المحتوى الرئيسى

حل ألغاز شفيق | المصري اليوم

12/10 06:46

لا تنتهى ألغاز الفريق أحمد شفيق منذ إعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية من دولة الإمارات، والتى كان من المفترض أن تنفك رموزها بعد عودته إلى مصر إلا أن تلك الألغاز استمرت بل زادت بعد عودته إلى مصر، حتى إن وكالة رويترز للأنباء نشرت خبراً عن محاولة أحد صحفييها مقابلة الفريق شفيق في فندق الماريوت، هو في حد ذاته لغز، فالخبر المنشور ذكر أن «الفريق شفيق قال إنه بخير ولكن تم منعه من قول أكثر من ذلك، وأن 3 رجال بملابس مدنية كانوا حوله صاحوا في الصحفى وأبعدوه»، لتطل نقاط عديدة غامضة في الخبر الذي ذكر أيضاً أن «حرية الفريق في الفندق غير كاملة»، أولها أن إبعاد الصحفى لا يعنى منع الفريق من الحديث، وإنما يعنى فقط منع الصحفى، وثانيها أن الصحفى لم يذكر أين شاهد شفيق في الفندق، هل وجده في غرفته أم في المطعم أم الاستقبال، ولا شك أنه بحسب ما يفهم من السياق شاهده خارج الغرفة بما يشكك في استنتاج الصحفى، وثالث تلك النقاط وأهمها هل يفترض الصحفي أن قائدا عسكريا بدرجة فريق سابق، ومرشح سابق لرئاسة الجمهورية ومنافس في معركة الإعادة، ومرشح حالى لرئاسة الجمهورية، جاء عائداً من دولة الإمارات بعد أزمة معها بسبب فيديو قناة الجزيرة الذي يهاجمها فيه، أن يكون دون حراسة؟.. ولكن هذا الخبر يقابله أيضاً خبران للقاء شفيق بمحاميته والأمين العام لحزبه.. ولك أن تقرر أنت وتحاول حل اللغز، هل كان الفريق ممنوعاً من الحديث مع رويترز أم أنه المانع؟!.. ولعل المانع له كان خيرًا؛ فقد حصل الصحفى على خبر مثير رغم غموضه، وأكسب الخبر شفيق تعاطف قطاع كبير من المصريين.

بدأت «شيطنة» شفيق منذ اللحظة التي أعلن فيها ترشحه للرئاسة، وانطلقت سهام مسمومة لتنهشه، فهذا كاتب يصفه بـ «الخمينى»، وآخر ينصحه بألا يترشح حتى لا يضع يده في يد جماعة الإخوان المسلمين الذين يكرهونه ويستخدمون اسمه لقسمة الصف الوطنى، واعتبرته كاتبة أخرى لاعباً احتياطياً للضغط على الوطن في حال عدم استجابة الرئيس السيسى للضغوط الدولية، ولم ينجُ من الهجوم حتى والد محاميته المستشار عدلى حسين الذي اتهموه بأنه مهندس صفقة انتخابية بين جماعة الإخوان والفريق شفيق.. ليت الهجوم كان بمنطق يمكن أن يستوعبه الناس، ولكنه فاق حدود المنطق؛ فلم يقدموا لنا توضيحاً لكيفية تحول شفيق، وكيف أصبح نصيراً أو حليفاً لجماعة الإخوان؛ وهو ابن الأسرة الصوفية، والقائد العسكرى السابق، والمرشح ضد مرشح جماعة الإخوان والذى ذاق منهم مرارة الهجوم خلال الإنتخابات وبعدها وحتى بعد رحيل مرسى عن السلطة.. لكن سؤالاً أهم لم يقدموا له إجابة وهو دور أجهزة الأمن والمخابرات سواء في مصر أو الإمارات والتى لم تكتشف شيئاً من هذا الذي يدَّعونه عن هذا الحلف الانتخابى، وبشكل يجعلنا نسأل هل يعلم هؤلاء الكُتاب عن شفيق أكثر من أجهزة الأمن والمخابرات في البلدين؟ أم أن التعبير خانهم، ويريدون فقط أن يخبرونا أن «شفيق اللى أكل الجبنة».

لا تتوقف ألغاز الفريق شفيق على وجوده في الإمارات أو مصر، فلم تحل عودته ألغاز غيابه، فالألغاز مستمرة، وتبدأ بالتسجيل الذي بثته قناة الجزيرة وذكر فيه أنه ممنوع من مغادرة دولة الإمارات عقب إعلان ترشحه، وقيل إنه تمت سرقته من هاتفه، ولكن تسجيل الفيديو في حد ذاته سواءاً كان مقصوداً إعلانه كما حدث أم لا، يعنى أن شفيق كان مستعداً لعواقب إعلان قراره الترشح، ومنها ترحيله إلى مصر، ولكن ما تلى ذلك ظل أيضاً لغزاً مثل عودته في طائرة خاصة على متنها 22 مسؤولاً إماراتياً، فهل يتم توصيل المطرود حتى باب مطار دولته، ويتم وضع سجادة حمراء على سُلَّم طائرته؟، وحتى بعد عودته لمصر فإن المداخلة التليفزيونية مع الإعلامى وائل الإبراشى والتى ألمح خلالها إلى دراسته لموقف الترشح على أرض الواقع، فهم البعض منها أن شفيق تعرض لضغوط لمنع ترشحه، ووصلت الأمور إلى أن البعض ذكر أنه وقّع على استمارة حملة «علشان تبنيها»، لدعم ترشح الرئيس عبدالفتاح السيسى، لفترة رئاسية جديدة، ليظل حتى قرار استمراره في الترشح لغزاً، ولكن كل تلك الألغاز تحكمها فكرة المؤامرة؛ فلا أحد يريد أن يعترف بصدق ما قاله شفيق عن كرم ضيافة الإمارات وأنه ليس مختطفاً في الفندق في مصر.

يبدو جلياً أن إعلان ترشّح الفريق شفيق أربك الحسابات الشخصية لبعض مهاجميه، ولم يدركوا حتى الآن مخاطر عدم ترشحه بعد إعلانه بالطريقة التي كانت، وأثر ذلك ذلك على سمعة مصر والإمارات معاً، ولم يدركوا أيضاً أن هناك فريقاً آخر سواء كان من الإخوان أو من غيرهم -وبعضهم مخلصون في الدعوة إلى انتخابات حقيقية تنافسية فيها حرية لتداول السلطة- يرون حملة الهجوم على الفريق شفيق تعنى تأكيدًا للمزاعم بأن الإمارات سلمت شفيق إلى مصر لوضعه تحت الإقامة الجبرية، وهو ما تم تلخيصه بعبارة «حريته في الفندق ليست كاملة»، وسيكون عدم ترشحه تتوجياً لمشاكل مصر مع دول غربية بخصوص ملف حقوق الإنسان، وما أتبعه ذلك من مشاكل مع الاتحاد الأوروبى وتقليص المعونة العسكرية الأمريكية لمصر، وأضف إلى ذلك أن منع ترشح شفيق يحفز التنظيم الدولى لجماعة الإخوان في استعداء الغرب على مصر، بما يضعنا تحت ضغوط دولية تبتز الدولة.. أما على المستوى الداخلى، فإن عدم ترشح شفيق يفقد الانتخابات حيويتها ويصرف قطاعاً ليس بصغير من المواطنين عن جدواها، وربما تقل المشاركة السياسية في تلك الانتخابات غير التنافسية عن ثلثى المشاركين في الانتخابات الماضية، وربما ينصرف ثلث الناخبين عن الانتخابات تحت دعوى «كده كده ناجح» والآخرون تحت دعوى أنه ليست هناك انتخابات يُمنع فيها أحد من الترشح، بما يُفقد المرشح الفائز والدولة معاً للدعم الشعبى اللازم لمواجهة المشاكل التي يخوضها الوطن على المستوى المحلى والدولى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل