المرأة في عالم نجيب محفوظ الروائي.. مقهورة وطموحة و"سكينة" للرجل

احتلت المرأة في عالم نجيب محفوظ الروائي مكانة مهمة، حيث جسد الروائي الكبير المرأة بكل أشكالها وطبقتها الفكرية والاجتماعية

بداية من شخصية "إزيس" ابنة الإله  حورس في رواية "أمام العرش" مرورا بـ"الست أمينة" في الثلاثية و"زُهرة" في ميرامار و"حميدة" في زقاق المدق و"نور" في اللص والكلاب.

وفي رواية أمام العرش سافر نجيب محفوظ بخياله إلي إيزيس كي يعرف أسرارها وطبيعتها، والتي رآها دائما شفيعه ومتسامحه وتطمع في خلود كل البشر، كما رآها محفوظ مرأة عادلة، ولاشك أن فكره الرواية فريدة من نوعها، فهى عبارة عن حوار مع حكام مصر خلال تاريخها من أول الملك مينا أيام الفراعنة، والحوار كان شبيه بمحاكمة متخيلة لجميع الحكام يوم الحساب.

وفي الثلاثية يُظهر نجيب محفوظ وجه آخر للمرأة، وهي المرأة المقهورة من خلال شخصية "أمينة" وعلاقتها بالرجل متجسدا في صورة "سي السيد"، ونجد أن هذة الصورة للمرأة (الست أمينة) هي المثال الأقرب للسيدة المصرية التي عاصرها نجيب محفوظ وقت كتابة روايته الشهيرة، وفي الغالب هذا النموذج للمرأة، السيدة التي تطيع لزوجها وتسمع وتنفذ الأوامر بدون اعتراض أو إبداء رأي أو حتي تزمر حتى وإن تسبب ذلك في وقوع أذى نفسي وجسدي عليها، موجود بقوة في كل العصور.

 وفي الجانب الآخر، نجد (سي السيد) يعيش حياتة في أحضان امرأة أُخرى، بائعة هوى، ونجد الاختلاف واضحا وظاهرا في طريقة تعالمه مع كل منهما، وهو ما يثبت أن للمرأة دور في معاملة الرجل لها.

و في رواية ميرامار نجد شخصية "زُهرة" الريفية، الفتاه الطموحة، التي تقع بكل براءتها و سذاجتها فريسة لصراع بين عدة شخصيات متناقضة تحاول كل منها السيطرة عليها . "زهرة"، أو مصر كما فهم البعض رمزية زهرة عند محفوظ، تجد نفسها فجأة محط اهتمام عدد من رواد الفندق الصغير الذي تعمل به و تديره امرأة أجنبية، في إشارة إلى المحتل الإنجليزي، ليدور صراع خفي بين كل منهم في محاولة للسيطرة عليها سواء بدافع الحب او بدافع الحماية.

وعند قراءة "ثرثرة فوق النيل"، الروايه الأكثر غرائبية بين روايات نجيب محفوظ،  فنجد في العوامة عدة شخصيات نسائية لكل منهن اتجاه وميول ورغبة مختلفة عن الأخرى، إلا أنهن يجتمعن علي شيء واحد، وهو الجمال الشكلي، إلى أن يثبت الكاتب أن الجمال بغياب العقل لا يعد له قيمة، مما يتسبب في النهاية إلى وفاة "الفلاحة"، التي تشير إلى مصر أيضا.