المحتوى الرئيسى

بوريطة: ملك المغرب أعرب عن انشغاله الشخصي العميق والقلق من قرار ترامب

12/10 04:20

قال ناصر بوريطة خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته الغير عادية، إن الأمتين العربية والإسلامية أن تتجند كلما طرأ مستجد يحمل في طياته، أذى بالمسجد الأقصى أو تهديداً للقدس الشريف أو انتهاكا لوضعها القانوني، كما حددته قرارات هيئة الأمم المتحدة.

وتابع الوزير المغربي في كلمته: "فهنا استحضر الظرفية المؤلمة، التي أدت إلى إنشاء منظمة التعاون الإسلامي في مدينة الرباط بتاريخ 25 سبتمبر 1969 والقمم العربية، وغيرها من المؤتمرات التي تعبأ فيها الجميع لنصرة القضية الفلسطينية العادلة وحماية القدس الشريف".

واعتبر وزير الخارجية المغربي، إن القرار الأمريكي يعد بحق تحولا خطيرًا في الوضع السياسي، والقانوني لهذه المدينة المقدسة وتجاوزا مرفوضا لنتائج مفاوضات السلام التي جعلت ملف القدس من قضايا الوضع النهائي في إطار حل الدولتين.

كما أن هذه القرار، الذي يتناقض، في جوهره، مع ما دأبت عليه الإدارات الأمريكية السابقة من مراعاة لخصوصية المدينة المقدسة، من شأنه أن يعطي ذريعة أخرى للسلطات الإسرائيلية للمضي قدما في سياسة التهويد الممنهج للمدينة المقدسة وطمس معالمها الدينية والروحية.

واعتبر أنه يقوض ما تبقى من فرص السلام، بل ويجر المنطقة برمتها إلى مزيد من التوتر، والاحتقان وتأجيج مشاعر الإحباط والغضب وتغذية كل أشكال العنف والتطرف.

وتابع خلال كلمته: "فإذا كان المجتمع الدولي برمته، ومن ضمنه الولايات المتحدة الأمريكية، تتعبأ بجدية وجزم للقضاء على الإرهاب، وإذا كان المنتظم الدولي يعترف بأن التأخر غير الطبيعي في التسوية العادلة للقضية الفلسطينية من بين الأسباب الرئيسية التي تولد التوتر في المنطقة العربية، فكيف يعقل أن يعبث بالوضع القانوني للقدس وهي صُلب القضية الفلسطينية، والمساس بها يعني الخدش في الجذور والعقيدة؟ ألن يعطي ذلك ذريعة لقوى التطرف والإرهاب لحشد الاتباع وتبرير أعمالهم الإجرامية ألن ينتقل بنا ذلك إلى صراع ديني مجهول المعالم؟".

وأشار الوزير المغربي، إلى أن الملك محمد السادس، وجه بصفته رئيساً للجنة القدس، رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعرب فيها الملك عن انشغاله الشخصي العميق والقلق البالغ الذي ينتاب الدول والشعوب العربية والإسلامية، إزاء هذه الخطوات ورسالة ثانية إلى الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة في الموضوع ذاته. كما أجرى الملك اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عبر فيه عن تضامنه المطلق مع القيادة والشعب الفلسطيني ورفضه القوى لكل ما من شأنه المساس بالخصوصية الدينية والوضع القانوني والسياسي للقدس الشريف.

وأشار إلى أن بلاده استدعت القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط وسفراء باقي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، بحضور سفير دولة فلسطين بالمغرب، وطالبتهم باضطلاع دولهم بكامل مسؤولياتها في الحفاظ على الوضع القانوني والسياسي للقدس، وتفادي كل ما من شأنه تأجيج الصراعات والمس باستقرار المنطقة الهش أصلاً، في ظل الاضطرابات التي أصبحت تعيش على وقعها عدد من الدول العربية.

وأضاف خلال الكلمة التي حصلت الوطن على نصها من المندوبية المغربية الدائمة لدى جامعة الدول العربية: "إننا اليوم، وأمام هذا التطور السلبي والاستثنائي الخطير، مطالبون أكثر من أي وقت مضى، أن نتحمل مسؤوليتنا بكل حزم، ونعبئ طاقاتنا بشكل فاعل وعملي لمجابهة هذا التحدي بكل الوسائل القانونية والدبلوماسية المتاحة، من أجل الدفاع عن مدينة القدس الشريف والحفاظ على وضعها القانوني والسياسي كمدينة السلام، مفتوحة أمام أتباع الديانات السماوية".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل