المحتوى الرئيسى

عمرو عمار يكتب: الصين فى مواجهة الاحتيال الأمريكي

12/11 19:26

لعب رجال المال الأمريكيون فى مؤتمر بريتون وودز، دورًا بارزًا فى تشكيل المنظومة المالية العالمية عام ١٩٤٤ عندما كانت الحرب العالمية الثانية تقترب من نهايتها. بموجب الاتفاقية، اعتمدت عملة الدولار الأمريكى كوسيلة عالمية للمعاملات بين الدول بديلًا عن الذهب، مع الاحتفاظ بالاحتياطيات الدولارية، بحيث يمكن تغييرها بالذهب.

هكذا رُفع النقاب عن الدافع الحقيقى لإصدار الرئيس الأمريكى «ثيودور روزفيلت» مرسومًا عام ١٩٣٣ بتسليم الشعب الأمريكى جميع ممتلكاته من الذهب ومبادلتها بنقود ورقية، فقد ارتفع حجم مخزون الذهب الأمريكى إلى الضعف.

كما يفسر سر المطلب الأمريكى عام ١٩٤١ بسداد الاتحاد السوفيتى الديون التى اقترضتها إبان حربها مع هتلر بالعملة الذهبية.

وبذلك كان قد تمركز أكثر من «٦٠٪» من احتياطيات الذهب العالمى فى أمريكا، وبنهاية الحرب العالمية الثانية، وانهيار الاقتصاد الأوروبى وارتفاع ديونها لدى أمريكا، أصبح الاقتصاد العالمى ما بعد الحرب تابعًا للدولار الأمريكى بطواعية أوروبا التى بدأت تحدد سعر عملاتها النقدية وفقًا لقيمة الدولار الأمريكى. وهنا يعود مجددًا دور بارونات المال الذين تحكموا فى أسعار الدولار الأمريكى صعودًا وهبوطًا، ليتحكموا فى اقتصادات العالم بأسره.

بدأت الولايات المتحدة تدريجيًّا فصل الارتباط الداخلى بين الذهب والدولار؛ إذ بدأت طباعة الدولارات الخضراء دون مراعاة لمعادلته بالذهب. ورويدًا رويدًا بعد الحرب الكورية عام ١٩٥٠، أغرقت الولايات المتحدة العالم بأوراقها الخضراء التى يصدرها نظام الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، دون أن يعلم أحد من الخارج شيئًا عن حجم الاحتياطى الأمريكى من الذهب، وهل بالفعل يمكن لهذا المخزون أن يعادل حجم الأوراق الخضراء المطبوعة أم لا؟ فما من رقيب على الولايات المتحدة الأمريكية التى بدأت فى التخفيض التدريجى لنسبة المعادلة من «٤٠٪» إلى «٢٥٪» ولا أحد يستطيع التدقيق حتى اليوم فى هذه النسبة.

الرواية كانت رواية احتيال أمريكية بامتياز على دول العالم. فقد كان مخطط فك الارتباط بين الدولار والذهب جاهزًا منذ اتفاقية بريتون وودز، وبدأ الاحتياطى الفيدرالى الذى يخضع لبارونات المال من عائلات روتشيلد ومورجان وركفلر وغيرها فى إغراق العالم بالأوراق الخضراء، وتصدير التضخم لدول العالم.

مرحلة البترودولار: مع سبعينيات القرن المنصرم بدأ الصراع بين عائلات روتشيلد المسيطرة على الذهب، وعائلات روكفلر المسيطرة على أسواق النفط العالمية. وفى أغسطس من عام ١٩٧١ أعلن الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون أن وزارة المالية الأمريكية أوقفت فعليًّا ارتباط الدولار بالذهب، فى مخالفة لاتفاقية بريتون وودز.

وفى خريف عام ١٩٧٣، بدأت الغلبة تتضح لصالح عائلات النفط. آنذاك تسنى لمجموعة روكفلر رفع أسعار النفط أربعة أضعاف فى غضون بضعة شهور قليلة، بمكيدة نفطية فى أكتوبر من عام ١٩٧٣، من هنرى كيسنجر، وقد تمكن من إقناع السعوديين بإيداع عائداتهم النفطية فى بنوك أمريكا والغرب، لتعود بذلك الدولارات التى أنفقت على النفط إلى المؤسسات المالية الأمريكية، وبذلك أصبحت عملة البترودولار عملة دوّارة تستخدم فى القروض الدولية والسيطرة على العالم، وارتفعت قيمة الدولار مرة أخرى، بعد أن وصل لأدنى مستوياته نتيجة الحرب الكورية وحرب فيتنام؛ فتحولت أمريكا من دولة رائدة صناعية إلى نادٍ للديون العالمية. هكذا ظهر مفهوم البترودولار، ثم عُقد مؤتمر جامايكا الدولى فى يناير من عام ١٩٧٦ الذى رسخ رسميًّا لانتقال النظام المالى العالمى الجديد إلى معيار النفط.

وأصبحت الخصخصة العالمية وسياسة الحرب لتقسيم العالم ونهب الثروات النفطية بمنطقة الشرق الأوسط، وقروض صندوق النقد الدولى، المعيار الحقيقى لدعم طبع الأوراق الخضراء من قبل نظام الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، ودان لبارونات المال التلاعب بأسعار النفط صعودًا وهبوطًا، ولم يعد هناك مفهوم حقيقى لقوانين السوق. الصين «أكبر مستورد للنفط الخام فى العالم»، بدأت فعليًا إبرام عقود النفط الخام الآجلة باليوان الصينى، وأفصحت عن إمكانية تحويل قيمة هذه العقود إلى الذهب. وبالتأكيد هذا الأمر سيغير من توجهات دول منظمة «أوبك» تجاه اتفاقية البترودولار، عاجلًا أم آجلًا، خاصة مع إمكانية تحول الصين «الأولى عالميًا إنتاجًا للذهب»، إلى مركز عالمى لتبادل الذهب فى غضون عقد، وهكذا يدق المسمار الأخير فى نعش الدولار الأمريكى حينما يعود النظام المالى العالمى إلى معيار الذهب مجددًا.

أعلنت الدكتورة سيدة مشرف، وكيل وزارة الصحة بالوادي الجديد، اليوم الإثنين، أن المحافظة ستشهد لأول مرة إدخال خدمة الدعامات الدوائية لخدمة مرضي القلب من أبناء الوادي الجديد، علي نفقة هيئة التأمين الصحي. ...

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل