كارثة.. «المياه فيها سم قاتل».. فيضانات الصرف الصحي تجتاح مياه النيل والأسماك تحول لونها للأسود.. فيديو وصور

"سموم وشلالات من الصرف الصحي" هذا هو حال فرع رشيد من نهر النيل بمنطقة "الهدار" بمدينة الرهاوى التابعة لمنشية القناطر بمحافظة الجيزة، حيث تلقى يوميا ملايين الأمتار المكعبة من مياه الصرف الصحى المجمعة من المحطات الحكومية للدولة بنهر النيل ثم يشرب ويأكل ويزرع الشعب المصرى البسيط منه، وتحارب الدولة بعد ذلك مرض الفشل الكلوى الذى يزيد يومًا بعد يوم بين أبنائها، دائرة مغلقة لفساد بعض المسئولين واستهتارهم بأرواح أولادنا.

رصدت عدسة "صدى البلد".. "هدار" الموت لكل الشعب المصرى الذى يعد كارثة إنسانية بكل المقاييس ورصد قصته الحقيقية لوضعها أمام المسئولين والتحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من صحة المواطن المصرى بدلا من أن يستمر فى شرب مياه الصرف الصحى.

فى البداية، قال مجدى أبو العلا، نقيب الفلاحين بالجيزة، إن الهدار التابع لمدينة منشية القناطر يعتبر كارثة بكل المقاييس لأنه يلقي بكامل قوته من الصرف الصحى فى نهر النيل، وهذا ناتج من محطات الطرد لمحافظة الجيزة كلها، منها المحطة الحلزونية ومحطة المحيط ومحطة المعالجة وتقدر بحوالى 15 مليون متر مكعب يوميا يلقون بالنهر.

وأضاف أبو العلا: "فهذا المصرف يبدأ من محطة زنين ببولاق الدكرور ثم يلقي بمخلفاته وصرفه فى ترعة المعتمدية وترعة اللبينى وترعة المحيط وترعة المريوطية، ومصرف بركات الذى تلقى فيه محطات المعالجة مخلفاتها ثم يلتقون معا فى خط واحد وهو "الهدار"، ثم جميعهم يلقون هذه السموم فى مياه نهر النيل بفرع رشيد الذي يغذي شمال غرب الدلتا و7 محافظات أخرى وهى المنوفية وكفر الشيخ والغربية ومرسى مطروح والإسكندرية وحتى بحيرة مريوط تتأثر الثروة السمكية بها".

وتابع: "يعوض علينا ربنا، فنحن قمنا بمخاطبة المسطحات المائية ووزارات الري والبيئة والصحة وكل الوزارت المسئولة تمت مخاطبتها للقيام بدورها، فوزارة البيئة تقوم بعمل محاضر لأن هذا يخص البيئة، والرى عند الذهاب إليها لمعرفة كيفية استخراج تصاريح لشركات الصرف الصحى بإلقاء هذه المياه فى النهر أكدوا عدم صدور أى تصريح، والصرف الصحى يؤكد وجود تصريح وكلاهما ينتقدون بعضهم البعض وهذه تعتبر كارثة لأنه تدمير للشعب المصرى بأكمله".

وأوضح: "وعندما تم خصخصة شركة الصرف الصحى قامت بتحويل هذا الطرد من مخلفات الصرف الصحى لنهر النيل الذى نشرب ونزرع منه ونصنع منه أيضا فلابد من تحويل مياه الصرف هذه إلى الجبل لزراعة الغابات الشجرية والصبارات وزراعة غلة لعدم استيرادها من الخارج والاستفادة منها بدلا من الضرر وإلغاء وزارة الرى أى تصريحات لهذه المياه".

واستطرد: "فقام وزير الإسكان بالرد علينا لأن شركات الصرف تتبعه بنسبة 51% والـ59% المتبقين يتبعون الشركة القابضة وقال إنه تم فحص الشكوى وتبين أن نسبة الأمونيا عالية فى نهر النيل، وإن من فحص الشكوى هى شركة الصرف الصحى فكيف تفحصها وهى فى الحقيقة الخصم لنا، ومن المستحيل أن تدين نفسها فيوجد فى النيل أمونيا وحديد وكولاى وسركيس وحمقا وهذه مياه صرف صحى غير معالجة من الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة".

وأكد كونه نقيب الفلاحين الجيزة أن هناك مادة صريحة فى الدستور تقول إنه لابد من إنشاء نقابة مهنية للفلاحين والبند الأساسي لها هو أن الدولة تلتزم بحماية نهر النيل من جميع التعديات سواء المواد الصلبة أو المجارى أو المواد الكيميائية من المصانع، ولابد من تفعيل هذه المادة من الدستور.

أما محيى عبد الصمد عرفات، فهو صياد يسعى إلى رزقه بمركب صغير اصطحبنا بجولة نيلية ليرينا مدى تأثير مياه الصرف الصحى على النهر العظيم الخالد بفرع رشيد فى محيط منطقة الهدار، فنحن فى البداية تخيلنا أننا نسير فى ترعة وليس نهرا من الروائح الكريهة الصادرة من داخل المياه، ولا توجد أى أسماك الصيد بصندوق صغير يضع بجانبه به أقل من 10 سمكات، هذا هو نتاج يوم كامل، لونها يميل إلى الاصفرار بسبب السموم، فيقول إن مياه الصرف الصحى تلقى فى النهر ما أدى إلى اختفاء الثروة السمكية من هذه المنطقة ويؤثر حتى على محافظة الإسكندرية وإنه لكى يصطاد ينتظر حتى تعلو المياه إلى أقصى درجاتها وتزيح المياه الملوثة بالصرف الصحى ويبدأ فى الصيد من المناطق النظيفة وحين يكون الصيد ضعيفا بسبب التلوث يترك مهنته الأساسية ويذهب إلى الصرف الصحي ويقوم بدق المواسير حتى يستطيع تغطية التكاليف المعيشية لأسرته المكونة من ثلاث أطفال وأمهم ووالدته.