المحتوى الرئيسى

وجدي زين الدين يكتب : تمخضت الجامعة العربية فولدت خيبة أمل!!

12/10 19:08

تمخض الجبل فولد فأراً.. هذا المثل ينطبق تماماً ـ إن جاز التعبير ـ على اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، لقد جاءت بنود البيان الثمانية الصادر عن الجامعة، معبرة عن خيبة أمل الشعوب العربية  فى حكامها، لاعتبارات كثيرة.. وتأتى على رأسها أن البنود لم يرد فيها من قريب أو بعيد ذكر لحالة التشرذم العربية التى كانت السبب الرئيسى فى قيام الرئيس الأمريكى وإسرائيل باتخاذ القرار  الجريمة بتهويد القدس العربية واعتبارها عاصمة للكيان الصهيونى.

لم نكن نتوقع على الإطلاق أن يأتى بيان وزراء الخارجية بهذا الضعف، والاعتماد على لغة المهادنة حتى فى استخدام تعبيرات لينة وغير ذات جدوى، والكيان الصهيونى ـ الأمريكى يعرف رد الفعل العربى قبل اتخاذه قرار الجريمة فى حق الدول العربية جميعاً وليست القدس وحدها،.... هو يعرف حالة الهوان والضعف والتشرذم التى تعانى منها الأمة العربية، ما جعله يقدم على فعلته الشنعاء.. ويدرك أيضاً الكيان الصهيونى ـ الأمريكى أن كل البنود التى صدرت عن الجامعة العربية، ستكون ضعيفة بهذا الشكل الذى صدرت به.

ولم تتطرق بنود الجامعة العربية الى أن الولايات المتحدة بهذا العمل الإجرمى البشع، فقدت دورها تماماً فى أن تكون راعية لعملية السلام، خاصة أنها ترى الفرقة العربية والخلافات الفلسطينية الشديدة، فهناك شبه إجماع من العرب والفلسطينيين على ألا يتفقوا على كلمة سواء ولو أن هناك حرصاً من الفصائل الفلسطينية، ومن الدول العربية على أن تكون لهم كلمة واحدة لاختلفت الأوضاع تماماً.

كل البنود الثمانية التى أوردتها الجامعة العربية تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل، لا ترقى أبداً الى مستوى هذا الحدث الخطير، وصحيح أنها خلت كالعادة من بيانات الشجب والتنديد والاستنكار، إلا أنها فى مجملها كانت بحاجة شديدة وماسة لأن تكون فاعلة على الأرض، وما أقصده هنا أمران اثنان.. الأول: هو ضرورة التخلى عن الشرذمة والفرقة والخلافات، وهذا يحتاج بالضرورة إلى ألا تتآمر الدول العربية على بعضها كما تفعل قطر مثلاً، فلا يجوز بأى حال من الأحوال أن نجد البعض من هذه  الدول العربية يعمل فى الأصل لحساب أمريكا وإسرائيل.

أما الأمر الثانى وهو وسيلة الضغط على الكيان الأمريكى ـ الصهيونى من خلال رؤوس الأموال الضخمة

لا أكون مبالغاً إذا قلت إن معظم الدول العربية والفصائل الفلسطينية، لها ولاءات للغرب وأمريكا وإسرائيل، مما تسبب فى كل الكوارث التى تمر بها المنطقة العربية حالياً، بل أيضاً شاركوا فى المخطط الجهنمى الكبير الذى بدأ فى عام 2011، بهدف تفتيت الأمة العربية، وإنهاكها وضعفها، وإذلالها بكل السبل.. ولم ترتدع الدول العربية بما حدث فى العراق التى تم غزوها صراحة على يد الأمريكيين تحت مزاعم وحجج واهية وتم إشعال نار الفتنة والاضطراب فى اليمن وسوريا وليبيا، بهدف تضييق الخناق على مصر حتى تسقط هى الأخرى.. وفات الجميع أن الشعب المصرى يتمتع بوعى شديد ولديه ولاء كامل للوطن والالتفاف حول جيشه العظيم، مما حال دون أن تسقط مصر  كما سقطت دول عربية من قبل، فالمصريون يدركون تماماً أن العين على وطنهم، وأن مصر هى الهدف، وهيهات لكل من تسول له نفسه أن ينال  منها  وسيظل المصريون يقدمون أرواحهم فداء للوطن فى معركتهم الضروس ضد الإرهاب والتى تخوضها مصر للأسف الشديد نيابة عن العالم أجمع.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل