المحتوى الرئيسى

علاقة المشير والزعيم.. بدأت بصداقة وانتهت بإقامة جبرية - صوت الأمة

12/11 21:04

"كان المشير رجلا طيب القلب شهما كريمًا، يحمل في نفسه طيبة الفلاح المصري البسيط وصفاء السريرة وملامح الظرفاء، كان رجلا من الأوفياء لمصر ومن صناع تاريخها الحديث، وهب نفسه وحياته لمصر وثورتها إلى أن وقع أسير فئة من المحيطين به، الذين نقلوه من طريق الثورة إلى طريق الضياع، ومن جنود عبد الناصر إلى أعدائه ومن النعيم إلى الجحيم"..  بهذه الكلمات لخص الزعيم الراحل جمال عبد الناصر علاقته بالمشير عبد الحكيم عامر، والذي تحل اليوم ذكري ميلاده الـ"98".

صادف اللقاء الأول بين الصديقين، في مقر الكلية الحربية عام 1938، بالتحديد داخل المكتبة، حيث جمعهما حب القراءة، ونشأت بينهما صداقة وطيدة مع مرور الأيام، بالرغم من أن ناصر كان يسبق عامر بعام.

لم تنتهي علاقة الصديقين بانتهاء فترة الكلية، كانت مستمرة حتى توطدت أكثر في عام 1948، حينما شاركت مصر في حرب فلسطين ضد اليهود، وهناك التقى عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر، وشاركا في الحرب منذ البداية وحتى النهاية، وعاد الصديقان من حرب فلسطين مع هزيمة مدوية، كانت الأسلحة الفاسدة والحياة السياسية في مصر، هي السبب فيها.

ما شاهده كلا من الصديقين في هذه الحرب، كان المحرك الرئيسي، في تكوين تنظيم سري سمي بـ" الضباط الأحرار"، ليعلنا العصيان والرفض لأحوال مصر حينذاك، حتى وصل هذا التنظيم لمبتغاه في عام 1952، وقادا ثورة 23 يوليو التي أطاحت بحكم الملك فاروق، بتأييد من الشعب المصري.

كما كونا مجلس قيادة الثورة، الذي تولى مهام البلاد، وأنهى الملكية في مصر، وأعلن الجمهورية، حينما نصب اللواء محمد نجيب رئيسًا لمصر، والذي لم يستمر مطولًا في منصبه، حتى تولى عبد الناصر رئاسة مصر في عام 1954، ليولي صديقه عامر عدة مناصب في فترة حكمه، حيث شغل المشير منصب نائب رئيس الجمهورية، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ووزير الدفاع، وغيرها من المناصب.

ولم تستمر علاقة الصديقين هادئة هكذا، فكان عامر معروف بسرعة غضبه، والعنف في قراراته، وكان ناصر عكس ذلك تمامًا، وهو الأمر الذي كلف الثاني كثيرًا للحفاظ على تلك الصداقة، ولكن اشتد الخلاف بينهما عندما علم جمال عبد الناصر بخبر زواج المشير عبد الحكيم عامر من الفنانة برلنتي عبد الحميد، فسأل عامر عن أخباره الشخصية، وأنكر وجود أية أخبار شخصية، فأعطاه منشورًا كُتِب بخط يد يتكلم عن زواجه بفنانة مشهورة قائلًا له "كنت أتمنى أن يكون الخبر غير صحيح وما كنت أتصور أن أكون آخر من يعلم".

 لم يهدأ عبد الحكيم عامر حتى لحقها بأزمة أخري تسببت في نكسة كبيرة ليس في علاقتهما فقط، بل على الأمة أجمع، وكانت ذلك حينما اتهم عامر بالتسبب في نكسة 67 ودمار الجيش، ليصدر ناصر قرارا بتنحيه المشير عن قيادة الجيش وتعيينه نائبا لرئيس الجمهورية، وهو القرار الذي رفضه بشدة، وحزم حقائبه واتجه إلى المنيا، ولكنه سرعان ما عاد إلى القاهرة مرة أخري، واستقر في منزله.

واتخذ الزعيم الراجل جمال عبد الناصر قرار بوضع عامر قيد الإقامة الجبرية في منزله في أغسطس 1967، وكان يصر على محاكمته ومحاكمة قيادات الجيش المتسببين في هذه الهزيمة، وحينما كان الفريق أول محمد فوزي والفريق عبد المنعم رياض، في الرابع عشر من سبتمبر من عام 1967، قد ذهبا إلى بيته يدعوانه لسماع أقواله في التحقيقات العسكرية التي جرت في هذا الوقت، دخل حجره نومه وابتلع كمية كبيرة من مادة مخدرة سامة قاصدّا الانتحار، وهكذا وبهذه الطريقة انهي المشير عبد الحكيم عامر حياته.

ووصف الرئيس الراحل محمد أنور السادات هذا الأمر في مذكراته قائلًا" فى رأيى أن هذا هو أشجع وأنجح قرار اتخذه عبدالحكيم مدى حياته كلها، فقد حل بهذا القرار عدة مشاكل، مشكلته مع البلد والأمة العربية،و تحديد مسئولية النكسة، وأخيرا الوضع الشاذ مع جمال ومعنا جميعا".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل