المحتوى الرئيسى

عمرو عزت سلامة: عملت مع شفيق.. وسأدعم السيسي (حوار)

12/10 20:24

جاء فوز الدكتور عمرو عزت سلامة بمنصب الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، فى الانتخابات التى جرت ٢٤ أكتوبر الماضى، ليعلن استعادة مصر ذلك المنصب المهم بعد غياب لمدة ٨ سنوات، متسلحًا فى ذلك بخبرته فى مجال التعليم، الممتدة طوال سنوات.

وتقلد «سلامة»، خلال تلك السنوات، عدة مناصب، من بينها رئيس جامعة حلوان فى ٢٠٠٢، ووزير الكهرباء فى حكومة رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف عام ٢٠٠٤، ثم وزير البحث العلمى فى حكومتى الفريق أحمد شفيق وعصام شرف، وصولًا إلى موقعه الأخير أمين اتحاد الجامعات العربية.

ولتلك الخبرة الكبيرة التقته «الدستور» فى حوار عن التعليم والبحث العلمى والسياسة، تحدث فيه عن كواليس فوزه بأمانة «الجامعات العربية»، ودور الاتحاد فى التعاون والتنسيق بين الجامعات العربية، وتطوير المناهج والبحث العلمى والدراسة، فضلًا عن رؤيته لإمكانية مساهمة هذه الجامعات فى مواجهة الإرهاب، ورؤيته للوضع العربى والمصرى الراهن.

■ مصر استعادت أمانة اتحاد الجامعات العربية بعد ٨ سنوات.. ما أسباب بُعدها عن المنصب؟

- لا توجد أسباب محددة، لكن فى آخر انتخابات تمت كان الموقف مختلفًا، فمصر الآن استعادت ريادتها فى الوطن العربى، وأصبحنا ناجحين فى مجالات متعددة، والدولة المصرية أصبح لها قدرها ورأيها الذى تستمع له العديد من الدول، والآن مصر قادرة على توجيه أمور كثيرة داخل المنطقة، وأعتبر عودة هذا المنصب إلى مصر شيئًا طبيعيًا.

■ هل تكرر التآمر ضد مصر الذى شهدته انتخابات «اليونسكو» فى معركة أمانة «الجامعات العربية»؟

- الانتخابات بوجه عام صعبة، لأننا لا نعرف من صوّت لصالح مصر ومن صوّت ضدها، نظرًا لعدد الجامعات الكثيرة التى يحق لها التصويت، كما أن أى دولة من السهل أن تُقنعك أنها ستنتخب مرشح مصر، بينما تنتخب مرشحًا آخر، مثلما حدث فى «اليونسكو»، فكثير من الدول الإفريقية أعلنت أن مرشحة مصر هى مرشحة لإفريقيا بالكامل، لكن فى حقيقة الأمر وعلى أرض الواقع، خسرت مشيرة خطاب مرشحة مصر، لكننا تغلبنا على كل هذا واستطعنا إقناع الدول بشخصية المرشح وإمكانيات الدولة التى جاء منها.

■ ما الذى يؤديه اتحاد الجامعات العربية على وجه التحديد؟

- هو إحدى المؤسسات المنبثقة عن جامعة الدول العربية، أنشئ عام ١٩٦٤، لكن العمل الحقيقى بدأ فيه عام ١٩٦٧ وكان أول رئيس له مرسى أحمد، وزير التعليم العالى الأسبق، وكان مقر الاتحاد فى القاهرة، وعندما وُقعت اتفاقية السلام المصرية - الإسرائيلية، انتقلت جامعة الدول إلى تونس، واتحاد الجامعات إلى الأردن، واتحاد المنظمات الصناعية إلى بغداد، وعندما عادت جامعة الدول العربية، لم يعد مقر اتحاد الجامعات كما كان، وظلّ فى عُمان.

■ لماذا لا يعلم الكثيرون شيئًا عن الاتحاد؟

- لأن الاتحاد يتعامل مع جامعات، لذا الجامعات المصرية لديها معرفة جيدة جدًا به، وهناك أكثر من ٩٥٪ من الجامعات المصرية أعضاء فى اتحاد الجامعات العربية وتشارك فى أنشطته.

■ ما هدفه الرئيسى؟.. وما الأنشطة التى ينظمها وتشارك فيها الجامعات؟

- هدفه التنسيق بين الجامعات على مستوى العالم العربى، بما يخدم طموح الدول العربية، ويحقق الانفتاح لهذه الدول ككل. والاتحاد يمارس عمله من خلال عدة مجالس ومؤسسات فى الأمانة العامة ومقرها عُمان، فهناك الأمين العام واثنان أمينان مساعدان والجهاز الإدارى، ومجموعة أعمال تتم من خلال الأمانة العامة.

وتوجد أعمال أخرى تتم من خلال مجالس متخصصة، يبلغ عددها ٨ مجالس، موزعة فى دول عربية، وهى «المركز العربى للدراسات والبحوث» فى جامعة القاهرة، و«المجلس العربى للأنشطة الطلابية» فى جامعة جنوب الوادى، و«المجلس العربى لتدريب الطلاب» فى الأردن، و«مجلس ضمان الجودة والاعتماد»، و«مجلس حوكمة الجامعات العربية» و«صندوق دعم الجامعات الفلسطينية»، و«مركز إبداع الرسائل الحكومية»، وفيه يتم تجميع الرسائل العلمية التى تخرج من الجامعات العربية، وإتاحة نسخ كثيرة من هذه الرسائل كى يستعين بها أى باحث فى بحثه الجديد، إلى جانب «مركز حوكمة الدوريات العربية».

يضاف إلى ذلك الجمعيات العلمية التى تقوم على فكرة جمع عمداء الكليات المتناظرة، لمناقشة المقررات الدراسية، وهذه الجمعيات تلتقى بصورة دورية مع بعضها بعضًا، إلى جانب المجلات العلمية التى يصدرها، والندوات والمؤتمرات العلمية التى يعقدها بصورة منتظمة.

■ ما التحديات التى تواجهها الجامعات العربية؟

- نواجه عدة تحديات، أولها تحدى العولمة، فالخريج المصرى أو العربى، يجب أن يتنافس مع خريجى جامعات العالم، وسوق العمل أصبحت مفتوحة، والعالم أصبح قرية صغيرة، والتحدى الثانى هو الاستقلالية، وأقصد بها قدرة الجامعة على تحقيق رسالتها من خلال مواردها الذاتية، والجامعات يجب أن تصبح قادرة على فعل ذلك، لتحقيق الرسالة المطلوبة منها وهى البحث وخدمة المجتمع والبيئة.

والتحدى الثالث هو تحقيق الجودة، وأن تكون ثقافة داخل مؤسسات التعليم، والرابع هو عدم التوافق بين الخريج وسوق العمل، فنحن لدينا فرص عمل كثيرة فى مجالات عديدة وخريجون كُثر، لكن هؤلاء الخريجين ليسوا مطلوبين فى هذه المهن، لذا فنحن نحتاج أن يكون التعليم متوافقًا مع سوق العمل، أما التحدى الخامس فهو إدخال منظومة «الآى تى» بوجه عام فى مؤسسات التعليم العالى بصورة حقيقية، فالأمور تتطور تطورًا كبيرًا.

■ هل تحتاج الجامعات العربية إلى تطوير أم تغيير جذرى؟

- ما يهمنى الوصول إلى تحقيق تعليم متميز يتفوق على ما يُقدم فى دول العالم، فالأمر ليس متوقفًا على تطوير المناهج فقط، لأن التطوير جزء من منظومة، إنما نحن لدينا تحديات أخرى غير تطوير المناهج، وهى تدريب أعضاء هيئة التدريس على النظم التكنولوجية الجديدة و«الآى تى».

■ ما أول هدف تسعى لتحقيقه بعد فوزك بمنصب أمين الاتحاد؟ وما خططك للنهوض بالمراكز البحثية فى العالم العربى؟

- أعتبر أن اتحاد الجامعات العربية بمثابة القوة الناعمة القادرة على تحقيق أشياء متميزة داخل الجامعات، ويمكنه جمع أبناء الوطن العربى فى صورة أفضل من السياسة.. نحن نريد أن ينتقل البحث العلمى من الأساسى إلى التطبيقى، كى يؤدى إلى إنتاج أفكار تكنولوجية، وإذا نجحنا فى تحقيق ذلك سنكون حينها حققنا إنجازًا كبيرًا، فالدول لا تتقدم إلا بتعليم جيد.

العالم العربى فى وضع «مش كويس» فيما يخص البحث العلمى، ومن الأشياء الجيدة فى مصر، تحقيق تقدم فى نشر الأبحاث العلمية. أزمة البحث العلمى تواجه دول العالم الثالث، وهو ينقسم إلى بحث علمى أساسى، وبحث تطبيقى وبحث تكنولوجى وأخيرًا صناعة نعمل بها، وقد نكون فى مرتبة جيدة فى البحث العلمى الأول، وإلى حد ما فى البحث الثانى، لكن القفزة التى تجعلنا نصل لمنتج قائم على البحث العلمى غير موجودة.

وهناك عدة تجارب جيدة بدأت تظهر فى العالم العربى مثل «مدينة زويل»، فهى ليست مجرد جامعة تعلم وتبحث، لكنها فى مرحلة متميزة من البحث التطبيقى ولديها حضّانات تحول التطبيقى إلى تكنولوجيا، ومنه إلى منتج صناعى، كما أن هناك بعض البدايات المبشّرة مثل الجامعة الأمريكية فى القاهرة، وهذه النقلة النوعية من التطبيقى إلى التكنولوجى يسمونها «بئر الموت»، لأنها ليست سهلة وتحتاج إلى مجهود كبير.

■ هل تدعم تبنى الاتحاد نظام المنح للطلاب المتفوقين؟

- أرى أن الأهم فكرة حرية التنقل، بمعنى أن الطالب المصرى، يمكن أن يؤدى فصلًا دراسيًا فى جامعة سعودية أو عراقية، وما يدرسه هناك يكون معترفًا به فى مصر، وهذا ما فعلته الدول الأوروبية، وأتصور أن مؤسسات التعليم العالى العربية، تستطيع إنجاز العمل المشترك أكثر من السياسة مثلًا.

■ أى الجامعات العربية تراها أفضل؟

- فى التصنيفات الدولية تحتل المملكة العربية السعودية تصنيفًا عاليًا، وكذلك جامعة الإمارات العربية، وجامعتان فى مصر هما القاهرة والجامعة الأمريكية، أما الجامعات المصرية الأخرى بدأت تظهر تفوقها من خلال أشياء محددة، كترتيب الجامعة فى أفضل موقع إلكترونى، وأعتقد أن جامعتى الإسكندرية والمنصورة بدأ وجودهما فى التصنيفات العالمية يظهر.

■ هل يوجد ضمن خططك توقيع بروتوكولات مع جامعات أخرى؟

- لا يوجد أى بروتوكول بين الجامعات الأمريكية والاتحاد، لذا أسعى لتوقيع بروتوكولات بين الاتحاد وجامعات جنوب أمريكا، وجارٍ الاتفاق على بروتوكول تعاون مع هذه الجامعات لتبادل الخبرات والجانب التعليمى.

■ ما رأيك فى إلغاء التعليم المفتوح؟

- ظروفنا تختلف عن الدول الأخرى، ففى أوروبا يحصلون على الثانوية العامة، ولا يسعون بعدها إلى دخول الجامعة، ويمارسون حياتهم بشكل طبيعى ويعملون ويتطورون فى أى مجال يختارونه، أما لدينا فالثانوية العامة هى «رخصة» لدخولك الجامعة، وإذا لم تحصل على الثانوية العامة تُحرم من التعليم النظامى، وهذا الأمر غير موجود بالعالم.

لذا، دول العالم لديها تعليم مفتوح لمن أراد أن يُكمل مشواره العلمى بجانب عمله، لكن فى مصر بدلًا من أن يساعد التعليم المفتوح على تطوير إمكانيات الفرد، أصبح الأمر مقلوبًا. «فمش معنى أنى جبت مجموع قليل يبقى أدخل تعليم مفتوح».. لا بد من إعادة النظر فى إلغاء التعليم المفتوح، ولا بد من نظرة شاملة.

■ البعض يتهم حملة الماجستير والدكتوراه بأنهم يتحايلون على الدولة للبحث عن وظيفة.. كيف ترى الأمر؟

- أنا أرى أن من أراد أن ينجز ماجستير أو دكتوراه، اختار بكامل إرادته أن يدرس ما يشاء، إذن هو أعلم بما تحتاجه سوق العمل، فلا يصح أن يكون تحضير الماجستير حجة لإرغام الدولة على التعيين، لكن الدولة بالطبع إذا كان لديها فرص عمل سيكون لهم الأولوية.

■ تحدث الرئيس كثيرًا عن تجديد الخطاب الدينى.. فهل ترى أنه من الممكن تنفيذه من خلال الجامعات العربية؟

- الجامعات عادة لا تتناول الأمور السياسية أو الدينية، وهناك جهات أخرى مسئولة عن ذلك، لكنى أعتقد أن الجامعات سيصبح لها دور كبير فى مواجهة التطرف وبناء فكر الطلاب بتوعيتهم، كى يصبحوا أسوياء يخدمون مجتمهم دون تطرف أو تعصب.

والجامعات لها دور فى تربية النشء والمواطنين، ومؤكد أن الجامعات ليست مكانًا لتلقى العلم فقط، بل لبناء الشخصية المتكاملة، لتبنى إنسانًا سويًا قادرًا على خدمة وطنه بصورة طبيعية.

■ عملت مع الفريق أحمد شفيق وزيرًا.. كيف ترى ترشحه للرئاسة؟

- فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الماضية، أعلنت دعمى وتأييدى الكامل للمشير عبدالفتاح السيسى حينها، لذا أنا أنتظر إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى خوضه الانتخابات المقبلة لإعلان تجديد تأييدى له.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل