شاهد.. مخلفات المصانع والقمامة قنبلة وبائية تهدد أهالي كفور الرمل

"الدولة لو قاصدة تموتنا مش هتعمل فينا كدا" بهذه الكلمات لخص أهالي قرية كفور الرمل بالمنوفية المأساة التي يعيشونها وسط مخلفات المصانع والقمامة التي تحيط بهم من كل جانب والتي أدت الى انتشار الأمراض والأوبئة.

في هذا الصدد، رصدت "بوابة الوفد"  المعاناة التي يعيشها سكان قرية كفور الرمل التابعة لمركز قويسنا محافظة المنوفية الذى يبلغ عددهم 20 ألف نسمة موزعين على عدد من العزب التابعة لها بجوار المنطقة الصناعية حيث تقوم المصانع بتصريف مخلفاتها الكيماوية مباشرة في مصرف القرية الزراعي الذى يقع على أطراف القرية من الجهة الشرقية ويعتمد عليه ري عدد من الأراضي ما تسبب في بوار الأراضي وفساد المحاصيل الزراعية.

وتفاقمت الأزمة بعد قرار المحافظة بتخصيص مساحة 4 أفدنة لإقامة مصنع لتدوير القمامة داخل القرية ولكن توقف المصنع بعد 6 أشهر من تشغيله وتحول إلى مقلب قمامة، واستمرت أجهزة المحافظة في نقل المخلفات إليه رغم توقفه عن العمل؛ ما تسبب في انتشار الأمراض والأوبئة وإصابة العديد من الأهالي بأمراض إلتهاب الرئة.

وليد رزق، أحد شباب القرية، قال:" المصانع تقوم بتصريف مخلفاتها الكيماوية في هذا المصرف والذى يعتمد عليه ري عدد من الأراضي، الأمر الذي تسبب في تلف المحاصيل وإصابة العديد من الأهالي بالفشل الكلوي نتيجة تناول تلك المحاصيل المحملة بالمواد الكيماوية الخطِرة".

ولفت عبدالله محمد أحد الأهالي، إلى أنه رغم المطالبات المتكررة من الأهالي لأصحاب المصانع بعدم إلقاء النفايات في المصرف إلا أن أصحاب المصانع لم يعيروهم اهتمامًا، وفي الوقت نفسه ساهم مصنع تدوير القمامة في تلويث البيئة وانتشار الأمراض والأوبئة، مضيفًا: "مش هتلاقى

وأشار بليغ مصيلحى، أحد شباب القرية، إلى أن المصرف يؤذى العديد من الأهالي وأن أكثر من 50 حالة مصابة بالفشل الكلوي، وطالبوا أجهزة المحافظة مراراً ولكن دون جدوى وهناك عدد كبير من الأهالي مصابين بالالتهاب الرئوي بسبب مصنع تدوير القمامة، قائلاً: "في قنوات كتير صورت هنا وناشدوا المسئولين وبرضوا محدش اهتم بينا، ازاى مصنع زبالة يكون وسط منطقة سكنية".

" احنا إتكلمنا كتير ومحدش سائل فينا" قالها عبدالغفار الحبشي أحد أهالي قرية برة العجوز المجاورة وأحد المتضررين، وأضاف أن المصرف له ضرر كبير على الأهالي والمواشي ويفسد المزروعات، وأن عددا كبيرا من أهالي قريته مصاب بالفشل الكلوي بنسبة تبلغ حوالى 15%؛ بسبب الكيماويات التي تُلقى به.

وأكد سمير محمد أحد الأهالي، أن مصنع تدوير القمامة يحاصر القرية، وأصبح مقلبًا للقمامة، ما يؤدى الى اشتعاله ذاتياً وتطاير الأدخنة والروائح المزعجة، وإصابة أولادهم بأمراض الحساسية.

وأضاف جمال السيد أحد الأهالي، أن القرية تفتقر للعديد من الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية وغيرها، وأن مشكلة المصرف الزراعي تؤثر على الأهالي بشكل كبير، على الجانب الشخصي هناك عدد من أصدقائه وافتهم المنية بالفشل الكلوي مضيفًا" احنا بنموت كل يوم بالبطيء".