سهلًا ان يكرر نفس النجاح بذات المعدلات وهذه السرعة فى مكان غير الليفر، فربما لا تٌناسب ظروف الفريق أو المنافسة أو طريقة المدرب على استمرار التطور الذى ينتظر صلاح تحت قيادة الألمانى الذى آمن ولا يزال يرى فى حوزة صلاح الكثير.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل