المحتوى الرئيسى

كيف تحول محمد بركات من لاعب نادر إلى "مذيع عادي"؟ - E3lam.Org

12/12 17:13

كان محمد بركات لاعبًا ذو نكهة خاصة و”حريفًا” بكل ما تحمله الكلمة من معنى، امتاز بالسرعة والرشاقة والذكاء، وهدوء الأعصاب الذى يصل لدرجة البرود “بمعناه الإيجابي” وهو ما ساعده كثيرًا على القيام بدور البطولة، بالظهور في الأوقات العصيبة، بأهداف قاتلة، قلبت موازين الكثير من المباريات. بركات الذي تألق وصال وجال مع الإسماعيلي والأهلي، ونال مكانة خاصة في قلوب جماهير الكرة المصرية بمختلف انتمائتها لموهبته الكبيرة، وهدوئه، وابتعاده عن الصدام مع جماهير الفرق المنافسة إلا فيما ندر.

نرشح لك – ليسوا لصوصا.. هؤلاء سبب اختفاء محتويات مكتبة الشارع

بعد اعتزاله وابتعاده عن الملاعب منذ سنوات قليلة، يطالعنا الآن الكابتن محمد بركات بوجه مختلف، وهو وجه المذيع، مقدم الإستديوهات التحليلية لمباريات الدوري المصري على قناة dmc سبورت. والمقارنة بين بركات اللاعب وبركات المذيع، لن تكون بالتأكيد في مصلحة الأخير، فبعد متابعة دقيقة لما يقدمه الكابتن بركات في برنامجه نستطيع أن نسرد 8 أسباب تجعلنا نحب ونفضل محمد بركات نجم كرة القدم أكثر من محمد بركات مقدم الإستديوهات التحليلية.

داخل المستطيل الأخضر لا يوجد من هو مثل بركات، فكما قلنا هو لاعب كرة ذو مذاق و”ستايل” خاص، تستطيع أن تميزه عن أي لاعب آخر، لكنه يفتقد لهذا التميز بمجرد جلوسه على كرسي المذيع. فبركات لاعب نادر، ولكنه مذيع عادي، يوجد مثله الكثيرين.

في ملعب الكرة يبدو بركات في مكانه المناسب تمامًا، ما جعله يبدع ويمتع ويقدم فنونه الكروية الرفيعة، بينما في “الإستوديو” لم يقنع، أو يقدم “أمارة” ما على أنه في مكانه الصحيح. فالفارق بين بركات اللاعب وبركات المذيع، بالضبط كالفارق بين “الموهبة” و”الصنعة”، فبركات أصبح لاعب كرة قدم لأنه موهوب، وأصبح مقدم برامج رياضية، فقط لأنه لاعب كرة ونجم سابق. وهو ما يلفت الانتباه بأن الإنسان، من الممكن أن يبدأ “موهوبًا” في مجال، لينتهي “مصنوعًا” في مجال آخر.

بركات اللاعب كان لا يخشى أي منافس، يعرف متى يهاجم ومتى يدافع، بركات المذيع يبدو على العكس فهو حذر جدًا، ويميل لمسك العصا من المنتصف. بركات اللاعب كان يعرف متى “يباصى” ومتى ينقض “ليقطع” الكرة، بركات المذيع أحيانَا لا يعرف متى “يقاطع” الضيف، ومتى يجب أن يتركه يكمل كلامه. بركات اللاعب كان يمتاز بقدرته على الظهور في الوقت المناسب، بركات المذيع بيظهر في كل الأوقات.

نرشح لك – محمود الليثي.. “الزفت فؤاد” يكتب شهادة ميلاد “دكتور سعد”

بركات اللاعب كان مؤثرًا وفارقًا في حضوره، وعندما يغيب عن أي مباراة فغيابه أيضا يكون مؤثرًا، فيفتقده فريقه، وتشعر الجماهير بغيابه. بركات المذيع يفتقد لهذه الميزة، فأحيانًا يبدأ الإستوديو التحليلي، وينتهي، دون أن نلاحظ أن هناك مذيعًا آخر يقدمه في هذا اليوم، فلا ننتبه لغياب بركات، وهذا طبيعي لأنه لم يكن مؤثرًا بما فيه الكفاية أثناء حضوره، حتى نشعر بافتقاده.

لو اختار الكابتن بركات أن يظهر “كمحلل كروي” أي كضيف على الإستوديو التحليلي، يتكلم في حدود خبراته الكروية السابقة، لربما اختلف المشهد، فاختياره لدور المذيع وتصدره للمشهد، يبدو كأختيار خاطىء، ودور أكبر من قدراته. ونحن لم نعتد من بركات اللاعب على مثل هذه الاختيارات الخاطئة، فمسيرته في الملاعب، كانت مسيرة ناجحة، تتسم بالاستقرار، ما يدل على حسن اختياراته.

بركات اللاعب نادرًا ما كنا نراه يتكلم، أو يثير ضجيجًا. كان يترك تألقه وأهدافه يتحدثون بالنيابة عنه، حتى أثناء المباريات كنا لا نراه أو نشعر بوجوده في الملعب، ليباغتنا في لحظة بظهور مفاجىء لحظة تسجيله لهدف ما، وربما لهذا السبب استحق لقب “الزئبقي”. بركات المذيع يبدو وكأنه فقد سحره وقدرته على التخفي، والأمر الأسوأ في أنه من بعد طول صمته، أصبح الكلام هو بضاعته الوحيدة التي لا يملك غيرها الآن.

نرشح لك – “موسم صيد الغزلان”.. إلحاد وابتذال ومشاهد جنسية

كرة القدم رغم أنها تُصنف “كلعبة” إلا أنها تتسم بالجدية، ولا يوجد بها أي مساحة للخروج عن النص، والكابتن بركات كان أول من يعي هذه الحقيقة. أما خارج الملعب وبسبب تجربته التلفزيونية السابقة في برنامج المقالب “بركات ملك الحركات” والتي حققت نجاحًا معقولاً، بفضل نجوميته، ولأن هذه النوعية من البرامج تجتذب مشاهديها. بسبب هذه التجربة أصبح لدى الكابتن محمد بركات قناعة ما بأنه يمتلك “حسًا فكاهيًا” وهو ما يجعلنا كمشاهدين نعاني كثيرًا عندما نشاهده، بسبب ميله ” للاستظراف” وخروجه عن النص.

Comments

عاجل