المحتوى الرئيسى

انتخابات الأندية

12/10 17:52

يبدو أن قطاعات واسعة من المجتمع المصري كان لديها الأصرار والحماس للمشاركة فى صنع القرار عبر إختيار ممثليهم فى مجالس إدارات الأندية، والتى شهدت جميعها تجربة إنتخابية نزيهة وناجحة على مدار الأيام الماضية.

ربما يتصور البعض أن انتخابات الأندية هى حدث هامشى لا علاقة له بالحياة اليومية للمواطن المصرى، لكنى أجده متماسا بشدة مع العملية الديمقراطية ورغبة المواطنين التي كشفت ميل حقيقى للمشاركة، وتعد بمثابة تجربة مميزة لأى انتخابات مقبلة، بما فيها الإنتخابات الرئاسية التى نقف على أبوابها، لكن يحاول البعض الادعاء بأن الناس عازفون عن المشاركة.

بغض النظر عن النتائج، والتى أرى أن أغلبها إيجابيا، فإن المشهد كله ينم عن تغيير جذرى فى ثقافة المصريين، فكان أغلب المواطنون يكتفون بانتخابات مجلس الشعب او النواب والرئاسة، هذا إن شاركوا بعد الحشد لتلك الإنتخابات، ويتكاسلون عن بقية العمليات الانتخابية مثل المحليات ومجلس الشورى قبل إلغائه، والأندية، وإنتخابات اتحادات الطلاب فى الجامعات.

وعلى الرغم من أهمية هذه العمليات الانتخابية كلها وتأثيرها المباشر على حياة المواطن المصرى اليومية، لم تحظ بأي إهتمام كما هو الحال اليوم.

لاشك أننا اليوم نقف أمام ناخب واعى وراغب فى المشاركة عبر كل القنوات الشرعية المتاحة، ومدرك أهمية الصوت الانتخابى، ويشعر بقدرة هذا الصوت على تحويل مسار وطن بأكمله، وهو ما شاهدنها جميعا في انتخابات الأنديىة الأخيرة التي إنتفض أعضاؤها للتدقيق فى اختيار من يمثلونهم، وكانوا حريصون حرصا بالغا على الانحياز لأصحاب المشروعات، ومدركين لقدر المسئولية الملقى على عاتقهم بعد تعديل لائحة النظام الأساسي الاسترشادية للأندية في ضوء قانون الرياضة الجديد، وهو الأمر الذي ظهر جليا كذلك من التغطية الإعلامية التي حرص على متابعتها عدد كبير من المواطنين حتى من غير أعضاء الأندية، كما شهدت أيضا حملات غعلانية ضخمة.

يؤكد مشهد الانتخابات فى الأندية أن عصر الزهد فى المشاركة الإنتخابية قد ولى، وأن الدولة المصرية قد تغيرت وأن شبابها هم صناع قرارها الحقيقيون!

وينبئ هذا الميل لإنتهاز فرص التصويت والمشاركة، بأن جمهورية مصر العربية خلال العام 2018 ستشهد واحدة من أكثر العمليات الانتخابية أهمية وهى افنتخابات الرئاسية، ويضحد هذا المشهد النظرية التى ساقها إلينا البعض بأن المصريون ملوا المشاركة بسبب كثرة الاستحقاقات الانتخابية فى الفترة من 2011 وحتى انتخاب البرلمان في العام 2015، وعليه فإنهم لن يرغبوا فى المزيد من المشاركة فى أي إنتخابات.

يتناسى هؤلاء أن شباب هذا الوطن وهم يقتربوا من 70% من إجمالى السكان، أكثر همة ورغبة فى الوصول لأفضل تمثيل فى دوائر صناعة القرار، ذلك أنهم بحكم معطيات هذا الزمن محتكين مع العالم، ومطلعين على التجارب العالمية، وهم بالتأكيد يحلمون ببلادهم فى مصاف الدول الكبرى، بالتالى فهم عازمون على بناء الوطن وفقا لقواعد الديمقراطية التى عايشوها عبر وسائل الاتصال السريع والانترنت.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل